علي محمود خاجه

قووم يا بطل

لا تعرفني يا بطل ولا صلة شخصية تربطني بك سوى دفتر مذكرات قديم يحمل توقيعك، لكن ما أعرفه جيداً أنك جزء من ذاكرتي ككويتي، بل جزء من حياتي، فأنت فرحتي بخليجي 10، وأنت بكائي عندما تصديت لركلة جزاء فيصل الدخيل، وأنت حلمي الذي كنت أسعى إليه كلما كنت أقفز على السرير ممسكاً بكرتي متأملا أن أكون أنت.
عندما كنت أريد تقليد الحربان كانت أول جملة أقولها “ويصدها سمير سعيد”، عندما كنا نرتدي زي حارس المرمى، ونحن صغار، كان رقم 22 هو اختيارنا الوحيد، عندما كنا نتكلم عن البطولة والقوة في طفولتنا فإن استمرارك في المباراة رغم إصابتك والغرز التي ملأت فكك السفلي كان نموذجنا، عندما كنا نحتفل بالفوز كنا نريد تقليد فرحتك بكأس الأمير.
أنت لست نجم كرة قدم نحبه ونتعلق به، وحين غيابه عن الملاعب نفتن بنجم آخر، بل أنت ذاكرة وطن ورمز جميل من رموزه تختلف كلياً عمن سبقك ومن تلاك، فأنت تملك ما لا يملكه غيرك من مبدعين. لا أعرف تحديداً ما المختلف فيك، وأسعى إلى استيعابه، ولكني أعجز عن فهم ذلك، فأنت نجم توقف عن اللعب منذ ما يقارب 15 عاماً أو أكثر، ويحظى بتلك الشعبية الجارفة إلى اليوم وبهذا الزخم، وهو تأكيد على أنك مختلف حتى في تأثيرك في الجمهور ممن يهتم بالرياضة أو لا يهتم، ممن يشجع العربي أو من القدساوية مثلي لا يهم فجميعنا نحبك وهذا هو المختلف.
ولأنك مختلف فإن شعوري بالحزن عليك من جراء الحادث الأليم الذي ألمّ بك مختلف، فشعور الحزن هذا لم ألمسه من ذي قبل ولم أشعر به، لقد علمتني يا سمير منذ الطفولة أنك أقوى من الألم لذلك كلي أمل في أنك ستفوق وتتعافى بإذن الله من مصابك، فأنت جزء من حياتي وحياة الآلاف غيري ممن لا تعرفهم وهم يعرفونك جيدا، وأنت نموذج ومثال وقدوة لهم كل على طريقته وحسب مزاجه، ولكنك قطعة من الكويت لا نتنازل عنها جميعا.
أسأل الله العلي القدير أن يمنّ عليك بالصحة والعافية وأن ترجع إلى أهلك وذويك معافى بإذن الله.

ضمن نطاق التغطية:
لم أتمكن سوى أن أكتب ما دار في خاطري وسيطر على تفكيري في الأيام الماضية، وهو بطل الكويت سمير سعيد، “قووم يا بطل” واحمِ ذاكرتنا التي تزخر بصور لك وبإبداعاتك، وكل الشكر لسمو الأمير لتفاعله مع أبناء الكويت ومن قدموا لها الكثير.

عادل عبدالله المطيري

الأغلبية الهشة وطبلة الحكومة وعصاها

يقال إن أضعف الحكومات هي الحكومات الائتلافية التي تتشكل من مجموعة أحزاب، لأن مصيرها يكون أحيانا معلقا في يد حزب سياسي صغير جدا!

وكذلك حال الأغلبية البرلمانية الحالية في مجلس الأمة الكويتي، حيث جمعتها «عصا» الحكومة السابقة والتي قد تفرقها «طبلة» الحكومة الحالية، وأقصد بعصا الحكومة السابقة خروجها الصارخ على القواعد الدستورية والسياسية مما أدى إلى توحيد قوى المعارضة السياسية في جبهة واحدة، وهذا بالتأكيد حدث استثناء لا يتكرر كثيرا وإن كان مشابها لأحداث دواوين الاثنين في ثمانينيات القرن الماضي، حيث تشكل تحالف سياسي من نواب المجلس المنحل آنذاك وبعض السياسيين، عندما تعطل العمل ببعض مواد الدستور وحل البرلمان حلا غير دستوري وتشكلت في حينها جبهة سياسية معارضة من كل أطياف المجتمع، استمر هذا التجمع أو التحالف حتى تحقيق هدفه الأساسي وهو عودة الحياة الديموقراطية مرة أخرى، وبعدها انتهى تجمع دواوين الاثنين، ونشبت خلافات سياسية بين ممثليه في مجلس الأمة، وأتوقع ألا يكون مصير الأغلبية البرلمانية الحالية أفضل من مصير تجمع دواوين الاثنين.

فالتنسيق بين كتلة نيابية مكونة من 33 نائبا عملية صعبة ومعقدة جدا، فأي أغلبية برلمانية لا يجمعها وعاء فكري واحد لا يمكن أن تستمر، حتى ولو اتفقوا على بعض الأولويات ربما سيختلفون على طريقة تحقيقها.

كذلك تواجه الأغلبية البرلمانية صعوبة في التنسيق فيما بينها بالشق الرقابي للعمل البرلماني، فقد رأينا أكثر من مرة كيف أن الأغلبية البرلمانية بالكاد تنجح في وقف نوابها عن تقديم استجواباتهم منفردين.

الأغلبية البرلمانية هشة جدا حتى ان مجرد إقامة ندوة فكرية «كملتقى النهضة» كاد يعصف بها، حيث عارض قيامه بعض نوابها وأيده البعض الآخر، وجميعنا رأى التراشق الإعلامي بين نواب الأغلبية أنفسهم.

ربما تنجح الحكومة في المستقبل بتمزيق هذه الأغلبية على خلفية إقامة احتفالات أو مؤتمرات فكرية وسياسية أو حتى محاباة طرف على آخر داخل الأغلبية في التعيينات أو المناقصات، فلا يمكن أيضا أن تبقى الحكومة رهينة للأغلبية النيابية على طول الخط، وعندها سنتأكد أنه إذا ما كانت الشعوب العربية تنطبق عليها المقولة الشهيرة «تجمعهم الطبلة وتفرقهم العصا» فإن نواب وممثلى الأمة هم عكس شعوبهم «تجمعهم العصا وتفرقهم الطبلة».

والدنيا ربيع «عربي» والجو بديع «وربما فظيع» «أفلّي» على كل المواضيع!

سامي النصف

قضايا منتصف الأسبوع

شهادة حق في وزير الدفاع الشيخ احمد الخالد الذي عرف عنه الشجاعة والنزاهة ونظافة اليد وعدم المجاملة في قول وعمل الحق، الكويت تحتاج الى الهدوء الشديد والاسترخاء السياسي لمدة طويلة كي يتفرغ الوزراء والنواب للانجاز ومن ثم محاولة اللحاق بركب دول الجوار والذي اصبحنا لا نراه الا.. بالدربيل..!

***

قرت اعين اهل الكويت باطلاق سراح المواطن علي الحربي من سجون العراق، نرجو ان تعمل الكويت على اسقاط احكام السجن الصادرة في العراق ضد مهندس الطيران الكويتي حمد البعيجان والكابتن العراقي نمير الجنابي وان يتم ضمن صفقة مخالصة مؤسستي الطيران الكويتية والعراقية اعطاء الكابتن نمير وشقيقه وزوجته استحقاقاتهم المالية من «العراقية» التي حرموا منها بسبب شهادتهم مع «الكويتية» في المحاكم البريطانية، والوفاء شيء جميل..!

***

في بداية الثمانينات وابان وجود موسيقار الجيل محمد عبدالوهاب والاخوين رحباني كتب الكاتب الفني الأشهر محمد بديع سربية ان الملحن الكويتي يوسف المهنا هو الاشهر في الوطن العربي من محيطه الى خليجه بسبب الانتشار الساحق لاغنيته «ابعاد» لمحمد عبده و«اوه يالازرق» التي صاحبت وصول منتخب الكويت لكأس العالم ودعم الشعب العربي له، المبدع يوسف المهنا يقوم هذه الايام بعمل موسيقي مميز وغير مسبوق اسماه «كلاكيت ثاني مرة» يعيد من خلاله تلحين كثير من الاغاني الكلاسيكية العربية وتحويلها الى انغام كويتية محلية، وهو جهد ابداعي يشكر عليه، نرجو دعمه من قبل الجهات المعنية في وزارة الاعلام لنرجع الكويت للزمن الجميل عندما كانت رائدة في كل شيء.

***

ومن ابداع المهنا الى ابداع كويتي آخر، حيث دعانا المنتج والمخرج المسرحي الكويتي المبدع سليمان البسام لعرض مسرحيته الجديدة على مسرح الجامعة الامريكية في القاهرة الا ان المظاهرات الملايينية في ميدان التحرير المجاور وسد الطرقات منعنا من الوصول، وفي سياق المبدعين التقيت محب الكويت الكبير ومن وقف خلف عمل «الليلة المحمدية» الشهير الذي اسر قلوب المصريين وجعلهم يقفون بقوة مع الحق الكويتي عام 1990 «الصهبجي» وجدي الحكيم الذي لديه معين لا ينضب من الابداع يقف خلف كثير من الاعمال الاعلامية المميزة التي تستحق الدعم والمؤازرة من قبل بلده الثاني الكويت.

***

عيب وحرام وليس من الاخلاق التي جبل عليها شعب الكويت الحاني والمضياف.. حارس عربي في سوق المباركية حدث له إشكال مع 3 شباب لا نعلم كنهه وتفاصيله الا انه انتهى بقتله، فهل يصح ويقبل ذلك الامر خاصة ان الشباب الجاني قادر على ايذائه وضربه دون قتله؟ نرجو ان نرى احكاما مشددة ومغلظة في هذه القضية وغيرها، فقد تسببت احكام البراءة المسبقة في كل الجرائم والسرقات التي تجري في البلد والتي يعتقد فاعلوها اننا بلد سهود ومهود لا حساب ولا عقاب فيه.. وشوية شدة تنفع ولا تضر ونرجو سريعا بناء المزيد من السجون.. والكثير من المشانق..!

***

آخر محطة: الشباب الشتام يمكن له ان يحرق البلد بشتائمه الجارحة التي تضرب هيبة السلطة في الصميم والتي يوجه بعضها تجاه شركاء الوطن الآخرين، الواجب ان يحجز الشباب الشتام بالسجون لمدد طويلة وان يعاد تأهيلهم وهم داخله لا خارجه، حالهم حال الشباب المتطرف الذين تسببوا في إسالة الدماء الكويتية قبل سنوات قليلة.. للمعلومة اسوأ الانواع هو.. المتطرف الشتام الكذاب..!

احمد الصراف

عقول الخراف أفضل أم الغنم؟

لسبب ما يثق البعض في السلف أكثر من «الاخوان»، ربما لاعتقادهم باستقامة هؤلاء مقارنة بغيرهم لأنهم «بتاع ربنا» ولا يخشى منهم، ولكن الحقيقة غير ذلك، فطموحهم للوصول للسلطة، والتمتع بما يأتي معها من مال وجاه وقوة لا يقل عن شهوة أي دكتاتور للسلطة، وليسوا أقل من غيرهم حبا بمباهج الحياة، وما يتلبسوه من مظهر قاس ولباس خشن ليس الا «كاموفلاجا»، أو أداة استرزاق! وقد بينت حادثة كذب النائب السلفي البلكيمي، والذي يصنف بين الأطول لحية في البرلمان المصري، وما قام به من تغيير لشكل أنفه بعملية تجميل محرمة شرعا، والادعاء بأنه تعرض للاعتداء، وما أشيع، من دون نفي، من اقترانه بممثلة مصرية صغيرة، بينت أن لهم نقاط ضعفهم وهوان حالهم، وبالتالي لم استغرب ابدا قيام كبيرهم، حازم صلاح أبو اسماعيل، المرشح السلفي لتولي رئاسة مصر، بتزوير صريح لأوراق ترشيحه التي ذكر فيها أن أمه مصرية، وتبين لاحقا أنه كذب حيث انها اميركية، وقد تعلل بأنه لم يقم باي تزوير في الأوراق، التي ذكر فيها تحت افادته بـ «الله أعلم»!
وفي خطبة لشيخ أزهري أمام جموع سلفية تبلغ عشرات الآلاف قال: جاء أخ من العمرة أمس واتصل بي ليقول انه التقى بفلان (!) في المسجد النبوي، وأن هذا الفلان له 15 عاما لا يترك صلاة في المسجد النبوي، وأنه راى رؤيا بأن النبي دخل عليهم فسأل عن حاتم ابو اسماعيل، وأقسم بالله أن هذا حدث، (وكرر) أن النبي سأل عن حاتم ابو اسماعيل، وقال ابلغوه ان الله راض عنه! ويعلم الخطيب جيدا أن الجموع التي تستمع له وتهلل وتكبر ستصدق روايته وستعطي صوتها لمن رضي الله عنه، وهذا يعني أن السلف، وغيرهم من الجماعات الدينية، على استعداد لبيع كل شيء في سبيل الوصول للسلطة.
أما صاحبنا الشيخ محمد الفالي، الذي اراحنا بترك الكويت للأبد، ولكنه لا يزال يطل علينا بين الفترة والأخرى من قنوات التلفزيون، ذكر في مقابلة تلفزيونية التالي: أكبر ولاية في اميركا هي كاليفورنيا، وهي أهم ولاية من الناحية الثقافية(!!) وأهم مدن كاليفورنيا هي «سان هوسيه» (san Jose)، و«سان» تعني قديس، اذا «هوسية» تعني شنوا؟ هوسيه هو حسين باللغة اللاتينية (!) فباللاتيني ما عندهم نقط لحرف السين، لأن عندهم حرف «ز»، فاسرائيل تلفظ ازرائيل، أما النون في آخر كلمة حسين فلا تلفظ، فالفرنسيون يقولون «باري» وليس «باريس»! وبالتالي سان هوسيه هي مدينة القديس الحسين!
والآن هل هناك تجنٍ على الدين ورموزه، سواء في أقوال الأول أو الثاني، أكثر من هذا الخرط واللغو الذي لا يستفاد منه في غير تغييب العقول وتسطيح الأفكار؟ وهل أصبحت الرؤيا واسم مدينة في كاليفورنيا هما ما نحن بحاجة لهما لحل المستعصي من مشاكلنا؟

أحمد الصراف