مبارك الدويلة

الأمن.. فوق أم تحت الحرية!

هل بدأت الكويت تستعمل الحل الامني..؟!

هل انتقلت عدوى القبضة الامنية على الشارع السياسي الى الكويت.. بلد الحريات العامة؟!

عندما نلاحظ كثرة احالة المغردين الى النيابة في ظاهرة غير مألوفة في الكويت، وعندما تتكرر على مسامعنا احكام السجن للنشطاء السياسيين، بعد ان كنا نتفاخر بان الكويت خالية من سجناء الرأي، وعندما تبدأ السلطة في اغلاق الصحف اليومية والقنوات الفضائية، وتنشط رقابة المستشار القانوني للصحيفة في الغاء أو تشويه المقالات اليومية، خوفا من المساءلة القانونية وتبعاتها، عندما نشاهد كل ذلك ونتابع بقلق انهاء تواجد العديد من الوافدين الذين لم يثبت تورطهم بأي شكل من اشكال الجرائم، ولم يكن ذنبهم الا ان هناك من اعتبرهم محسوبين على تيار سياسي بعينه، وكان ذلك كافيا لابعادهم عن البلاد. عندما نرقب كل هذه الظواهر المستجدة على مجتمعنا فانه يحق لنا ان نزيد من قلقنا وتخوفنا..!

اجتمعت قبل عدة ايام مع احدى الشخصيات القريبة من السلطة، واشتكيت وتحلطمت من تقييد حريات المنابر وبعض الصحف، فكان جوابه: احمدوا ربكم على ما انتم فيه، فوالله علينا ضغوط لا تحتمل من العديد من الاصدقاء الذين ساءهم ما يشاهدونه في الكويت من اجواء الحريات العامة وحرية الصحافة، وهم يطالبوننا بان نسلك مسلك بعض الدول الشقيقة في اعتبار بعض التيارات والتكتلات السياسية جماعات ارهابية!

صحيح ان للحرية حدودا يجب ألا نتجاوزها، ولعل اهمها عدم مخالفة شرع الله والدستور والقوانين باسم الحرية! ولكن الخوف من ان تستغل هذه الضوابط في توسيع رقعة الممنوعات ودائرة المحظورات! فيُحرم الحلال ويُقيد المشروع بحجة الظروف الامنية والمتغيرات الخارجية! ولعل هذا ما يميز بين الدول القمعية ودول الحريات، فكم من قانون انتهك باسم المحافظة على امن البلد، وكم من حرمات تمت استباحتها باسم المحافظة على الوحدة الوطنية وكم وكم وكم..!

ان الحلال بيّن والحرام بيّن، فان كنا نريد ان نستمر كدولة حريات وقانون فالطريق لذلك واضح، والعلاقة بينهما أوضح، وان كنا نبحث عن عذر لكي نتحول الى دولة تتعامل امنيا مع كل القضايا، وليس الامن خير طريق نسلكه للوصول إلى مبتغانا اذا ضحينا بالحرية..!

***

هل صحيح ما يشاع من ان التوجه عند وزارة التربية الى عدم تكريم الطلبة البدون المتفوقين؟! اشك في ذلك! يكفي الهم الذي هم فيه حتى نأتي نزيد من همومهم وظلمهم، ان الدول المتحضرة تشتري النوابغ من البشر لتستفيد منهم، ونحن نطرد من تعبنا على تربيته وتعليمه وبكم..؟ ببلاش..!

***

مبروك عليكم جميعا شهر الصيام والقيام، ونسأل الله ان يكون شهر امن واستقرار لدول الخليج وعموم بلاد العرب والمسلمين التي عانت كثيرا من فقدان هذا الامن والاستقرار!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *