احمد الصراف

اسرق .. اسرق، فلن تحاسب!

في السنوات الأخيرة من الحرب العراقية – الإيرانية العبثية، قامت «المواصلات» بطرح مناقصة لتحديث الشبكة الهاتفية، وفازت بالمناقصة شركة محلية وكيلة لشركة أوروبية كبرى، وكانت قيمة العقد تقارب الــ 90 مليون دينار! لأسباب «أمنية» تم سحب المشروع من الشركة، وإعادة طرحه بشرائح أصغر، وهنا فازت بغالبية شرائحه شركات تابعة لكبار مسؤولي الوزارة، وكانت غالبيتها غير مؤهلة، وممثلة لشركات من دول عربية أشد تخلفا منا، في نظام اتصالاتها على الأقل. وقد أثر تفتيت المناقصة على جودة العمل، ورفع التكلفة كثيرا! والآن، وبعد ثلاثة عقود من ذلك العقد البائس، نجد أن الخدمة الهاتفية الأرضية لا تزال تشكو الكثير من العلل والانقطاع المستمر في مناطق عدة، ويكفي أن خدمة الإنترنت لا تعمل، ولا يمكن أن تعمل بشكل جيد في مناطق حيوية كثيرة، كالشويخ وصبحان والري، بسبب سوء تنفيذ أعمال الخدمات الأرضية للشبكة الهاتفية، ولست ابالغ إن ذكرت أن أي جهة أو شركة بحاجة الى خدمة إنترنت جيدة عليها دفع مبالغ تصل لعشرات آلاف الدنانير، لتمديد كيبل أرضي خاص بها من مقسم الوزارة وحتى مكاتبها، ويحدث ذلك في دولة صرفت مئات ملايين الدنانير، ولا تزال على خدمة من الدرجة الثالثة، ويحدث ذلك ايضا لأن الجميع على علم بألا أحد سيحاسب في نهاية الأمر مهما كان الخطأ فادحا، وقضية محولات الكهرباء المضروبة ومحطة مشرف خير مثال! إن ما يحدث جريمة شارك فيها كل وزراء المواصلات السابقين، والحالي، من خلال التغطية على أسبابها، وعدم الاهتمام بحلها! فكل وزير يأتي ليقضي مدته، ويستمتع بالمزايا، ويغادر بعد فترة من دون أن يفكر بصداع الالتفات إلى حاجات الوزارة الفعلية، علما بأن في المواصلات، كما الكهرباء، أكبر عدد من الوكلاء المساعدين والمديرين العامين! وبسبب الطريق المسدود الذي تواجهه كثير من الشركات فيما يتعلق بخدمة الإنترنت السيئة، فإن البعض أصبح يعتقد أن هناك نوعا من التآمر الخفي، أو الصامت، بين الوزارة وشركات الإنترنت والاتصالات الهاتفية، لإبقاء خدمة الهواتف الأرضية والإنترنت بطيئة وسيئة، لكي تستمر استفادة هذه الجهات من وضع الخدمة الهاتفية والإنترنتية المزري.

***
• ملاحظة: يقيم «مركز تنوير للثقافة» ندوة حوارية في الجمعية الثقافية النسائية اليوم الأربعاء (11/16) في السابعة والنصف مساء، يحاضر فيها الناشط السياسي غانم النجار بعنوان «الدستور المفترى عليه». كما تقيم زمالة المدمنين السابقين (المخدرات)، والمتعاطفين معهم، ندوة في جمعية الخريجين، السبت 11/19، الساعة 4 نتمنى الالتقاء بكم في الندوتين.

أحمد الصراف

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

احمد الصراف

إدارة الإعمال – جامعة الدول العربية – بيروت 1974 / الدراسات المصرفية والتدريب في بنك باركليز – لندن 1968 / البنك الوطني في فيلادلفيا – فيلادلفيا 1978 / الإدارة المصرفية – كلية وارتون – فيلادلفيا 1978
email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *