محمد الوشيحي

التحالف وحيدر والوشيحي

كنا غافلين، فانطلقت صرخة استغاثة، فتلفتنا بحثاً عن مصدرها، فإذا هي من مبنى جمعية حقوق الإنسان، فهرولنا نمد يد العون. هذه باختصار حكايتنا مع جمعية حقوق الإنسان الكويتية. ولعلني لا أكشف غطاءً عن سرّ إن قلت: “لولا تصرفات رئيسها علي البغلي ما كنا التفتنا إليها من الأساس”. وعن نفسي أتحدث، كنت أتعامل مع أخبار الجمعية في الصحف كما أتعامل مع الصفحات النسائية وأخبارها التي تبدأ بجملة “سيدتي الحامل”، وأشعر أنها “حمل زائد” في الصحيفة.
كانت تلك هي البداية، أو قل الشرارة، التي جعلتني أتفقد فوهة حسابي في “تويتر” قبل أن أطلق منه الرصاصة الأولى مخاطباً الناس: “جمعية حقوق الإنسان تحتاج إلى قوات التدخل السريع فلا تخذلوها”، تلتها الرصاصة الثانية: “نريد خلع رئيس الجمعية وإضافة كلمة “السابق” بعد لقبه”، تلتها الثالثة: “الجمعية أصبحت حديقة خلفية لرئيس الحكومة فلننتزعها منه”. كانت الرصاصات الثلاث كافية لتكتظ صالة الجمعية بالشبان الراغبين في التسجيل من أجل “خلع” رئيس الجمعية. أعقب ذلك اجتماع سريع خلصنا فيه إلى نتيجة واضحة: “لن يبقى على كرسيه أكثر مما بقي. نقطة”.
لم نكن نريد تسييس الجمعية، ولم تشعّ عيناي ببريق الطمع في كرسي رئاسة الجمعية ولا حتى عضوية مجلس إدارتها، وأعلنتُ ذلك لكل من طلب مني الترشح، مستخدماً مفردات حسني مبارك: “لا أنتوي الترشح للرئاسة”، وتمنيت عليهم أن تتوجه أصواتنا، موحدة، إلى ذوي السمعة الحسنة من أبناء وبنات الجمعية، أو أي قائمة تنافس قائمة رئيس الجمعية، ليكون الفارق مؤلماً، لكن البغلي بعدما رأى هذه الأعداد من الشبان حزم حقائبه وانسحب لينجو بنفسه.
عند ذاك غلبني النعاس، وفتَرَ حماسي، فبحثتُ عن شجرة ظلها وارف كي أتوسد زندي وأنام بعيداً عن الجمعية، إلا أن اتصالاً هاتفياً أيقظني: “ألو، أنا عبدالحسين السلطان رئيس تحرير جريدة الدار، وبلغني أن (جماعة التحالف الوطني) يتواصون على ألا تفوز (قائمة الوشيحي) ولا (قائمة محمود حيدر)، والآن، ستخوض ابنتي الانتخابات فما رأيك أخي الوشيحي لو وحّدنا أصواتنا، نحن وأنتم ضد التحالف، وتقاسمنا المناصب، مع علمنا أن (قائمتك) تمتلك الأغلبية؟”، فكان جوابي: “القائمة ليست قائمتي، وإذا كان الشبان قد منحوني القرار تكرماً منهم فسأعلنها لك صريحة أننا جزماً لن نتحالف معكم، بل سنتحالف مع خصومكم، وسندعم (جماعة التحالف) كما أسميتها أنت”.
وبعد أن أحيي كل من تلقى النداء فبادر إلى التسجيل ودفع الرسوم من جيبه الخاص – أكرر، من جيبه الخاص – أذكّر بأن قائمة “مها البرجس” في حاجة إلى دعمنا كي لا تتشتت أصواتنا فتنجح قائمة تجعلنا نترحم على أيام البغلي، ونردد ما قاله الشاعر أحمد مطر: “حتى إذا انقشع الدخانُ مضى لنا، جرحٌ وحلّ محلهُ سرطانُ”.
وهاهي أسماء أعضاء القائمة التي ستخوض الانتخابات يوم غد الاثنين: “مها البرجس، عامر التميمي، عبدالمحسن مظفر، طاهر البغلي، مظفر راشد، نايف الهاجري، عبدالله الملا، جاسم دشتي، نجاة قاسم”… على أن تبقى مشارطنا مسنونة، في حال دعت إليها الحاجة، مع التأكيد على أنني سأبتعد، بعد الانتخابات هذه، عن دهاليز الجمعية، مالم يصلني صوت المنادي.

سامي النصف

بغداد الآسرة للإرهاب

    حضرت فعاليات القمة العربية 23 التي انعقدت في بغداد قبل أيام، وقد كان أحد أهم ما لفت أنظار المراقبين في تلك القمة حقيقة أن بغداد التي كانت أسيرة للإرهاب حتى سنوات قليلة، أصبحت آسرة للارهاب، وقد أخبرني قائد أمني عراقي بارز أن أحد قيادات التطرف التي قبض عليها قبل مدة قصيرة أخبرهم أن عدد أتباعه قد تقلص من 33 ألفا الى أقل من 2000 كما بدت هجرة معاكسة للإرهابيين من العراق إلى خارجه.

***

وقد لاقت زيارة صاحب السمو الأمير تقديرا واسعا لدى الشعب العراقي وساسته وإعلامييه ومفكريه ممن التقيناهم في المنتديات المختلفة هناك، مثمنين دعم سموه التاريخي منذ كان عميدا للديبلوماسية العربية لجهود المصالحة وتنقية الاجواء العربية ولعبه دور الاطفائي للحرائق التي تشتعل على الساحة العربية.. وما أكثرها!

***

وقد عكست تلك القمة التاريخية التغيير الجذري الذي حدث في العراق ما بين قمة «حرب» بغداد عام 90 والتي هدد وتوعد بها الطاغية صدام ضيوفه من القادة والمسؤولين العرب بكلمات كانت قمة في السفالة والانحطاط، وبين قمة «سلام» بغداد عام 2012 التي امتلأت برسائل حب ومودة تجاه الكويت وبقية الدول الخليجية والعربية.

***

وقد ابتعدت عن القمة الحالية بعض القيادات التأزيمية التي سقطت كالحال مع ليبيا، أو حرمت من المشاركة كالحال مع سورية، وقد اشتهرت تلك القيادات بالخطب الانشائية المطولة والتهريج كحال القذافي، والاهتمام بالمنشيتات الصحافية والاعلامية التي تدغدغ دون مضمون، وهو ما أدى في الماضي إلى خيبة أمل شعوبنا العربية في تلك القمم وقد استمعت الى كلمات بعض القيادات الجديدة وكانت بالقطع أفضل من تخرصات بعض القيادات الثورية الماضية.

***

كما اهتمت القمة التاريخية الحالية بقضايا لم تهتم بها القمم السابقة مثل كرامة المواطن العربي والاهتمام بالشباب وحقوق المرأة، وكان لافتا موقف العراق الذي عبر عنه وزير خارجيته والذي ذكر أنهم لم يعودوا يبحثون عن زعامة ويدفعون الأثمان الباهظة لتحقيقها كالحال ابان حكم صدام البغيض، وان قوة العراق باتت رافدا للخير لا داعما للشر، وقد تكرر الثناء العراقي وثناء الأمين العام للجامعة العربية ـ الذي هو أفضل قطعا من سابقه ـ على الدور الكويتي الداعم منذ قمة سرت لانعقاد القمة في بغداد، وهو ما تحقق وبنجاح كبير.

***

آخر محطة:

(1) الشكر المحلى بالشهد لسفير جمهورية العراق لدى الكويت الصديق د.محمد حسين بحر العلوم ولطاقم سفارته الكرام، وللسيد علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية، وللدكتور تحسين الشخيلي وللأخت لينا جلال عمر مسؤولة اللجنة الإعلامية في وزارة الخارجية العراقية ومن معها ممن سهروا على راحتنا أنا ود.شفيق الغبرا وذللوا أمامنا كل العقبات.

(2) نرجو من بعض الساسة والإعلاميين في الكويت والعراق أن يحرصوا كل الحرص على دعم الجهد الرسمي لتنقية الاجواء بين البلدين وإنهاء القضايا العالقة، فلا مصلحة إلا لأعداء البلدين من بقاء العلاقات متوترة بينهما.

احمد الصراف

فاقد الشيء لا يعطيه

أكد نائب رئيس الحرس الوطني، الشيخ مشعل الأحمد، أن الحرس الوطني سيظل ركنا حصينا شامخا يؤدي دوره بكل ثقة واقتدار في منظومة الأمن والدفاع عن الكويت، بالتعاون مع الجيش والشرطة. وهذا كلام جميل، وهو ما نتوقعه، فالحرس الوطني، باعتقادي، معني أساسا بالحفاظ على النظام والنظام، وهذا هدفه وهدف جميع مؤسسات الدولة، فالحفاظ على «النظام الشرعي» ضروري لسلامة الدولة، والمحافظة على النظام العام مهمة لرخائها، ولكن هذا الواجب، أو الهم لا يمكن لأي جهة القيام به ان لم تكن تعرفه وتطبقه بصرامة، وبصورة مستمرة ومن دون تراخ، ولكن زيارة سريعة واحدة لأي من معسكرات الحرس الوطني، أو أي من اداراته تكفي لاعطاء صورة عن عدم تقيد الكثير من منتسبي الحرس من افراد، عسكريين ومدنيين، وضباط بالنظام في مواقف السيارات المخصصة لهم، والتي تقل كثيرا في بعض الأماكن عن احتياجاتهم، وتزيد في أماكن اخرى ولكن من دون ترتيب مما يدفع بالكثيرين منهم لايقافها باي صورة كانت، وعرقلة المرور، وحتى اتلاف متعمد للمال العام باتلاف ارصفة منتصف الطريق وغيرها التي تقف عليها!
ومن منطلق شعوري بالمسؤولية قررت يوما زيارة «معسكر الصمود» في منطقة صبحان لمقابلة آمر المعسكر وشرح الوضع السيئ له خارج أسوار المعسكر، ولكن سرعان ما ندمت على قراري، فقد دخلت الموقف ورأيت فوضى لم أر مثلها، وكيف أن «الكل مسكر على الكل»، ووجدت نفسي غير قادر على التقدم أكثر لأن مركبة اغلقت الطريق أمامي، وعندما حاولت الرجوع اكتشفت ان أخرى كانت تتبعني أوقفها صاحبها في وسط الممر، من دون أي مسؤولية، وذهب! وهنا اضطررت للاتصال بسائقي، الذي حضر ليأخذني للشركة، ويعود ليجلس في السيارة بانتظار «فرج الحرس»! وبقي المسكين في السيارة لأكثر من ساعة!
ان من لا يمارس أو يفتقد النظام في حياته وسلوكه سيعجز حتما عن القيام بواجبه في حفظ النظام، ومن منطلق حرصي أيضا، قمت بالاتصال بمكتب نائب رئيس الحرس الوطني لوضعه في الصورة، ولكن بسبب انشغاله او وجوده خارج البلاد، لم أتمكن من التحدث معه بعد أكثر من محاولة، بل قام ضباط دمثو الخلق بالاتصال بي، وشرحت لاثنين منهم على الأقل، وبتفصيل ممل، الوضع، وطالبتهما بزيارة مواقع محددة للحرس! مر ما يقارب الشهرين على آخر اتصال، وحتى ساعة كتابة هذا المقال لم يحدث اي تطور، وهنا نتمنى أن يصل محتوى مقالنا هذا لسمع وانتباه الشيخ مشعل الأحمد، وأن يقوم سلاح الهندسة في الحرس بواجبه في توفير المواقف، مع ضرورة مراقبة تلك المواقف ومنع أي تجاوزات، أو حتى مخالفات لابسط قواعد المرور والخلق فيها، ففاقد الشيء لا يعطيه!

أحمد الصراف

www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

شطحات.. علمانية

منذ ظهور نتائج الانتخابات في بلاد الربيع العربي، التي كشفت عن التوجه الحقيقي للأمة.. واظهرت افلاس الجماعات العلمانية.. منذ ذلك الوقت وبنو علمان في الكويت والخليج «مستخفّين» و«مش على بعضهم»، وكمّلتها نتائج انتخابات مجلس الامة الكويتي الاخيرة.. فتراهم منذ ذلك الحين وهم يشطحون في كتاباتهم، ويتطرفون في آرائهم، ويطرحون توجهات شاذة، ويحللون بشكل غريب. وكما ذكرنا في أكثر من مقال هم آخر من يؤمن بالديموقراطية.. يريدونها مُفَصّلة على مقاسهم بالطول والعرض! وإلا.. فانها الرجعية والتخلف، فتجدهم يطلقون على الربيع العربي اسم الخريف العربي، وعلى جماعة السلف «جماعة التلف»، وعلى مجلس الامة الكويتي الاخير «مجلس 2 فبراير»، «مجلس هدم الكنائس» الى آخره. وقد وصل التطرف عند بعضهم إلى أنه اصبح يدافع عن المسيحية اكثر.. ويهاجم المنتمين إلى الاسلام اكثر، فعندما يتعرض رجل دين مسيحي الى عقائد المسلمين بشكل وقح ويهاجمه رجل دين مسلم.. تجدهم يسخرون أقلامهم دفاعا عن المسيحي وانتقادا للمسلم، ولم يكلفوا انفسهم عناء الاعتراض على وقاحة الاول. ومن اواخر شطحاتهم ما كتبه احدهم والذي «جَُّن وقعد» عندما امتدح برنامج «اراب ايدول»، مبيناً أنّ الشباب العربي ما زال فيه من يحب الفرح، ويستشهد بأحد الخليجيين الذي صرف مبلغ مائة وخمسين الف دينار لدعم البرنامج! هكذا يريد لأبنائنا ان يفرحوا..!
ويبلغ التطرف عند صاحبنا مداه عندما يشعر بالانتعاش والغبطة وهو يرى أنَّ شبابنا يبحثون عن موقع مريام فارس أكثر من بحثهم عن موقع «مرشد الإخونجية»! لا.. ونقول ليش الأمة متخلفة؟! اذا كان هذا حال مثقفيها وحماة حقوقها فماذا تركنا للآخرين؟! ومن الشطحات الغريبة.. أن أحدهم يكتب مقالاً طويلاً ينتقد فيه رأياً شاذاً او طرحاً شخصياً أو فعلاً فردياً.. ثم يعممه على المجتمع! مثل شركة إماراتية تصنع براد ماء فيه ماء مقروء.. أو شركة تنتج سراويل اسلامية.. وسؤالي بالله عليكم من سمع عن هذه البرادة او هذه السراويل الا من مقالة صاحبنا؟!
هذه الشطحات تذكرني بمسلسل يعرض هذه الايام في احدى القنوات يتعرض فيه لرجل دين ملتحٍ يُدجّل على الناس ويضحك عليهم، ويخطف بناتهم، ويغازل نساءهم، ويفتي فتاوى غريبة.. هكذا يعرضون رجل الدين على المجتمع!
الخلاصة.. تبين لي بعد دراسة ومتابعة للتيار العلماني ومطالباته وآرائه انه لا فكر له.. ولا منهج.. يريدون الفرفشة والوناسة وبس! يريدون تحرير المرأة من أي قيد.. يريدون اشباع رغباتهم الشخصية.. غير عابئين بالمجتمع والدمار الاخلاقي الذي قد يصيبه.. هم وبس.. وليذهب المجتمع ومن فيه إلى الجحيم!.
***
استجوابات
• مبروك لسمو الشيخ جابر المبارك نجاحه في الاستجواب المشبوه الذي قدم له.. وسنقولها لكل الوزراء الذين سيتم استجوابهم من هذه المجموعة، التي وضح لنا ان اهدافها بعيدة عن الاصلاح، خصوصاً ان عهدنا بهم في المجلس السابق قريب جداً.
وما يصح الا الصحيح.