سامي النصف

الملك الضليل و.. عميل!

في 253 صفحة يأتي كتاب «من أوراق الملك غازي» التي كتبها بخط يده ومن ضمن الوثائق اصداره أوامره لوزير الداخلية بالوكالة ناجي شوكت ولقائد الفرقة الأولى اللواء أمين العمري بغزو الكويت بسبب «الخلافات القائمة» بها الا انهما رفضا، ويضيف ان السفير البريطاني ورئيس الوزراء نوري السعيد حذراه من مغبة ذلك العمل، وان حلمه الشخصي هو بضم بلاد الشام والجزيرة العربية والكويت لملكه (يعني مو بس احنا).

في صيف 2006 دمر لبنان الأخضر لأجل اطلاق شيخ الأسرى العرب سمير قنطار الذي خرج من «عذابه» ممتلئا شحما ولحما ومتزوجا من اثنتين ـ أصبحتا ثلاثا بعد وصوله لبنان ـ وحاصلا على شهادتي دكتوراه من جامعة تل ابيب وتظهر صوره بالسجن المثبتة على موقعه الالكتروني وكأنه مانيكان او شيريهان من كثرة تنوع ملابسه، في 505 صفحات يأتي كتاب مذكراته «قصتي»، وفي ص251 يقول انه تحمس لتهديدات صدام بغزو الكويت ويرى أحقية ضم الكويت الى العراق (كذا) ويتضح انه كان عميلا لأبي العباس الذي كان بدوره عميلا لصدام وإسرائيل.. وعميل العميل.. عميل برضه!

ومن عميل الوكالة الى عميل الأصالة، ففي كتاب مكون من 373 صفحة تأتي «شهادة صدام للتاريخ» ضمن محاضر استجوابات F.B.I ومحاكمات صدام، ونجد من اجاباته انه كان ماكينة كذب حقيقية لا تكل ولا تمل من تزييف التاريخ وادعاء امور لم تحدث أبدا تجعله كالحمل الوديع كقوله انه كان «ضد غزو الكويت» الا ان مجلس قيادة الثورة هو من اتخذ القرار.. ضد ارادته، وقد قبل ذلك الأمر يا حرام!

وإلى عميل آخر بالأصالة ـ ولا فخر ـ ففي 505 صفحات مليئة بالوثائق والدراسات ضمن كتاب «انقلاب بقيادة مخبر» يظهر الكاتب الليبي د.محمد يوسف المقريف الذي جاء في التعريف به انه كان الأول على الثانوية العامة وتخرج في الجامعة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وعمل رئيسا لديوان المحاسبة ثم سفيرا قبل انشقاقه عام 80، ان القذافي بدأ حياته مخبرا للأمن في سبها ثم تم تجنيده لصالح احد اجهزة المخابرات الدولية عن طريق القاضي مصطفى كمال مهدوي.. ملك الملوك عميل، فمن بقي؟!

وعميل تاريخي ثالث يكشف عنه د.جلبير الأشقر الأستاذ الجامعي في لندن وباريس وبرلين ضمن كتابه «العرب والمحرقة النازية» الذي جاء في 560 صفحة وهو المفتي الخائن أمين الحسيني الذي مازال حتى اليوم وبعد وفاته بثلاثة عقود يخدم اعداء القضية الفلسطينية عبر اظهارهم صوره مع الطغاة هتلر وموسيليني (تسلم عرفات منه الراية واصطف مع الطغاة والغزاة) وقد ذكرت سابقا ان المفتي والإعلامي العراقي يونس بحري كانا عميلين للحلفاء تم زرعهما بذكاء في قلب برلين النازية وكانا يرسلان الرسائل المشفرة عبر اذاعة «هنا برلين ـ حيّ العرب» التي كان يطرب لها العرب، وكم تحت الجبة والعمة البيضاء والسوداء.. من عملاء، ولا عزاء بعد ذلك للأغبياء!

آخر محطة:

لمن حاول الإساءة للشقيقة قطر عبر تزوير وتزييف أسباب استغناء قناة الجزيرة عن مديرها السابق وضاح خنفر ونخص بالقول السيدين ناصر قنديل ووئام وهاب، نقول: عليهم قراءة كتاب المذيعة اللبنانية لينا زهر الدين الصادر في يونيو 2011 الذي أوضحت فيه ان سبب استقالتها وخمس مذيعات من القناة هو سوء تصرفات مديرها السابق وضاح.. والله من وراء القصد!

احمد الصراف

«خلصونا من هالضجة»

ما الذي سيحدث لو فكر رئيسا شركتين عملاقتين تكليف مديريهما دراسة فكرة اندماج أنشطتهما المتشابهة؟ غالبا سيوصي هذان المديران برفض الفكرة، فالموافقة عليها تعني الاستغناء عن أحدهما! أكتب ذلك بمناسبة الدعوات التي لا تنفك، وبإصرار عجيب، تردني منذ سنوات، من لجان ومراكز تنتمي لحركات دينية، تدعوني للمشاركة في مؤتمرات تقريب المذاهب والأديان! لا أعلم حقا الهدف من هذه الدعوات، أو من عقد هذه المؤتمرات، غير تناول الوجبات وتبادل المجاملات من أحاديث وحكايات، ثم الانفضاض، مع اتفاق على لقاء مماثل في الشهر المقبل او السنة التالية!
إن رجال الدين، ومن يطلق عليهم لقب «المفكرين» الذين يشاركون في هذه المؤتمرات وملتقيات تقارب الأديان والمذاهب ليسوا بأغبياء، فهم يعلمون جيدا أن أي دمج، أو حتى تقارب طفيف، يعني غياب أو اضمحلال نفوذهم، وفقدهم لوظائفهم المريحة والمربحة وما يلقونه من احترام وتقدير، ولكنهم، مع هذا، يستمرون في إرسال الدعوات وعقد اللقاءات والاجتماعات عاما بعد آخر، دون كلل ولا ملل، وتبادل الفارغ من الخطب! فما السبب يا ترى وراء هذا الإصرار؟ خاصة أن غالبية المشاركين، وبالذات من رجال الدين، لا يعرفون عملا غير الوعظ والإرشاد وخدمة الدين والمؤمنين، ولأي مذهب أو ديانة انتموا، وبالتالي سيصبحون عالة على أسرهم إن هم فقدوا وظائفهم، ولكن يبدو أن لدى جميع أطراف مثل هذه اللقاءات فكرة عما يقومون به، وان أي تقارب لن يحصل لا اليوم ولا بعد 100 عام، فهذا سيقطع مورد رزقهم من العمل الوحيد الذي يتقنونه، وبالتالي لا بأس من الالتقاء هذه السنة على ضفاف نهر السين في باريس والسنة التالية ضمن حرم جامعة أكسفورد المرموقة ومدينتها الجميلة، وفي السنة التالية في واشنطن أو ربما نيويورك، ويوما ما في القدس، ولا بأس من عقد لقاء في الدوحة، بعد أن أصبحت محجا للكثيرين، هذا غير فرصة الالتقاء برجال دولة وسياسيين كبار، والإقامة في فنادق الخمس نجوم، وتناول أطيب الأطعمة، وتذوق أشهى المشروبات، والانتقال، في فترات الراحة، من معلم سياحي لآخر، وكل ذلك على حساب حكومات تريد كفاية شرهم، او شركات لا ترغب في ان تبدو أنها تعمل ضد تقارب المذاهب والأديان.
أتمنى، قبل أن أموت، ويوما ما سأموت، أن يعلمني أحد أصحاب العمائم ومرتدي أغلى «البشوت»، من جماعة تقارب المذاهب والأديان، عن اي نجاح أو تقارب حققته هذه المؤتمرات منذ نصف قرن وحتى اليوم.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

.. وتستمر الانتصارات

الانتصار غير المسبوق للاسلاميين في جامعة الكويت بين جموع الطلاب والطالبات وللمرة 32 على التوالي كان بمنزلة صفعة لخصوم هذا التيار، الذين راهنوا على انحساره بعد موجة من التشويه الاعلامي المتعمد لرموزه ومؤسساته. ومع ان هذه الصفعة هي حق لهؤلاء الخصوم على الاسلاميين يؤدونه كل عام، غير انها هذه السنة كانت كافية ووافية، خصوصا بعد نجاح الاسلاميين في «التطبيقي»، وهي الانتخابات التي شهدت انشقاقا بين قائمة التيار الديني، مما جعل البعض يجزم بخسارتهم امام خصومهم، لكن تجري الرياح بما لا يشتهي الليبراليون، فتأكد للجميع ان الثقة بالاسلاميين هي خيار الطلبة في نهاية المطاف، وان التشويه والافتراء واثارة الشبهات، التي يتعرض لها الاسلاميون من الاقلام اليومية، تؤكد عدم مصداقية هذه الاقلام في نظر قطاعات كبيرة من هذا المجتمع الصغير.
***

«مسمار بلوح!»
الكاتب فؤاد الهاشم ـــ حفظه الله واولاده من كل سوء ـــ يكتب منذ عقود طويلة في الصحافة، وقلمه متميز باسلوب خاص، ويعد ابو عبدالرحمن من الكُتّاب الكبار. هذا الكلام أسطّره اليوم ليس مدحاً او تزلفاً، فأنا اعلم جيداً أني «ما أمر من زوره»، ليس كرهاً فيني، فليس بيني وبينه خصومة محددة، لكن المشكلة ان بعض خصومي «يمونون عليه حيل»! لذلك هو يكتب نيابة عنهم، والا ما علاقتي به وما علاقة ابني بما اكتب؟! المهم انني كنت اتحاشى الرد على ابو عبدالرحمن طوال الفترة الماضية لعلمي بأنني لن اجاريه في الكتابة، فهو كاتب كبير، ومفوّه، ويكتب يومياً، بينما انا ما زلت هاوي كتابة. لكن ما كتبه عني بالامس من طعن في نواياي جعلني اضطر إلى الرد عليه وانا كاره، لكن قال «شحدك على المر قال اللي امر منه!».
يقول الكاتب الكبير ان مبارك الدويله ما زعّله على رئيس الحكومة وطالب بتغييره الا انه فاز بمناقصة بقيمة خمسة ملايين دينار «منحها» له وزير سابق! واتهم الوزير بأنني قدمت له رشوة (ما يخدم بخيل)، لكن الحكومة اوقفت هذه «العطية!».
ويقول إن هذا الكلام ليس رؤيا، او يقال، بل انه «مسمار بلوح!».
اتمنى من الكاتب الكبير ـــ حفظه الله واولاده ـــ ان يثبت مصداقيته لقرائه هذه المرة ويقول ما هي هذه المناقصة؟ ومتى طرحت؟ ومن هو الوزير الذي اعطاني اياها؟ وما دام مجلس الوزراء «كاملاً» ـــ وفق قولك ـــ اوقفها، اذاً هي علنية وليست «كتيمي»، يعني لم تعد سراً.
استاذنا الكبير.. الكاتب الكبير يظل كبيراً بمصداقيته، ورقي اسلوبه، وعلو كعب قلمه. وما زال الكثير يظن فيك ذلك. فأتمنى ان تصدق معي هذه المرة ومع قرائك، كما عودتنا، حتى نعرف هل مسمارك فعلا بلوح.. ام..؟!