علي محمود خاجه

ما احترمتنا د. عبيد !

د. عبيد الوسمي اسم احتل الساحة السياسية بقوة منذ كارثة التعدي على المواطنين من قبل “الداخلية” في “ديوان الحربش” إلى حين وصوله إلى المجلس، بل وبعد وصوله أيضاً.
والدكتور الوسمي يعد من المميزين جداً في القدرات الخطابية وقدرات الإقناع، حتى إن كان محتوى كلامه غير منطقي، بل متناقضاً أحياناً، فهو مَن جعل عبارة “احترمونا نحترمكم” شعاراً لكثير من المتابعين، رغم عدم واقعية هذا الشعار، وعدم صحته أيضاً لو تفكر فيه المرء قليلاً؛ فاشتراط أن تكون شخصيتي محترمة بناءً على احترام من يواجهني، يعني أن أخلاقياتي قابلة للتلون والتغير بحسب الظروف، ولكن لتميز الوسمي فقد أصبحت شعاراً دون تفكّر.
والأمر نفسه يسقط على مطالبته بالالتزام بالدستور، بل وصل الأمر إلى شروعه في بداية المجلس في تقديم استجواب لرئيس الوزراء، لأنه لم يلتزم بالدستور ويقدم برنامج عمل الحكومة، وهو إجراء لا غبار عليه من النائب الوسمي لو أقدم عليه، ولكن أن يأتي نفس الشخص، وهو الوسمي ليعلن تأييده لتعديل المادة الثانية من الدستور فهو انقضاض على نفس الدستور الذي ادعى أنه سينتصر له!، وأيضاً تجاوز الناس عن ذلك لأنه دكتور عبيد المتحدث الجيد، والمقنع حتى لو كانت قضيته متناقضة.
لكن ما استوقفني حقاً هو لقاء الوسمي مع المبدع تركي الدخيل في برنامج “إضاءات” على قناة “العربية” قبل أسبوعين تقريباً، فقد سأله الدخيل عن كونه نائباً يمثل القبيلة، فكانت إجابته حرفياً كالتالي: “قبل الانتخابات أجريت انتخابات فرز نوعي أو انتخابات فرعية لقبيلة المطران، وهي طبعاً مخالفة للقانون”!
النائب دكتور القانون عبيد الوسمي صاحب شعار “احترمونا نحترمكم”، الذي يملك اليوم أعلى أدوات الرقابة كعضو في مجلس الأمة، أقر بوجود جريمة يعاقب عليها القانون، وأعلن أنها تمت، وهو دليل علمه بهذا الأمر، ومع ذلك رغم وقوع هذه الجريمة قبل أكثر من ثلاثة أشهر فإنه لم يفعّل أدواته الرقابية لمحاسبة مرتكبيها، رغم أن عبيد نفسه أمهل وزير الداخلية، كمواطن وليس كنائب، 24 ساعة لتطبيق القانون على النائب محمد الجويهل، بحجة أن الجويهل تجاوز على القانون في فترة الانتخابات!
فما هو تفسيرك يا دكتور لهذا الصمت تجاه هذه الجريمة الصريحة؟ فأنت لم تذهب إلى النيابة ولم توجه، ولو سؤالاً واحداً، إلى الوزير المختص في هذا الشأن؟ البعض يعتقد أنك أنت صاحب المسطرة الواحدة والمدافع الثابت عن دستور الدولة لما تحمله من علم وقدرة، ولكنك تصمت وتتجاوز عن جريمة صريحة تقر بحدوثها، فهو أمر لا يبرر إلا أنه تغاضٍ متعمد عن تطبيق القانون.
الانتخابات الفرعية تزوير لإرادة الأمة، وبالتالي تزوير لقراراتها، وأنت تملك من المعلومات والأدوات ما لا أملكه أنا، ومع ذلك لم تتصرف ولم تحترم حتى دورك في المحافظة على إرادة الشعب ومحاسبة المقصرين والمتجاوزين على تلك الإرادة.
لم تحترمنا بفعلك هذا يا دكتور، إلا أننا سنظل نحترمك فاحترامنا لك غير مشروط، بل هو راسخ في أخلاقياتنا وسلوكنا الخاص، مع خالص التحية.
خارج نطاق التغطية
شخصية غير كويتية، وغير مقيمة في الكويت، تعدت على نساء النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، فيطلب النواب من وزير الداخلية الكويتي معاقبة شخص غير كويتي وخارج الكويت! إنها بوادر حل المجلس فاستعدوا للانتخابات.

عادل عبدالله المطيري

عقلية الخطوط الحمراء!

العقلية التي مازالت تردد أن «الوزير الفلاني خط أحمر»، يبدو أنها نست او تناست ان الشعب الكويتي الناضج سياسيا قد شب عن الطوق، ومسح كل خطوط الفساد الحمراء والمصطنعة «بأستيكة ساحة الإرادة»، ولم يعد هناك من يحدد ما هو المسموح والممنوع إلا صاحب السمو ثم الدستور والقانون.

وصحيح أن خيار عدم التعاون وحل مجلس الامة مازال متاحا (دستوريا) للحكومة، لكنه سيعيد الأكثرية البرلمانية وبالتبعية الأغلبية من المواطنين إلى خيار التصادم السياسي مع الحكومة ويصعد من مطالبهم الشعبية، ولا أحد يمكنه التكهن بما ستؤول إليه الأمور.

فعلى الرغم من أن الحكومة الحالية لا ترقى إلى مستوى الطموح الشعبي، باعتبار أن الغالبية العظمى من المواطنين هم من كانوا في ساحة الإرادة، أعتقد أن الحكومة الحالية جاءت مخالفة لأغلبية الشعب بالمزاج والطموح والطباع والأشكال والأسماء وكل شيء باستثناء الوزير المويزري.

حقا ان الحكومة الحالية لا تعكس التمثيل الحقيقي للشعب، فبعض الوزراء يحملون أفكار الأقلية السياسية، البعض الأخر ينتمي للماضي السياسي ومشكلاته التي لا تنتهي.

وبعيدا عن مجاملة سمو رئيس الحكومة يجب ان تعلنها الأكثرية النيابية واضحة وجلية، بأنهم لا يمكنهم التعاون مع بعض الوزراء.

٭ ملاحظة ختامية: الحديث عن الحكومة المنتخبة يبدو مبكرا، فلابد من وجود قانون للأحزاب السياسية ونظام انتخابي يقوم على مبدأ النسبية والقوائم، عندها يمكن التفكير في نوعية الحكومة التي تفضلونها.

 

سامي النصف

السعوديان جمال التميمي وطلعت الحربي

  في ظل الحملة الظالمة على مفتي مصر د.علي جمعة بسبب زيارته للقدس والتي يتشارك القائمون بها مع إسرائيل التي لا تود أن يزور أحد القدس أو الضفة بتطبيع أو بدونه، شبه بعضهم تلك الزيارة بزيارة الرئيس السادات للقدس والتي تمخضت لاحقا عن اتفاقية كامب ديفيد «الظالمة» التي استقال بسببها وزراء الخارجية اسماعيل فهمي ومحمد كامل ورئيس الدائرة القانونية د.نبيل العربي أمين الجامعة العربية الحالي، ومادامت الزيارة الأولى خطأ فالثانية خطأ بالقطع.

***

التاريخ في منطقتنا يقرأ بالعواطف والانفعالات لا بالحقائق والوقائع والنتائج ويتمثل عادة بوجهة نظر واحدة يخون ويكفر من يبدي رأيا آخر فيها ومن ذلك ان احدا لم يكتب قط عن موقف الطرف الإسرائيلي بتلك المفاوضات وهل كان سعيدا وفرحا بما يسميه المفكرون والمثقفون والساسة العرب تنازل وتخاذل وحتى خيانة السادات للقضية العربية ومن ثم كان الإسرائيليون حسب ذلك الفهم مستعدين لتقبيل الأيدي والأقدام لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد؟!

***

الواقع ان الطرف الإسرائيلي كما أتى في مذكرات قياداته اليمينية المشاركة آنذاك لم يكن راضيا على الإطلاق عن الاتفاقية التي تنص على الانسحاب من سيناء التي يعتبرها مناحم بيغن ارضا توراتية وجزءا من دولة إسرائيل رجعت لها مرتين (56 و67) وانهم لم ينهزموا في حرب كي يضطروا لتسليم ما يعتبرونه كذلك موانع جبلية طبيعية تفصل بينهم وبين مصر كحال جبال الجولان في الشرق، كما ان مساحتها تعادل 3 مرات مساحة اسرائيل وبها الكثير من النفط والغاز والمعادن وانهم عاشوا 30 عاما دون اتفاقية سلام ويستطيعون العيش 300 عام اخرى دون تلك الاتفاقية التي يمكن ان تمزق في أي لحظة إلا انهم غير مستعدين للتخلي عن مطارات ومستوطنات وخيرات سيناء.

***

قرر الوفد الإسرائيلي مغادرة كامب ديفيد فجرا دون توقيع أو تنازل رغم ما قيل عند مؤدلجينا من فرح اسرائيل بتلك الاتفاقية لولا إصرار الرئيس كارتر على إنجاح المؤتمر. ويروي وزير الدفاع وايزمن في مذكراته ان ما اضطرهم للبقاء والتوقيع هو زيارة السادات المحرجة لهم ولولا تلك الزيارة لفشلت المفاوضات ولكانت سيناء على الأرجح حالها حال الجولان والخوف من منهاجية ثورية مدغدغة جديدة تضيعها مرة اخرى كما اضاعتها ثورية 52 مرتين والثالثة كما يقال ثابتة.

***

مستقبل سيناء وقبلها مستقبل مصر مرتبط بما سيفعله الرئيس القادم، فهل سيرجع «الناصري» حمدين صباحي مصر للنهج الناصري القائم على التأميم ومحاربة الاستثمار والاعتماد على القمع وزوار الفجر والمغامرات والهزائم العسكرية؟! وهل سيتبع المرشح محمد مرسي قوانين الدولة أم تعليمات المرشد؟ كما هل سيرجع عمرو موسى مصر للسياسة الثورية التي قاد بها الجامعة العربية والخارجية المصرية والتي عبر عنها أبلغ تعبير شعبان عبدالرحيم في أغنيته الخالدة «بحب عمرو موسى وباكره إسرائيل»، وماذا عن العلاقة الخاصة التي تربط المرشحين د.عبدالمنعم أبوالفتوح ود.محمد سليم العوا بإيران وحماس، هل سينتقلان بمصر من معسكر الاعتدال الى معسكر الممانعة؟!

***

آخر محطة: (1) يتلو دائما الثورات عمليات تزييف سافرة للتاريخ تساهم في غسل مخ الشعوب، فبعد ثورة 52 المباركة قيل ان جمال عبدالناصر هو اول رئيس مصري لمصر منذ أيام الفراعنة والحقيقة ان كل من حكم مصر منذ ذلك التاريخ السحيق هو مصري كونه ولد وعاش في مصر ومن هؤلاء الملك فاروق ومن أتى قبله ولا يعتد هنا بالأصول وإلا لاعتبر جمال عبدالناصر بن حسين بن خليل بن سلطان التميمي (هذا اسمه بالكامل) القادم من قرية قبيلة آل مرة سعوديا بحكم الأصل حاله حال رجل الاقتصاد المعروف طلعت حرب أو الحربي كونه ينتمي إلى قبيلة حرب السعودية حسبما جاء في كتاب ذكرياته.

(2) ومادمنا في قضية أصول الرؤساء ومرشحي الرئاسة لدي صديق مصري مقرب شديد التدين على صلة وثيقة بمرشح الرئاسة السابق حازم أبواسماعيل وعائلته المقيمة في أميركا ويقول لي ان شقيقة حازم الأميركية وهي امرأة متدينة تشعر بحرج شديد مما يفعله وتضيف انه لو تم سؤالها فلن تكذب وستبلغ السائل ان والدتهم أميركية وحازم يعلم ذلك الأمر تماما، لذا رفض اكثر من مرة ان يقسم على المصحف في المسجد وعلى الملأ فيما يخص جنسية والدته، كما يرفض الحديث عن مصدر ما يصرف على حملته الانتخابية من أموال هائلة خاصة انه لا يحظى بدعم الجهات الرسمية من الإخوان والسلف.

احمد الصراف

اللعنة على الإنترنت

تعتبر الإنترنت اعظم مصدر معلومات وأعمق أداة تسلية وتثقيف في تاريخ البشرية، ولو كانت مكانا يقصد له أو شخصا يخاطب لأصبحت محجا لكل طالب معرفة أو فكر أو باحث عن المعلومة أو الحقيقة، والإنسان لم يعرف مصدرا أكثر عمقا وحكمة وفائدة منها، ومع كل هذه المكانة التي تتمتع بها الإنترنت إلا أن بالإمكان، من دون خوف، توجيه اللعنة لها وقت نشاء، ونعتها بما نشتهي من اوصاف من دون أن تطولنا عصا الطاعة، أو سوط مشرع جاهل، وسبب اللعنة أنني كنت لسنوات طوال غير مولع بمشاهدة التلفزيون، ولا أزال. كما لم أحضر يوما جلسة استجواب برلمانية، ولكن الإنترنت أصبحت تنقل لي ما يدور في تلك الجلسات، التي أصبح البعض فيها موضع سخرية وتندر، بالرغم من محاولات غالبية النواب إضفاء نوع من الجدية أو الصدقية لاستجواباتهم. وكنت أعتقد أن النواب لا بد أن امتلكوا يوما حدا أدنى من الموهبة أو الكاريزما، الجاذبية الشخصية، وأنهم مفوهون، وأقوياء في حججهم، وهذا مفترض، فهم لم يفوزوا بأصوات وثقة ناخبيهم بالقوة أو المال، ولكن بالحجة والكلمة، ولكن بالاستماع لكلمات ومشاركات هؤلاء في مجلس نجد أنهم في الغالب متواضعون فكريا وخطابيا، ويفتقدون حتى النطق السليم لأبسط الكلمات، وبدلياتهم لا تعد ولا تحصى. ولو أخذنا النائبين، محمد هايف وعدنان المطوع كمثالين لوجدنا أنه لم يعرف عنهما استخدام اي وسيلة غير شريفة أو مشروعة للوصول للنيابة، وبالتالي من المفترض القول إن خطاباتهما وحججهما هي التي أوصلتهما للبرلمان، ولكن بما أن الاثنين يشكوان من ضعف كبير في الخطابة، والكاريزما، ويقلبان المذكر مؤنثا، والعكس، في خطاباتهما، فلا بد انهما نجحا بطريقة لا علاقة لها بالخطابة ولا المال! وبالتالي لا بد انهما نجحا من خلال التلاعب بمشاعر ناخبيهما وتخويفهما من الآخر او ما يشكله وصول الآخر للبرلمان من خطر عليهم، أو انهما حماة الدين، والمذهب، وعلى ناخبيهما عدم التخلي عنهما. هذا المنحى الخطير لا يمكن القضاء عليه بسهولة، بل يتطلب الأمر جهدا كبيرا، ومن هنا كانت مطالباتنا بتعزيز المناهج الدراسية بما يعزز الوحدة الوطنية، التي لا تقترب منها حاليا ولا تلتفت لها أو تعطيها ما يكفي من اهتمام، وبالتالي نجح وسينجح الاستقطاب الطائفي دائما!

أحمد الصراف