عادل عبدالله المطيري

حديث في الاتحاد الخليجي

عندما أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبادرته الخليجية للانتقال من مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد، بلا شك انها عبرت عن طموحات الشعوب الخليجية وتطلعاتها، كما أن مبادرة الاتحاد ضرورة تفرضها وحدة المكون الاجتماعي والاقتصادي المشترك، وكذلك التحدي الامني والاستراتيجي الموحد، فنحن في إقليم جغرافي ملتهب ومحاطون بدول إقليمية كبرى نسبيا تهدد استقرار المنطقة ككل.

من الممكن أن تنجح فكرة الاتحاد الخليجي اذا لم نستنسخ تجارب الآخرين في الاتحاد، وابتكرنا نظامنا الاتحادي الخاص بنا، والذي يفي بحاجاتنا، فنحن بحاجة الى نظام اتحادي في الدفاع (قيادة مركزية واركان حرب مشتركة) فلقد ولى زمان الجيوش الصغيرة في ظل التحديات الكبيرة، وفي الخارجية بحاجة الى (منسق للسياسية الخارجية) فلقد اثبتت السياسة الخارجية الموحدة لمجلس التعاون والداعمة لقضايا الشعوب العربية وقضايا الربيع العربي والتي تزعمت فيها الديبلوماسية العربية بل وقادت الجهود الدولية في المحافل الدولية، ان العمل المشترك يعطي بعدا أعمق للديبلوماسية وتأثير اكبر في العلاقات الدولية، وكذلك ضرورة اكمال الاتحاد الجمركي لأنه ضرورة عملية لتسهيل التجارة وانتقال البضائع في الاقليم، اما في الاقتصاد فستكفي الوحدة النقدية وإنشاء «هيئة مشتركة للطاقة والبترول» لتنسيق انتاج وتصدير البترول والغاز وتوزيع الكهرباء، وخلاف ذلك فإن التنسيق والتعاون بين دول الاتحاد لتسهيل الاستثمار وانتقال العمالة الخليجية واعطائها الاولوية لها في العمل يعد كافيا، وبذلك نكون قد اخذنا افضل ما في النظام الاتحادي مع الاحتفاظ بخصوصية كل دولة على حدة.

فالعبرة في الانظمة السياسية هي تحقيق الامن والرفاهية لشعوبها وبغض النظر عن مسمياتها.

 

محمد الوشيحي

سكرانة

فوضى، واستعراض عضلات، واندفاع البعض لتسجيل اسمه على أكبر مساحة من العَلَم، كما يفعل عساكر الرومان عندما ينتصرون في معاركهم. هذا ما تفعله أغلبيتنا البرلمانية هذه الأيام.
أكرر وسأظل أكرر وألتّ وأعجن ما قلته: في السياسة، كما في المعارك العسكرية، يجب أن يبتعد القائد العسكري، أو يُمنع عن اتخاذ القرارات، فور انتهاء المعركة مباشرة، إلى أن يستفيق من نشوة النصر أو سكرة الفوز، فللنصر سكرة مدمرة تفوق سكرة الخمرة، يفقد معها المنتصر عقله، فيتمادى ويظن أنه الإسكندر المقدوني، وقد يتمادى أكثر فيحسب أنه جنكيز خان، صاحب أقوى جيوش العالم وأشرسها، فتتوزع قواته وتنقسم على نفسها فتُهزم شر هزيمة وتُسحق شر “سحقة”، واسألوا أخانا أدولف هتلر، الذي كان يقرر الهجوم على الدولة الأخرى فور انتصاره على الدولة الأولى، كل ذا بسبب نشوة النصر، إلى أن انتهى به المقام مثل العجوز التي لا تجيد سوى الولولة ونثر التراب على الرأس. وأخشى على أغلبيتنا من الولولة ولطم الخدود بسبب نشوة النصر.
وكما أن المعارك السياسية نسخة طبق الأصل من المعارك العسكرية، كذلك هي نسخة من التجارة وفنون التجارة، والتجارة تحتاج إلى إنسان بعقلين ومعدتين وقولونين، إذا تلف أحدهما اشتغل الآخر مباشرة، وأنفين، يستنشقان المكسب والخسارة من على بعد، ومرارتين، ومن كل شيء اثنين، أو أكثر. التجارة كالصبية لا تهوى الخفيف، بل تبحث عن الواد التقيل، الذي يمتلك حبالاً طويلة من الصبر و”الثقل”.
وأغلبيتنا البرلمانية بنصف معدة ونصف عقل ونصف قولون ونصف أنف ونصف مرارة، ولا تجيد التجارة، ولا تتقن الغزل ولا التعامل مع الصبايا، ولا هذا ولا ذاك. هي أغلبية، كما اكتشفت، تجميع صيني، وبلا كفالة من المصنع، ما إن يشاهد أحدهم، أو قل بعضهم، الميكروفون، حتى يصرخ: سأقدّم استجواباً لفلان بن علان، وسأحتل شمال كاليفورنيا، وجنوب جبال الأورال، وغرب المنقف، فقط بسكين المطبخ! يقول ذلك وهو يلعق الدم ويرفع لثته ليرينا أسنانه. يا عمنا “تيمور لنك” ارفق شوي حماك الله، واحرص على النساء والأطفال والأسرى ودور العبادة.
وأجزم أن أول استجواب يجب تأجيله هو استجواب كتلة الشعبي لوزير المالية مصطفى الشمالي، حتى وإن وافقت الأغلبية عليه وقررت استعجاله لقطع الطريق أمام بعض القرارات الكارثية، وكذلك استجواب النائب النقي الصيفي الصيفي لوزير الشؤون، وهو الوزير الذي يحفظ عن ظهر قلب تعاليم كتاب “بو جعل”، وغيرهما من الاستجوابات. يكفي أن تجتمع اللجنة التنسيقية للأغلبية برئيس الحكومة وتحذره، باسم الأغلبية، من كيت وكيت وكيت، وأجزم أنه سيوافق “بلا مهر”، وسيأتيها رده: “شبيك لبيك”. وانتهينا. ولا حاجة إلى أن ترينا الأغلبية لثتها لنكتشف شراستها وقدرتها على خوض الحروب، فدماء القتلى في المعارك السابقة تكفي لإقناع كل من لا يقتنع.
يا أيتها الأغلبية، إن خمرة النصر قد أسكرتكِ فترنحتِ، فاهرعي إلى أقرب “دوش” لتضعي رأسك تحته، واحرصي بعده على تناول قدح كبير من القهوة السوداء. ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.

سامي النصف

الانقسام الحقيقي هو بين ثقافتين (2 ـ 2)

وتبقى الكويت منقسمة بين ثقافة ترى ان إظهار الانتماء لغير الكويت خيانة ما بعدها خيانة، وثقافة ترى ان عدم إظهار الانتماء للخارج على حساب مصلحة الكويت هو.. خيانة ما بعدها خيانة!

*****

ثقافة ترى ان كل الحكومات التي تشكل في البلد وكوادرها الإدارية هم في النهاية حكومة دولة وشعب الكويت التي اذا نجحت أعمالها نجحنا وإذا أخفقت أو غرقت غرقنا معها، وثقافة ترى ان كل الحكومات في الكويت وكل الوزراء والوكلاء.. إلخ مهما تغيروا وتبدلوا هم أعداء حقيقيون ومحتلون يجب محاربتهم وعرقلة أعمالهم طوال الوقت عن طريق الأزمات والاستجوابات.. إلخ ولا يهم بعد ذلك ما يحدث.

*****

ثقافة ترى ان دعم الآداب والثقافة والرياضة والفنون والتعليم المتطور وسيلتنا للارتقاء ببلدنا بين الدول، وثقافة ترى وجوب محاربة كل ما سبق، وان الدروشة والتخلف عن مواكبة علوم العصر هو ما يمنحنا المكانة الراقية والمتقدمة بين الأمم.

*****

ثقافة ترى ان العالم قد تخلى عن مبدأ الحكومة الكبيرة الشيوعي وان القطاع الخاص هو البديل الوحيد الذي يجب تشجيعه ودعمه لتوظيف آلاف الشباب القادمين لسوق العمل، وثقافة ترى ان كل التجار مهما صغروا أو كبروا هم شريحة مجرمة! يجب ان تشتم ليلا وتعرقل أعمالها بالتشريعات الجائرة نهارا ولا مانع في نهاية المطاف من تطفيش المستثمرين المحليين والأجانب والتحول للماركسية التي تمتلك فيها الدولة كل شيء وقتل حلم كويت المركز المالي.

*****

ثقافة ترى ان الشهادات العلمية العليا يجب ان تكون انعكاسا حقيقيا لثقافة وابداع ومثابرة الحائز عليها بعد جهد جهيد، وثقافة ترى ان الشهادات العليا هي مكسب لذاتها، لذا يجب الحصول عليها بالشراء والتزوير والانتساب للجامعات «الطرثوثية» التي لم يسمع بها أحد.

*****

ثقافة تؤمن بالعمل التطوعي المجاني الذي يخدم الكويت، وثقافة ترى ان من الغباء الشديد ان تخدم وطنك دون مقابل، فلكل شيء ثمن بالحلال أو بالحرام!

*****

ثقافة ترضى وتقنع بالقليل من الوطن، وثقافة هي كالنار الموقدة كلما أكلت قالت: هل من مزيد!

*****

ثقافة محبة متسامحة معمرة ترى ان رأيها صواب يحتمل الخطأ ورأي الآخر خطأ يحتمل الصواب، وثقافة استبدادية ديكتاتورية مدمرة ترى ان رأيها صواب لا يحتمل الخطأ ورأي الآخر خطأ لا يحتمل الصواب أبدا.

*****

ثقافة تشجع الود والتصالح بين أبناء الوطن الواحد، تقابلها ثقافة لا تتوقف عن تشجيع ودعم خلق الفتن ونشر البغضاء والحقد والكراهية كل يوم بين المواطنين.

*****

ثقافة هي أقرب لحال الأم الحقيقية في قصة المرأتين مع سليمان الحكيم، وثقافة هي أقرب لحال الأم الزائفة في تلك القصة المعروفة، فلا مانع لديها عند الاختلاف من تصعيد الأمور حتى لو وصلت الى حدود الحرب الأهلية مع الآخر.. الذي هو مواطن كحالها!

*****

ثقافة تحيط بالمؤمنين بها المرايا فلا ترى إلا نفسها ومصالحها الذاتية والكراسي التي تلتصق بها وتضحي بالكويت وشعبها لأجلها، وثقافة كسرت المرايا فلا ترى إلا مصلحة الكويت وشعبها الذي تضحي لأجله بدمها ومالها.. هذه الأيام وضمن هذه الفقرة الأولون مقدمون والآخرون.. مؤخرون.

*****

آخر محطة: فضحنا الثقافتين وأوضحنا الخط الفاصل بينهما ولنا ان نختار بعد ذلك إلى أي من الثقافتين سننتمي، حضرا وقبائل، سنة وشيعة، «بدون» ومقيمين، فإما ان ننحاز لثقافة تعمير الكويت وبقائها وطنا دائما مزدهرا للجميع، أو الى ثقافة الأنانية والدمار والرحيل.. ولن تسلم الجرة كل مرة!

حسن العيسى

لم تخضع لهايف وسارت على القاعدة

أبداً… وزارة الأوقاف لم تخضع للنائب هايف، ولم ترفع علم الاستسلام الأبيض للشيخ هايف، أو زميلنا المحامي أسامة المناور، ومن رافقهما من ركاب القطار الديني المتزمت، مثلما صورت الأمر جريدة الجريدة بالأمس، فوزارة الأوقاف عندما قررت فتح أبواب مساجد السنة تقريباً طوال اليوم مثل مطاعم خدمة ٢٤ ساعة، وإلغاء الرقابة على خطب الجمعة، كرد فعل، لإلحاح الشيخين ومن معهما من نواب الأغلبية في مجلس تورا بورا بفرض الرقابة على الحسينيات ومساجد الشيعة التي لا يتجاوز عددها الثلاثين مسجداً وأقيمت على نفقة الأهالي أنفسهم ومن دون أريحية وهبات الحكومة مثل مساجد السنة، لم تشذ وزارة الأوقاف عن النهج الحكومي المتأصل في عمق وجدان سلطة الحكم بركوب الموجة وليس مواجهتها.
لا حاجة الآن للكلام عن الحكومة، فالحكومة هي الشيوخ، والشيوخ هم الحكومة، ويعلمنا التاريخ أنهم غير قادرين على المواجهات السياسية (ولا أقصد هنا شكليات الرد على استجوابات معروفة نتائجها مسبقاً) ويفتقدون قدرات الإقناع العقلية، ودائماً يؤثرون سكة السلامة والمشي “تحت الساس” متى هدد أي عوير وزوير بمساءلة الحكومة بالاستجواب أو إغراقها بالأسئلة البرلمانية، أيضاً الأمر في جل المطالبات الشعبوية التي كانت تقضم خاصرة مستقبل الوطن كانت الحكومة (أو الحكومات السابقة طالما أنها كلها حكومات شيوخ أصحاب القرار النهائي، أما بقية الوزراء فهم كمالة عدد) تبصم بالعشرة عليها بعد اعتراضات شكلية واهية.
وفعلت الأمر نفسه في جل المشاريع التي حاصرت حرية المواطن وفرضت علية الرؤية الأحادية للجماعات الدينية الحاكمة بأمر الواقع المهترئ، كانت حكوماتنا تركض خلف مرضاتهم من قانون العزل الجنسي (منع الاختلاط) في الجامعة، وقبله بأكثر من عقد من الزمان حرمت غير المسلم من حق اكتساب الجنسية الكويتية، ثم سارت الأمور تدريجياً بفرض النقاب على الحياة الاجتماعية بكل صورها شيئاً فشيئاً، ونتذكر حروب معارض الكتاب التي أضحت معارض هباب مع استثناء الفترة البسيطة التي كان فيها الراحل الشيخ سعود الناصر وزيراً للإعلام حين وقف صامداً أمام أحزاب الخروع، ودفع الثمن بعد ذلك بخروجه من الوزارة، كان سعود الناصر يملك القدرة على مواجهتهم سياسياً بخطاب العقل والمنطق، تلك القدرة المطلوبة سياسياً افتقدها الكثير من الوزراء من بعده، ولنا ان نتأمل قليلاً اليوم كيف كنا بالأمس، وكيف أصبحنا الآن في ساحات الثقافة والفنون والأدب وهامش الحريات الشخصية!
أبداً وزير الأوقاف لم يتصرف على غير المألوف لسلطة ركوب الموجة، ولم يشذ عن القاعدة، فهنيئاً لنا بحكم “القاعدة” والسائرين بهديها إلى أجل غير معلوم!

احمد الصراف

مناشدة لجلالة ملك البحرين

سيدي عبدالهادي الخواجة، يا رمز النضال والحرية، أتمنى أن يرى مقالي النور وأنت لا تزال على قيد الحياة بعد أن أصبحت أكثر قرباً للموت. اتمنى أن تحيا لتعيش وترى أحلامك وأمانيك كإنسان حر قد تحققت بفضل صبرك ونضالك وصيامك، أتمنى أن تبقى حياً، ليس من أجل أسرتك الصغيرة الجميلة وعائلتك الأكبر وأقربائك ومحبيك الكثر فحسب، بل وأيضا من أجل وطن لم تغادره يوماً إلا مجبراً، وما عدت له إلا مخيراً، أتمنى أن تعيش لتضرب لنا المثل في التضحية ونكران الذات، وأن تبقى رمزاً للفداء من أجل سامي مبادئك وقيمك وقيم مواطنيك في البحرين والخليج! سيدي عبدالهادي، ولست مغالياً في أن أخاطبك بسيدي، فقد قمت بما لم أستطع أنا وغيري القيام به، وفعلت ما فعلت وضحيت بالرغم من كل رغد حياتك وضمان مستقبلك، ضحيت بكل شيء، ليس فقط من أجل ما تؤمن به بل وأيضاً من أجل غد أفضل لوطنك وأمتك وقيادتك. أتمنى أن تبقى حياً لتبقي شعلة الأمل حية في قلوبنا جميعاً، بعد أن صدئت آمالنا وكلّت عزائمنا وتراخت قبضاتنا وتعبت سواعدنا وبحت أصواتنا، وبقيت أنت المثال الحي الذي نريد أن نكونه ولسنا بقادرين على ذلك، فأنت الناطق باسم الحرية والكرامة والإنسانية، وأنت صوتنا الهامس والمتكلم بلساننا والمعبر عن أمانينا بغير إشارة.
أتمنى على جلالة ملك البحرين، ولسنا نطالب بالكثير، إصدار عفوه السامي عن المناضل والمواطن البحريني عبدالهادي الخواجة ليس فقط لأنه يستحق الحرية، بعد اضراب عن الطعام دام شهرين في تضحية لم تشهد لها المنطقة مثيلا، بل وأيضا من اجل شعب البحرين الكريم الذي يستحق من جلالتكم الكثير ويتطلع للأكثر، ولا أخالك باخلا عليه بشيء، فالبحرين ليست بحاجة لــ«بوعزيزي» وأنت ملكها، وأن تعمل يا جلالة الملك على أن تقر أعين والدي عبدالهادي برؤيته مطلق السراح حراً أبياً كوطنه الكبير، وأن تسعد أسرته وأهله ومحبيه به بعد كل ماعاناه، وكل هذا ليس بالكثير على شخصكم الكريم، فلا تخيب آمالنا وأمانينا أيها الإنسان الكبير.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

شكراً.. وزير الأوقاف

الاسلوب الذي اتبعه وزير الاوقاف جمال الشهاب في تعامله مع الاستجواب المزمع تقديمه اليه اسلوب حكيم، ودليل بعد نظر وتقييم عاقل للامور، فهو اولاً ابتعد عن العناد واسلوب «تكسير الروس»، فلم يكابر ويدع عدم وجود خلل في وزارته، كما انه لم يعاند ويقل: «لن نتنازل.. فإن تنازلنا اليوم زادت طلباتهم غداً» كما كان يقول كثيرون ممن سلفه.. بل بادر باصدار قرارات ادارية بسيطة ولم تكلف الوزارة شيئاً لكنها كانت كافية لعلاج ازمة قادمة!!
المساجد في الكويت يجب ان تتبع وزارة الاوقاف وتكون تحت اشرافها.. ولا يجوز القول ان من يبنيها ويتكفل بصيانتها والصرف عليها هو من يديرها!! فلو فتحنا هذا الباب لأصبحت الامور فوضى.. فكثير من المواطنين لديهم القدرة على بناء مرافق ومنشآت وكذلك الصرف عليها.. مثل بعض المدارس وبعض المساجد وحتى الجمعيات التعاونية، وصالات الافراح، فإن تركنا الادارة لهم ومنعنا الجهات الحكومية عن مراقبتها والاشراف عليها فسيصبح البلد ممتلئا بالفوضى، لذلك جاء قرار الوزير بمراقبة مساجد الشيعة في محله وله ما يبرره، والدولة غير عاجزة عن الصرف على هذه المساجد.
اما الحسينيات فقد اعلنت الوزارة انها لا تعتبر دور عبادة، وتعاطف الكثير من الناس مع هذا القرار وباركوه.. لكن ما الذي طرح الموضوع للنقاش من جديد؟! ان ما يحدث في بعض الحسينيات احيانا من تعد على ثوابت الدين هو الذي اثار موضوع مراقبة الحسينيات، لذلك نقول للاخوة ابناء الطائفةالشيعية: ان اردتم ان نتعاطف معكم ونؤيد ابعاد الحسينيات عن رقابة وزارة الاوقاف فاضمنوا لنا بقاء هذه الاماكن بعيدا عن التجريح المستمر في امهات المؤمنين واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما كانت حسينيات زمان عندما كان طعامها يوزع على كل اهل الكويت، اما اليوم فمع الاسف البعض حتى حرم اكل الحسينيات من كثر ما يقال فيها من كلام لا يقبل شرعاً ولا عقلاً.
ارجع الى موضوعي الاول.. شكرا يا وزير الاوقاف على تعاملك مع موضوع استجواب النائب المحترم محمد هايف.. واتمنى من الاخ وزير الداخلية ان يتعامل بالروحية نفسها التي تعامل فيها زميله مع الاستجواب او الاستجوابات التي ستقدم اليه، وان نبتعد عن التعالي والمكابرة.. فالاخطاء موجودة والاعتراف بها فضيلة.. وانكارها عناد.. كما اتمنى من كتلة الاغلبية ان تخفف عنا «شوي» وتتفرغ للتشريع المفيد.. وتبتعد عن اجواء التوتر والتأزيم.. فبهذه الاجواء تعيش الاقلية وتقتات كما ثبت ذلك من استجواب رئيس الحكومة الاخير.