احمد الصراف

فئة مجهولي الوالدين

تعتبر درجة اهتمام الدولة بقليلي الحظ من لقطاء ومعاقين وغيرهم المعيار الأهم في تحديد مدى إنسانية، وبالتالي رقي أي مجتمع، وليس بما يدفع من رواتب للمدنيين العسكريين فيها! فالتحدي ان تعطي من لاحول ولا قوة له وليس لمن بإمكانه انتزاع حقه منك بالصوت أو السلاح! تعتبر قضية تبني الأطفال المجهولي الوالدين، أو اللقطاء، من القضايا سهلة الحل، لولا أن الجهة التي تهتم بهم لا تريد ربما التخلي عن الدجاجة التي تبيض لهم ذهبا! فالحل الأفضل لوضع هؤلاء هو منحهم للأسر التي ترغب في تبنيهم، وأعداد هؤلاء تفوق أعداد مجهولي الوالدين بكثير ويمكن بالتالي اختيار الأفضل بينهم. ما يحدث الآن هو اهمال هذه الطلبات لتمر السنين، ويكبر هؤلاء ويصبحون في سن لا تساعد على تبنيهم بسبب اكتسابهم لعادات معينة يصعب تغييرها، إضافة لعامل السرية، حيث يكون الولد أو البنت قد علم بوضعه الاجتماعي وبالتالي يصعب تغيير نفسيتهم للأفضل، ويصبحون عالة على المجتمع!
تبين ارقام إدارة الحضانة العائلية أنه وبالرغم من الأعداد الكبيرة الراغبة في التبني من مواطنين، إلا أن أرقام الموافقات في تناقص مستمر. ولو كان صفرا لتفهمنا الوضع، ولكن لماذا هذا التقتير غير المبرر؟ وما الذي يتطلبه أمر تبني ما لا يزيد على ثلاثين طفلاً في سن صغيرة مهيأة للاحتضان، ضمن أسر كثيرة تتسم برغد العيش والإنسانية والاستعداد الحار للتبني، وعامل الوقت لدى هؤلاء المحرومين، من أسر واطفال، غاية في الأهمية والخطورة؟
أعلم بأن البلد مشغول برشى وصراخ وصياح النواب ومطالبات دستورية والوضع بكامله يغلي، ولكن ما ذنب هؤلاء، ومشكلتهم لا تحتاج لغير زيارة قصيرة من الوكيل المساعد المختص لتنتهي المشكلة خلال أيام، خاصة أن العالم المتحضر يحتفل حاليا بشهر حضانة اللقطاء والأيتام، ومؤسف أن يصر المعنيون بالأمر، على أن تنحصر اهتماماتهم بالكادر وحبس طلبات التبني لغاية في انفسهم وحرمان هؤلاء الأطفال والأسر الحاضنة من سعادة كبيرة، وخلاص أكبر! وللعلم فقط فقد كان المتوسط السنوي لعدد الأطفال المحتضنين للفترة من 1970 إلى 1990 هو 12 طفلا، ونقص إلى أقل من ذلك للفترة من 1990 – 2000، وليصبح اقل من 5 أطفال فقط للفترة من 2000 إلى 2010! فهل هناك دليل تقاعس أكبر من هذا؟
يا وزير الشؤون، أيها القاضي صاحب القلب الكبير، أين أنت من هذا الظلم الفادح؟

***
ملاحظة: افادت قناة فوكس، نقلا عن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، انهم أبلغوا الخارجية الكويتية بضرورة لجوء الحكومة لضبط النفس تجاه أي تظاهرة سلمية، وعدم اللجوء لأساليب القمع!! وهذا يصب لمصلحة الحريات في الكويت. ونتساءل هنا عن سبب عدم اصدار الخارجية الأميركية لما يماثل هذا التحذير لحكومة البحرين حتى الآن؟

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

من يفكر للحكومة؟

كل القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد استنكروا اقتحام النواب والجمهور لمجلس الأمة، كل وفق رؤيته، فالقوى السياسية استنكرت حرصاً على الممارسة الحقيقية للديموقراطية، بينما غيرها استنكر من باب «ما كذب خبر»، حيث اعتبر هذا الحادث نازلا عليه من السماء ليشفي غليله من حماة المال العام، الذين منعوه من ممارسة مهنته الدائمة.. حلب البقرة وسرقة ما فيها!
إلا أن الحكومة تعاملت مع الحدث بطريقتها الخاصة، فاستغلته لمزيد من التأزيم، وصعّدت الموضوع حتى أصبح التراجع عنه أمراً صعباً، فاعتبرت الحادث جريمة مستنكرة وعملاً إرهابيا وتهديداً لاستقرار المجتمع، فأحالت – بالتعاون مع شركائها – عدداً من المواطنين إلى النيابة العامة، ومن بينهم عدد من الأعضاء، موجهة لهم تهماً تصل عقوبة بعضها في أسوأ الأحوال الى السجن المؤبد.
أنا أتفهم مقاصد الحكومة السياسية، لكن ما هكذا تورد الابل، ولا هكذا تستفيد الحكومة من الحدث، فالطرف الآخر له أسلحته وأدوات المواجهة، وهو طرف ليس ضعيفاً كما تتصور الحكومة، بل يكفيه انه معتمد على قطاعات في المجتمع فاعلة ومؤثرة إذا تحركت، وغاضبة على أداء الحكومة الضعيف، بينما تعتمد الحكومة على أفراد معروف ولاؤهم الدائم للمعازيب على الخير والشر، وتأثيرهم في المجتمع ضعيف ومحدود.
ان إحالة النواب والمواطنين الى النيابة سيتم استغلالها بشكل كبير من المعارضة، وستكون لها ردة فعل سلبية على الحكومة، بينما لو اكتفت الحكومة بالاستنكار لحققت ما تريد من دون مواجهة، ولأصبح الشعب بكل أطيافه يواجه النواب على فعلتهم، لكن المشكلة ان الحكومة لا تعرف كيف تفكر.. ولا تعرف كيف تخطط!
* * *
• الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان إحدى هذه الواجهات التي تطبل للحكومة عندما يكون الطرف الآخر المعارضة السياسية الكويتية! لذلك انتقد مسؤولها في إحدى مقالاته ظاهرة الاقتحام وطالب بتطبيق القانون على المقتحمين! بينما ذكر في تقرير لجمعيته صدر بالأمس بالتزامن مع صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق البحرينية ما نصه «.. يتوجب على السلطات الأمنية في الكويت التوقف عن ملاحقة النشطاء البحرينيين..»، ويقول في ختام التقرير «ونأمل أن يتحقق للبحرينيين ما يصبون إليه من إصلاح سياسي».
أيهما أولى يا حامي حقوق الإنسان: هذا الكويتي الذي شارك بدخول مبنى مجلس الأمة وقبضوا عليه ورموه في النظارة عدة أيام حتى الآن، أم هذا الذي هدد أمن دولة شقيقة ودهس أتباعه رجال الشرطة وأردوهم قتلى وتظاهروا يطالبون باسقاط النظام؟ أليس أولى ان تتمنى ان يتحقق للمعارضة الكويتية ما تصبو إليه من إصلاح سياسي بدلاً من ان تجعل الدوافع الطائفية تهيمن!

سامي النصف

تماثيل من ذهب

  الكويت بلد يتشابه حتى التطابق شعبه وقيادته مع شعوب وقيادات دول الخليج الأخرى فلماذا انفردنا دون غيرنا بكم الخلاف والنزاع والأذى الذي نسببه لأنفسنا ولبلدنا والذي ينعكس سلبا على صحتنا وتسبب ويتسبب في كل الكوارث الكبرى التي أصابتنا في السابق والمرشح أن تصيبنا ـ دون غيرنا ـ في الزمن اللاحق.

***

لو بدأنا من رأس الهرم الكويتي ونعني امير البلاد حفظه الله وقارنّا بين ما يواجهه في عمله كل يوم وبين ما يواجهه اي حاكم آخر في الخليج لوجدنا الفارق الكبير رغم صغر بلدنا مساحة وسكانا، لقد عدت هذا الصيف من لندن في الطائرة الخاصة التي أقلت سمو امير البلاد ـ حفظه الله ـ ورأيته يتابع علاجه في الجو بدلا من الراحة والاستجمام في بريطانيا بسبب الاشكالات التي طرأت ولم تتوقف قط طوال العقود الخمسة الماضية.

***

وإذا ما سلطنا الضوء على المنصب الثاني في الدولة ونعني رئاسة مجلس الأمة فيكفينا مقال الزميل جاسم بودي الذي نشر امس في «الراي»، وادعو الجميع لقراءته، ووجهه الى اقرب مقربيه ونعني الرئيس جاسم الخرافي طالبا منه عدم الترشح مرة ثانية ومما ذكره «لقد اخذ المنصب منك ومن جهدك وصحتك ووقت عائلتك، وكم هاجموك لخلق بيئة معادية لك ولو كان النقد بناء لأسعدك الأمر، وهل يمكن مقارنة عمل او معاناة رئيس مجلس الأمة الكويتي بأقرانه الخليجيين من رؤساء المجالس النيابية والاتحادية والشورى.. إلخ؟

***

الأمر كذلك مع رئاسة مجلس الوزراء الكويتي ولا نحددها او نحصرها بالمرحلة الحالية بل حتى إبان حقب وعهود ما قبل عام 2006، ومثل ذلك عمل الوزراء الكويتيين الذين ينعم أقرانهم الخليجيون وحتى العرب والأجانب بالهدوء والسكينة والتفرغ التام للعمل الجاد وبناء اوطانهم وبين ما يعانيه الوزير لدينا من تهديد ووعيد وإشغال بالأزمات المفتعلة كل صباح ما يحد من تخصيصه جل وقته لخدمة وطنه ومستقبل شعبه.

***

تلك المعاناة الشديدة تمتد لقطاع رجال الاقتصاد الحر مقارنة بأمثالهم الخليجيين وحتى العرب والأجانب وقد نشرت جريدة الاقتصادية قبل أيام ان رجال الأعمال الكويتيين أقاموا 50 مصنعا ضخما في الخفجي والمنطقة الشرقية هربا من معاناتهم في بلدهم، المواطن الكويتي يعيش ايضا معاناة نفسية (لا معيشية) مقارنة بنظرائه الخليجيين ممن لا «يسمّ» بدنهم اخبار الخلاف والنزاع كل صباح حتى تفشت ظاهرة الهرب الكويتي عند كل عطلة ووجود غير مسبوق للمهاجرين الكويتيين في الخارج، لذا فلنخف الله في وطننا وفي أنفسنا ولنوقف الصراع «البيزنطي» اليومي فقد طفح الكيل بالشعب.

***

آخر محطة:

(1) كنت قد اقترحت في مقالات سابقة ان يقام تمثال من ذهب في ساحة الصفاة لرجل الأعمال الكويتي ـ صغر أم كبر ـ نظرا لحجم معاناته، نطالب في هذا المقال بأن تبني في نفس المساحة تماثيل اخرى من ذهب للحاكم والمواطن والوزير والمسؤول الكويتي نظرا لحجم معاناتهم اليومية مقارنة بأقرانهم في دول العالم أجمع.. ولا تماثيل في هذا السياق لمن هم سبب البلاء.. وجر البلاد إلى الوراء!

(2) الحجر على الرأي الآخر أمر نرفضه سواء أتى من القوى الحكومية أو قوى المعارضة، لأجل الكويت ومستقبلها اسمحوا واسمعوا واسعدوا.. بجميع الآراء!

محمد الوشيحي

التكتل الوطني… الفرق ثلاث ساعات

إحدى مشاكل كتلة العمل الوطني هي “ساعة يدها”، دائماً متأخرة، وهي ليست سويسرية بالتأكيد، مع أن “كتلة الوطني” الأقرب إلى سويسرا. هي تصل (أقصد الساعة، والكتلة أيضاً)، لكن متأخرة. فالساعة العاشرة بتوقيت الحياة السياسية في الكويت توافق الساعة السابعة بتوقيت كتلة الوطني. الفرق ثلاث ساعات.
ونقول في لهجتنا “شربت مروقها”، وهو مثلٌ يعني أن “الذبيحة شبعت موتاً وهي الآن في المراحل النهائية من الطبخ”، أي أن القصة انتهت، وكتلة “الوطني” تأتي دائماً في المراحل النهائية للطبخ لتطرح رأيها في نوعية الذبيحة التي يجب اختيارها… خلاص، شربت مروقها يا الربع! وبعد أن ينفضّ المصلون من المسجد، بعد أن أدوا الفريضة والسنة، تأتي “الوطني” لتؤذن من جديد للصلاة، فيسارع الناس إلى تفقد التوقيت في ساعات أيديهم، قبل أن يضربوا كفاً بكف دهشة.
ويقول شاعر معركة الصريف، ماضي بن مفرج، وهو من الكنادر من العوازم: “كل شيٍّ (ن) طراته على حله… بدّلوا سير الأنضا بدرهامي”، يستحث أصحابه على الاستعجال فيقول “لذة الشيء أن يأتي في توقيته” ويطلب من أصحابه أن يستحثوا إبلهم “الأنضا” لتركض بدلاً من أن تسير على مهل. و”الدرهام” هو: جري الإبل.
وتطلب من “الوطني” تحديد موقفهم، فيجيبك أحدهم: “نحن نتلمس نبض شارعنا”، فتتلمس أنت معهم نبض شارعهم، وتقيس درجة حرارته، فإذا هو فرن يغلي غضباً على الحكومة، ودرجة حرارته تفوق بكثير درجة حرارة “الوطني”، فتتمتم: “إذا كانت ساعة يد (الوطني) متأخرة، وترمومتر (الوطني) غير دقيق، فالعلة إذاً في الأجهزة والمعدات”.
وتبدأ المعركة بين الحكومة والمعارضة، ويتكرر المشهد في صفوف “الوطني”… النائب صالح الملا، عضو “الوطني” وفارسها، يرفع بيرق الحرب على الحكومة، ويتقدم الصفوف، فترتفع إلى جانبه بيارق بيضاء، فيتوقف ليقنع زملاءه “القادة” بضرورة الحرب، ويتقدم مرة أخرى، فترتفع البيارق البيضاء من جديد، وهكذا، كل هذا والمعركة تدور بضراوة أمام أعين “الوطني”، والقتلى يتساقطون والجرحى يتكدسون كالتلال، والقوانين تتساقط كأوراق الشجر في الخريف، ونيران الفساد تنتشر وتلتهم مساحات أكبر، ووو…
وبعد أن ينصرف الجمعان تظهر بيارق “الوطني” من خلف الجبل، فإذا صالح الملا منهك بعد أن استنزف أنصاره كل لياقته التي صرفها على إقناعهم… وترتب “الوطني” صفوفها، وتقرع طبولها إيذاناً ببدء الحرب، فيمتشق النائب مرزوق الغانم سهماً من كنانته، ويضعه في القوس، ويطلق صرخته: “لا حييت إن حييتِ يا حكومة الفساد”، ويطلق سهمه، فإذا هو في كبد المعارضة، فينبهه زملاؤه: “هنا هنا يا أبا علي، في هذا الاتجاه لا ذاك”، فيطلق صرخة أخرى، ويمتشق سهماً آخر ويطلقه فإذا هو في عين المعارضة… وبعد أربعة سهام تنطلق من قوس مرزوق لتصيب المعارضة في مقتل، يطلق سهمه الخامس إلى قدم الحكومة، فيصرخ أنصاره: “سدد الله رميك”، وتتشتت المعارضة بين جبهتين، جبهة الحكومة وجبهة مرزوق الغانم.
ويتكرر المشهد، ويتبين للناس أن مرزوق الغانم، يحتاج، إضافة إلى صيانة ساعة يده وترمومتره، إلى صيانة بوصلته.

سامي النصف

تأملات ودروس من غزوة المجلس!

  كنا ضمن الوفد الشعبي الذي قاده «السفراء» عبدالعزيز البابطين قبل يومين لزيارة الاشقاء في المملكة العربية السعودية لتهنئة سمو الامير نايف بن عبدالعزيز بولاية العهد وسمو الامير سلمان بمنصب وزير الدفاع، وقد سمعنا خلال جلساتنا المطولة معهم ما يثلج الصدر وحبا لا يوصف للشعب الكويتي وقيادته، لذا نكرر طلبنا بأن نبعد المملكة تصريحا او تلميحا عن خلافاتنا، فالقيادة السعودية هي اول من يحرص على الاستقرار السياسي والامني في بلدنا، وكل ما يقال عدا ذلك هو ارهاصات وأكاذيب.

***

«الغاية تبرر الوسيلة» و«ليس مهما الاسلوب مادام يوصلنا للهدف الذي نبتغيه»، هما منهاجان شيطانيان يجب رفضهما من قبل الجميع، فالتعامل مع الحكومة ـ اي حكومة ـ يجب ان يتم عبر البرلمان وضمن قواعد اللعبة السياسية المشروعة التي نظمها الدستور، أما الأخذ بمنهاجية الفوضى والشتم والتعدي على رجال الامن فأمر يمجه الشعب الكويتي قاطبة من اقصى شماله حتى أقصى جنوبه، ومن أقام الدنيا بحجة التعدي على بيته وديوانه عليه الا يقبل التعدي على بيت وديوان الامة.

***

كنا وعبر عقود نتحدث عن استفادة المعارضة من اخطاء الحكومة، هذه الايام انقلب الوضع فأصبحت الحكومة تستفيد من الاخطاء الفادحة وغير المبررة لسياسات وتحركات المعارضة، فمن استجواب غير دستوري الى مقاطعة اللجان البرلمانية وانتهاء بالتجمهر والمسيرات غير المرخصة والتعدي امام الكاميرات على ابناء الكويت المخلصين من رجال الامن والانتهاء باقتحام بيت الشعب الذي استنكره الجميع وسيؤدي لاحقا الى عواقب قانونية وخيمة على من قام وشارك به.

***

وفي حساب الربح والخسارة لم أجد فائدة واحدة للمعارضة مما قامت به، فإسقاط الاستجواب من جدول اعمال المجلس قامت عليه الحجة بسوابق برلمانية كان طرفها من قدم الاستجواب (!)، واقتحام المجلس رفضه الشعب قاطبة كما رفضه من بيده حل المجلس وإقالة الحكومة، وتسبب في إعلان صاحب السمو الامير للصحافة ان مجلس الامة باق ـ بعد ان كان قاب قوسين من الحل كما أشيع ـ وان سمو رئيس الوزراء لن تُقبل استقالته حتى لو تقدم بها، فما فائدة ما جرى؟!

***

لقد قامت مملكة البحرين بإزالة دوار اللؤلؤة، «فالباب الذي يأتيك منه الريح سده واستريح»، والواجب بعد تجربة اقتحام مجلس الامة الذي قد يلحقه بعد يوم او عام او عشرة اعوام اقتحام وعبث بقصر السيف او مجلس الوزراء او البنك المركزي او وزارة الخارجية.. الخ، ان تُنقل ساحة الارادة الى مكان جديد يبعد عن تلك الاماكن الحساسة وتتوافر فيه مواقف سيارات وماء ومايكروفونات واسعافات واماكن للكاميرات والاعلاميين، ولا يسبب التجمهر به سد الطرق ومضايقة الجمهور، ويكفي التجارب السيئة السابقة لاحتلال قلب العواصم في لبنان والبحرين ومصر.

***

ومع ايماننا المطلق بأن تواجد غير الكويتيين في ساحة الارادة وابان الاقتحام لا يعني التآمر بل اننا اصبحنا «فرجة» و«طماشة» للخلق، الا اننا نرى ضرورة التأكد من هويات المشاركين لاثبات انهم كويتيون كوننا بلدا يمثل مواطنوه ربع سكانه فقط، ولا نريد ان تقام تجمعات ومسيرات ومظاهرات مستقبلية نكتشف لاحقا ان من قام بها آسيويون وعرب وخليجيون يتم إلباسهم الدشاديش البيضاء والعبايات السوداء لتزييف ارادتنا في ساحة الارادة، وما اسهل تلك الخديعة!

***

آخر محطة:

 1 ـ ضمن السياسات الخاطئة للمعارضة حقيقة ان مجلس الامة لو حل كما يطلبون وجرت الانتخابات هذه الايام لسقط فيها وبجدارة بعض ابرز قيادييهم، فالناخبون وخاصة في دائرتنا الثالثة في اشد الضيق مما يجرى.

2 ـ الشيخ احمد الحمود هو احد ابناء الدائرة الثالثة المخلصين، ولديه شعبية قوية فيها بسبب دماثة خلقه واعمال الخير التي اشتهر بها، وعلى من يهدده بالاستجواب من نواب دائرته الثالثة ان يعرف انه ـ اي النائب ـ عرضة لاستجواب دواوين الدائرة وناخبيها والتي ستعكسها صناديق الانتخاب وغلطة اخرى قد تكون الاخيرة.

3 ـ للعلم.. النائب لا يمثل نفسه ورغباته ونزعاته الشخصية، بل يمثل الكويت عبر عكسه لرغبات ابناء منطقته لا مناكفتهم فيما يرونه والتخصص مرارا وتكرارا في استجواب من يُوزر من ابناء الدائرة بعكس ما يحدث في الدوائر الاخرى التي يدعم نوابها وزراءها لمصلحة مناطقهم وابنائها ومن لا خير فيه لمنطقته ومصلحتها.. فلا خير فيه للكويت!

حسن العيسى

رسالة أغلبيات الله يحفظج

مصدر أمني قدر عدد رافعي شعار “الله يحفظج يا كويت” في ساحة الإرادة بعشرة آلاف مواطن (ليس بينهم بدون ولا خليجيون) بينما المنظمون للتجمع ذاته شبه الرسمي، وتحت لافتة مستبطنة بجوفها تحمل عنوان كلمات أغنية لمصطفى أحمد تقول “ترى احنا ما نتغير ويا رب لا تغير علينا”، قدروا عدد المتجمعين بأكثر من عشرين ألف كويتي ثابت الولاء للحكومة وملحقاتها الرائعة، في الاستقرار والتنمية والراحة والبهجة، وباختصار كل أسباب السعادة الكويتية الفريدة.
وعلى أي حال، فرقم حزب “لا تغير علينا” بنحو العشرة أو العشرين ألفاً ليس مهماً اليوم، بل المهم هو الرسالة التي أراد متجمعو “الله يحفظج” إيصالها إلى المعارضة الكويتية، وفحواها يقول بأننا أحزاب “الله يحفظج” أكثر منكم، وإذا كان صوتكم يا أمراء غزوة “احتلال المجلس” عالياً، فأصواتنا يمكن أن تكون أعلى منكم بكثير، ونحن “الأغلبية الصامتة” وأنتم الأقلية المزعجة التي يحرضها ويحركها مسلم البراك ورفاقه المعترضون على شخص رئيس الحكومة، لا على منهج الحكم وإدارة شؤون الدولة، وكأن بينهم وبين الرئيس ثأراً قديماً يريدون تصفيته!
رسالة “الأغلبية الصامتة”، التي لم تعد صامتة، حتى قبل ذلك التجمع الكبير، ببيانات كثير من دواوين وتجمعات “الشيوخ دائماً أبخص”، تصرخ في آذان المعارضين من فرق أحمد السعدون ومسلم البراك ومعهم “الملالوة” مساعد الطبطبائي ومحمد هايف وفيصل مسلم بأننا راضون عن الحكومة وأدائها، ونحن أكثر من راضين عن خدمات التعليم الراقية والعلاج المتقدم والشوارع الفسيحة غير المزدحمة التي تغيب عنها الحوادث والازدحامات، ونحن مبتهجون بالمعاملات السريعة التي تُنجَز في دهاليز الإدارات والمؤسسات الحكومية، بدون محسوبيات ولا واسطات، وأيضاً نحن راضون عن أسعار الأراضي الرخيصة في الدولة، والتي ضمنت مساكن معتبرة لأبنائنا وأجيالنا مثلما ضمنت الحكومة، من قبل، مستقبلهم باستثماراتها الحصيفة في الإنسان الكويتي، لا في جيوب كبارها ثم جيوب السائرين بالهدي الحكومي… ولو استمررنا في عدِّ حسنات الحكومة (أو السلطة الحاكمة – لا فرق بين الاثنتين) لضاقت بنا الصفحات العديدة، هل نذكِّركم بنعم الكوادر المالية لكل أفراد الشعب؟ فكادر عمال النفط، مثلاً، جاء مع “بكج ديل” لكادر الديوان الأميري، وديوان سمو ولي العهد، وسمو ورئيس مجلس الوزراء وأمانته العامة، وهي الكوادر المبادرة التي أمطرت علينا بخيراتها فجأة من غيوم حاتمية ـ من دون اعتصامات أو إضرابات ـ وبمبادرة حكومية، أم نذكركم أيضاً بكوادر غير مرئية ولا أحد يمكنه الكشف عنها، أصاب خيرُها الكثيرين، مثل الكادر الخاص والسري للنواب المؤلَّفة قلوبهم والذي أرَّق مضاجعكم؟! ماذا نحسب وماذا نعدّ من خير دولة “لا تغير علينا”، فمن أنتم وماذا تريدون؟ تريدوننا أن نصبح مثل دول “البلاء العربي” من فوضى وغياب أمن وجوع ومجاميع أصولية تحرك الناس، ومن بعد ستقعد فوق رقاب البشر وتصادر البقية الباقية من الحريات الفردية؟! يكفينا أن نجد الملتحين معكم حتى ندين اعتصاماتكم ومظاهراتكم، جملة وتفصيلاً، من غير أن نبحث في أي سبب آخر يبرر إدانتكم… هل تقرأون مقالات وزوايا كتابنا الواعين حين يدينون ويلعنون أي اعتصام لكم دون بحث عن الأسباب والمبررات الداعية لها… ماذا؟! هل تسمونها “إسلاموفوبيا”… وعقدة مبالغاً فيها؟ فليكن… ولنحرق مئة أو ألف مليون دينار، والله العالم بالغد، لكن المهم ألا تتسيدوا علينا… فنحن الأغلبية الصامتة، ونحن مَن يغني ويترنم أبداً في نشيدنا الوطني “ترى احنا ما نتغير… ويا رب لا تغير علينا”… فهل وصلتكم الرسالة؟!

احمد الصراف

إشارات وعلامات

في هذه اللحظات، وأنت تقرأ هذه الكلمات، تكون قد بلغت عمرا لم تبلغه من قبل، وكنت قبلها اصغر مما كان بإمكانك أن تكونه، فعليك أن تنعم بالحياة وتجعل كل يوم جديدا وسعيدا، ما استطعت الى ذلك سبيلا!
تطرأ علينا، ونحن نتقدم في العمر، تغيرات نفسية وفزيولوجية عميقة، حيث يتوقف البعض عن محبة ابنائهم ليتعلقوا لدرجة الوله بأحفادهم. كما يشعر من يتقدمون في السن بالسعادة عند الخروج من البيت، ولكنهم سرعان ما يحنون الى البيت ويصبحون أكثر سعادة بالعودة اليه، ومع التقدم في العمر نشعر بأننا اصبحنا ننسى أسماء البعض، ولكن سرعان ما نكتشف أن من حولنا ليسوا أفضل منا! ويصبح الأمر مضحكا أو مربكا عندما نكتشف أن شريك، أو شريكة، حياتنا، التي اعتمدنا عليها في تذكر أمور معينة، هي أسوأ منا، وأن الأمور التي كنا نهتم بأدائها، أصبحنا لا نهتم بأدائها، ويصيبنا القلق لعدم اهتمامنا بها!
ومن علامات الكبر أن النوم أمام تلفزيون يصدر موجات صوتية من دون صورة اصبح أكثر راحة وافضل منه في الفراش، ونعلم اننا كبرنا عندما نكتشف أن الأجهزة الكهربائية التي بين ايدينا اصبحت تتطلب أكثر من معرفة ON وOFF. كما نبدأ بالاكثار من استخدام كلمات مثل آسف أو أعتذر وماذا، ولماذا، وكيف، ومتى، ولا أتذكر، وربما ولا اسمع! وعندما نضطر أحيانا، عندما نبلغ من العمر عتيا، لاصدار صوت من بطوننا المنتفخة من عشاء الليلة السابقة، فإننا عادة ما لا نكترث بما يقوله الآخرون عنا! ويكثر الهمس من حولنا، ويبدأ الجميع بالتحدث بصوت منخفض، وكأن هناك أسرارا جنسية لا نعرفها. وعندما نكبر ويصبح بامكان البعض شراء ما يريد، لا نقوم بذلك بحجة أنه اسراف لا داعي له، أو أن من الأمان عدم اقتناء المجوهرات الثمينة. وعندما يتقاعد الرجل تعتقد الزوجة أن ايام الراحة والاستمتاع بالصحبة قد بدأت، لكن سرعان ما تشعر بأنها على استعداد لأن تقوم بأي شيء ليحصل زوجها على عمل، ويبقى خارج البيت! كما نكتشف فجأة أن أكثر ملابسنا من قياسات صغيرة، ولكن نرفض التخلص منها، مع علمنا أن لا امكانية، في ما تبقى لنا من عمر، في أن نرتديها يوما. ومع الكبر نسمع الجميع ينادينا بـ«يا عمي» ويا «حجي»! وعندما نكثر من الاهتمام باطفاء الأنوار، لغرض التوفير وليس الرومانسية، فهذا من علامات الكبر، ومن علاماته أيضا أن شمعات كيكة الميلاد تصبح أقل، فكل شمعة تمثل عقدا من الزمن وليس سنة! وفجأة نكتشف أن الكثيرين على استعداد للتخلي عن كراسيهم لنا في الحافلات وعند الطبيب، وما أكثر زياراتنا له، وما أن نسمع بنجاح أحدهم حتى نطلب رقم هاتفه وتخصصه. كما يتزايد عدد من يعرضون مساعدتهم لنا في حمل حقائبنا على درج الطائرة أو وضعها في خزانة الأمتعة العلوية، وتصل الأمور لذروتها عندما تبدأ بنسيان أسماء أحفادك!
ان التقدم في العمر يجعل كل شيء تقريبا يبدو سيئاً، الا أن هناك دائما أغاني قديمة لا نحب سماع غيرها، وأفلاما قديمة لا نتذكر غيرها، وعادات قديمة لا نرغب في نسيانها، وأفضل من كل ذلك اصدقاء قدامى لا نتخلى عنهم بكل ما في العالم من مال! وعلينا بالتالي أن نستمتع بكل مرحلة عمر نمر بها.
الفكرة من نص على الانترنت، بتصرف كبير.

أحمد الصراف

احمد الصراف

الشرر والحرائق

في الكويت آلاف المدارس، وجامعة حكومية واحدة، وعدد من المعاهد العليا! كما أن فيها مئات المواقع المدنية والعسكرية الخاصة بوزارتي الداخلية والدفاع، وتنتشر كل هذه المؤسسات في مختلف أنحاء الكويت، ويمر عليها أو يعمل فيها، ويشاهد مداخلها مئات الآلاف يوميا، والشيء الوحيد الذي يجمع بين هذه المؤسسات التعليمية، وبين العسكرية هو كمّ السيارات التي تقف أمامها في أماكن مخالفة للوقوف وعلى الأرصفة، وفوق الزرع، وفي كل مكان – تقريبا – في فوضى عارمة، لا مثيل لها! وكان الأمر يهون قليلا لو لم يتعلق بكون الجهتين مرتبطتين بتعليم النشء وتربيته والمحافظة على الأمن وتطبيق القانون! فكيف يمكن ان يفهم مئات آلاف الأطفال الذين يرون مثل هذه المناظر يوميا أن هناك من يحترم القانون؟ أو ان يستمعوا للمدرسة، ويصدقوها، وهي تتحدث عن النظام واحترام حقوق الآخرين، ويشاهدوها توقف سيارتها يوميا في مكان مخالف؟! وكيف يمكن أن نتوقع محاسبا أو محاميا «شريفا» يتخرج في الجامعة، او أحد المعاهد العليا، وهو الذي لم يتردد يوما، على مدى اربع سنوات، عن إيقاف سيارته فوق الرصيف في مخالفة صريحة لكل قانون؟!
قد يرد البعض بالقول إن المشكلة تكمن في أن المساحات المخصصة لمواقف السيارات لا تكفي العاملين او المنتمين الى هذه الجهات، والدارسين فيها – وهذا ربما يكون صحيحا – ولكنه عذر لا يمكن قبوله ان كانت هناك نية لاحترام القانون. فتكرار، أو استساغة ارتكاب المخالفة المرة تلو الأخرى يخلف ويخلق – لا شعوريا – مواطنا بليدا في حسه الوطني غير عابئ بالمصلحة العامة!
فهل سنرى قريبا تعاونا بين الوزارات المعنية لوضع حل لهذه الظاهرة القبيحة والمشوهة؟ لا أعتقد ذلك، فمن بيدهم العلاج هم أنفسهم الذين سبق أن ارتكبوا مثل هذه المخالفات مئات المرات من دون خوف، وبالتالي ربما يتطلب الأمر استيراد مسؤولين من دولة أخرى!
* * *
• ملاحظة: إن السكوت عمن يشعل الشرر اليوم، سيشجعه على إشعال الحرائق غداً!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

المخرج

الجميع يبحث عن مخرج لهذه الأزمة..! وكلا الطرفين يسير في خط التصعيد من دون تراجع..!
أنا أفهم وأتفهم عندما تقوم المعارضة بحشد كل امكاناتها وطاقاتها لتحقيق أهدافها الداعية في مجملها إلى تغيير الحكومة وحل المجلس، حيث ان كل الأطراف المشاركة في هذه المعارضة أصدرت بيانات استنكرت فيها دخول قاعة مجلس الأمة – باستثناء النواب الذين رأوا انهم أرغموا على هذا المسلك – لكنهم ركزوا على ما يرونه أساس المشكلة، وهو أسلوب الحكومة في التعاطي مع مجلس الأمة وجلساته، وعندما حاول الطرف الآخر – الحكومة – تشويه اداء المعارضة وتسليط الضوء على حادث الاقتحام، والتباكي على الوطن وعصيان أوامر سموه، كنا نتوقع ان يؤثر ذلك في نفوس المؤيدين للمعارضة ويجعلهم ينسحبون من هذا التأييد، لكن ما حدث في ساحة الإرادة يوم الاثنين الماضي اثبت غير ذلك، حيث تضاعف الحضور عدة مرات وتنوع، وان كان من تأثير للحملة الحكومية، فهي في أسلوب الخطاب للمعارضة الذي خلا من عبارات الاستفزاز، وكذلك اعلان منظمي الحشد ان لا مسيرة بعد الخطاب، وذلك مراعاة لرغبة صاحب السمو، حفظه الله، في تهدئة الأوضاع وحتى لا يعطون للطرف الآخر فرصة للصيد في الماء العكر.
الذي لا يمكن ان أفهمه هو أسلوب الحكومة في حشد مؤيديها! فلو اطلعت على بيانات التأييد للشيخ ناصر المحمد واعلانات الاستنكار للاقتحام وقرأت اسماء موقعيها لادركت ان الحكومة لا تعرف كيف تكسب معاركها بهدوء، لذلك جاءت ردة فعل الشارع سريعة يوم الاثنين!
أنا أعتقد ان العناد كان سيد الموقف!! وسيظل كذلك ان لم نتدراكه بحكمة وعقل، وأرى ان المخرج لهذه الأزمة هو بتطبيق الدستور وصعود رئيس الحكومة للمنصة وتفنيد محاور الاستجواب، خاصة ان وزير الدولة أكد سلامة موقف سموه، فان نجح فالمعارضة أعلنت استقالتها وهذه ستكون خطوة مستحقة ونجري انتخابات تكميلية وكفى الله المؤمنين القتال، لكن الاصرار على العناد والتصعيد غير المبرر للمواقف المناهضة، هو الذي سيتسبب في ضياع البلد وليس المطالبة بتطبيق الدستور!
الاخت رولا دشتي – مؤيدة للحكومة – تسأل عن المقتحمين: من منهم جنسية أولى ومن منهم جنسية ثانية! وتقولون من الذي سيضيع البلد؟!

عادل عبدالله المطيري

الربيع الكويتي.. والخطوط الحمراء!

يبدو ان الاحتجاجات السياسية في الكويت بدأت تتأثر بما يسمى بـ «الربيع العربي»، رغم أن مصير الدول العربية التي اجتاحتها الثورات مازال غامضا وغير مشجع، علاوة على اختلاف الأوضاع السياسية والمعيشية بين الكويت وتلك الدول.

كذلك فان النظام السياسي الكويتي يتمتع بالشرعية التاريخية والدستورية والتي مازال متمسكا بها، وحتى المعارضة السياسية مازالت مؤمنة بذلك، ويجب عليها ألا تقترب من الخطوط الحمراء مهما كانت الاوضاع السياسية ضبابية، فلدينا دستور يحكم العلاقات بين السلطات وينظم عملها، وإن اتهمت المعارضة الحكومة باستغلال القصور الدستوري والتشريعي لمصلحتها، كان يجب على المعارضة السياسية أن تتعامل مع القضية وفق الاطر القانونية، ومهما كان غضبها على السلطة التنفيذية يجب ان يترجم الى سلوك حضاري، فالوقفات الاحتجاجية والمظاهرات السلمية مسموح بها بشرط التزام القانون.

أما من جانب الحكومة فرغم اختلافنا معها، إلا أننا نشهد أن لديها مستشارين قانونيين ودستوريين نجحوا في استغلال الثغرات في الدستور وفي اللائحة الداخلية أفضل استغلال، فتمكنوا من تحويل الاستجواب الموجة الى رئيس الحكومة الى المحكمة الدستورية ومن ثم تصوت الحكومة والاقلية البرلمانية على شطب الاستجواب!

ولكن أكبر الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة كان بالجانب الإعلامي، فالماكينة الإعلامية الحكومية تتكون من مجموعة اعلاميين وسياسيين غير موضوعيين ومكروهين من الشارع السياسي، فهم لا يحاورون ولا يشرحون سياسة الحكومة بل يستفزون الخصوم ويضرون الحكومة أكثر من نفعهم لها، والاكثر خطورة هو تصوير الأحداث الأخيرة من تظاهرات وما تبعها من اقتحام مجلس الأمة، على أنها تدار من الخارج ومن فئة اجتماعية معينة، وليس كما هو الواقع أنها حراك اجتماعي وسياسي من فئات المجتمع جميعها.

في الختام يجب أن تكون سياسية الحكومة وانجازاتها واضحة، ولابد أن تعتمد على وجوه جديدة لشرح مواقفها بطريقة هادئة وغير استفزازية.

كذلك على المعارضة السياسية أن تكون أكثر نضجا فلا مانع من الاعتصامات السلمية، بل الإضرابات وحتى خيار الاستقالات الجماعية الذي يجب أن يكون حاضرا، ولكن يجب الابتعاد عن التصادم بين المتظاهرين والشرطة وكذلك يجب أن يبتعد خطاب المعارضة عن الخطوط الحمراء!