عادل عبدالله المطيري

الكويت والتهديدات العراقية

لا يمكن تغيير واقعنا الجغرافي، وستبقى كل من إيران والعراق جيرانا لنا وهما بالطبع أكبر وأخطر دول في المنطقة، وهما أيضا الأكثر سكانا والأقل دخلا للفرد رغم غنى الدولة.

نظاما الحكم في العراق وإيران هما الأكثر طائفية وراديكالية بل عدائية في المنطقة ككل، ويبدو أن العراق الجديد أسوأ من العراق القديم، وأن ثقافة التهديد مازالت مستمرة، فميناء مبارك الكبير في جزيرة بوبيان الكويتية يعتبره العراقيون تهديدا للملاحة العراقية ومضايقة للصيادين العراقيين، بل وعملا عدائيا وليس عمل تنمويا يخدم العراق قبل الكويت للأسف، ويحتشد العراقيون على حدودنا الشمالية مهددين ومحطمين علاماتنا الحدودية إذا استمررنا بإنشاء هذا الميناء!

ما الذي يمكننا ان نفعله مع الجيران الكبار في الحجم والصغار في التصرفات؟ السكوت لا يأتي بنتيجة، والتنازل يفتح بابا لانهاية له، والشد والجذب مع جار كبير وأحمق قد يأتي بنتيجة عكسية، اذن يجب حسم الأمور مع ساسة العراق، وان نطالبهم بمواقف حازمة، وبردع هؤلاء الرعاع الذين يحتشدون على حدودنا الشمالية، فالكل يعرف في العراق من يحرك تلك المجاميع! وعلينا ان نحدد مواقف الأحزاب العراقية، ويجب رسم سياسة جديدة لمستقبل العلاقات مع العراق من ناحية، والقوى السياسية فيه من ناحية أخرى، وإذ لم يستطع الساسة فعل شيء أو لم يريدوا ذلك، واستمر العراقيون على رأيهم باعتبار مشروع ميناء مبارك الكبير التنموي عملا عدوانيا، لا بأس، فليتحول المشروع فورا الى قاعدة مبارك الكبير ليتمركز حلفاؤنا على مقربة من مصادر التهديد لأمن الكويت القومي (العراق – ايران)…..فالمؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين….

٭ (ملاحظة): يقال ان اتفاقياتنا الأمنية مع الولايات المتحدة والدول العظمي هي اتفاقية استضافة قوات وليست حماية… نرجو من المسؤوليين التوضيح!

٭ (تحية وشكر): شكرا معالي وزير الداخلية لزيارتك جنودك على الحدود الشمالية ورفع معنوياتهم.

 

محمد الوشيحي

أنيس… يجوع في مرابعه التيس

ما أكثر «التابوهات المحرمة» في عقولنا. لا نجرؤ حتى على التفكير، مجرد التفكير، في صحتها. أحد هذه التابوهات «أنيس منصور»، نقرأ إنتاجه ونحن نردد الآيتين الكريمتين: «حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا» و»قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا».
وكنت قد كتبت في صفحتي في «تويتر»: «مازلت مصراً على رأيي، أنيس منصور لا يجيد صياغة الجُملة»، وذكرت أسماء بعض الكتّاب العرب من ذوي الصياغة الجميلة، فكتبت «مستجاب، والسعدني، وعبدالرحمن الراشد، وصالح الشايجي، وسمير عطاالله، وأحمد الديين، وإبراهيم عيسى، وبلال فضل، وآخرين»، ثم أضفت إليهم: «السعودي محمد الرطيان والجزائري مرزاق بقطاش وغيرهما».
فانطلقت القاذفات عليّ من البر والبحر والجو، وراح بعض الغاضبين يتحدث عن ثقافة أنيس منصور، وعن عدد كتبه، وعن ذكرياته الممتعة وعلاقاته بالزعماء، وعن وعن وعن، وأيّد آخرون: «هو يسرق أفكار الآخرين… يكذب… يختلق…»، فقرأت آية الكرسي وأطلقت تنهيدتين وكرّرت: «حديثنا عن الصياغة، فقط الصياغة»، وثار جدل، فأيّدني مَن فرحت بتأييدهم، منذ لحظة انطلاق النقاش، واقتنع بعضٌ آخر، وخالفني السواد الأعظم.
وأنا أجزم أن كثيراً منا خرج من بطن أمه إلى كوكب الأرض فوجد اسم أنيس منصور يتكرر، فسارَ مع القافلة، دون أن يتوقف ليمعن النظر قليلاً. خلاص «أنيس منصور أفضل كاتب» إذاً «أنيس منصور أفضل كاتب». لم يقارنوه بمرزاق بقطاش، ولا بمحمد مستجاب، ولا بالماغوط، ولا بغيرهم ممن لم يحظوا بربع شهرته لبعدهم عن بلاط الحاكم.
يا قوم، لا علاقة للصياغة بالثقافة، لهذه بحر ولتلك بحر آخر. وللتدليل، يقول شاعر المحاورة السعودي حبيّب العازمي العتيبي: «إن حلّقت بالسما وإن وقّعت بالتراب / الأرض كيلو مربع والجبال أربعة»، وهو يقصد أن بعض شعراء المحاورة مهما حاولوا وادّعوا، لن يستطيعوا الوصول إلى مستوى الأربعة العظماء! فشبّه فن المحاورة بالأرض الصغيرة، وصوّر العمالقة الأربعة جبالاً تثبّت هذه الأرض، وهذا هو الإبداع في الصياغة والتصوير، وكان من الأسهل عليه القول بصورة مباشرة: «لن تستطيعوا منافسة العمالقة»، لكنه قدمها إلينا في طبق من فن وإبداع، فصفق له الشعراء وقوفاً وحواجبهم تلتصق بمنابت شعرهم، وامتدحوا صياغته لا ثقافته.
وبالعودة إلى أنيس، أرى جُمَله فقيرة جافة حافة، خالية من المحسنات اللغوية والصور البلاغية، في الغالب، رغم اختياره لمواضيع طرية خفيفة، كالمرأة والحماة والغناء والشعر والموسيقى، في حين نقرأ لزميله في الصحيفة ذاتها، السعودي عبدالرحمن الراشد، مقالات عن السياسة والحروب والاقتصاد، ومع ذا يقدمها لنا ليّنة بطعم الشوكولا تذوب في الحلق. وهنا يكمن الإبداع. وليغضب الغاضبون.
كذلك زميله الآخر سمير عطاالله، رغم أنه من كتّاب السلطان (على وزن شعراء السلطان ووعاظ السلطان) إلا أن جملته فاتنة تلهب قلوب العشاق وتسر الناظرين.
سيداتي سادتي، أنيس منصور يشبه الصومال إلى حد بعيد، أرضها غنية وشعبها فقير، وهو ثقافته عالية وصياغته فقيرة يجوع في مرابعها التيس، ويكابر مريدوه: «بل تشبع في مرابعه غرائب الإبل الجائعة».
وللناس في ما يعشقون مذاهبُ…

علي محمود خاجه

رشوة… وين المشكلة؟

“القبس” شغلت الناس بخمسة وعشرين مليون دينار أودعت في حسابات بعض النوّاب، وأربكت بعض البنوك كما ورد في خبر الزميلة، ومنذ نشر هذا الخبر والناس حائرون، يفكرون، يتساءلون: من يكون المرتشي؟
السخط والغضب، والدعوة إلى الاستقالة والتخوين وذم المجلس وذم الحكومة والمطالبة برحيلهم هي الكلام الرائج اليوم على خلفية خبر الـ25 مليون دون أن نعلم من رشى من، ولكننا نرفض أن تشترى ضمائر الأمة وأصواتها وممثلوها، هذا ما يعتقده الكثيرون حينما يبدون استياءهم.
هذا ليس الواقع ومعظم الساخطون كاذبون للأسف، لنتعمق كي نستوعب أكثر، كم شخصا أوصل مرشحه إلى الكرسي الأخضر لأنه “يمشي معاملات” أو يستطيع إرساله للعلاج في الخارج أو يمنحه ما لا يستحق بـ”الواسطة” كالترقية أو التعيين بلا كفاءة أو… أو… أو؟
نخفف الألم ونطرح سؤالا آخر: من منا لا يعرف نائبا يخلص معاملات قانونية (يسرّع من وقتها متجاوزا من لا واسطة له) وغير قانونية؟.
وكم منا يستغل هؤلاء النواب أو على الأقل يوصي بهم لزملائه وأقربائه؟
والسؤال الأخير: لماذا يتحول كثير من النوّاب، سواء كانوا بحناجر قوية رنانة أو صامتين، إلى مخلصي معاملات ومناديب للمواطنين؟ وما المقابل الذي يدفعونه من جراء امتلاكهم ورقة تخليص الأمور الرابحة؟
ما أهدف إليه هو أننا عندما نختار مرشحينا لأنهم يخلصون لنا معاملاتنا أو يمنحوننا ما لا نستحق أو بغير وجه حق فإننا أول المرتشين بل أسوؤهم لأننا نقدم الكويت على طبق من ذهب لأسوأ الناس لكي يديروها، وعندما نعلم أن أكثر من ثلثي المجلس التشريعي لا يبالون بالقانون، ويتجاوزونه من أجل الوصول إلى أعلى سلطة في البلاد دون أن نحرك ساكنا، بل نقدم لهم صك النجاح الدائم فإننا أول الفاسدين، كما أننا طبعا نعلم علم اليقين أن كل الأمور لها ثمن، وبالتالي فحصول بعض النواب على صلاحية الفساد لا بد أن يقابله ثمن يدفع سواء من أموالنا أو من مستقبلنا.
إن الزوبعة المثارة حول الـ25 مليونا الأخيرة ما هي إلا سخط على كبر المبلغ فقط، ولكننا نتجاهل ذلك ونمثل على أنفسنا قبل الغير بأننا لا نقبل شراء الذمم ونحن أول البائعين.
“القبس” لم تقدم الجديد لكنها فاجأتنا بجرعة زائدة من الفساد ليس إلا.

خارج نطاق التغطية:

«عيدكم مبارك وعساكم من عوّاده».

محمد الوشيحي

اكشفوا أسراركم لنسائكم

قالوا عن المرأة: «لا تحفظ الأسرار»، وقال مثل عربي تائه: «لو أعطيت سرك امرأة خرساء نطقت في الحال»، وغاص مثل آخر في الوقاحة فتجنى: «الببغاوات أكثر حفظاً للأسرار من النساء».
وفي الكويت «شاي الضحى» يكشف المستور ويفتح أقفال الصدور، و»شاي الضحى» – أقول ذلك لغير الخليجيين – هو تجمع يومي لنساء المنطقة يفرغن فيه طاقاتهن الكامنة، وطاقة المرأة العربية في لسانها، نسأل الله العافية، فيتحدثن عن رجالهن، ويكشفن ما لا يُكشف، ويفضحن ما لا يجب أن يُفضح. وأكثر المستفيدين من جلسات شاي الضحى هو «المأذون» وعقود الطلاق ومشعوذو «الزيت المقري عليه» وكتاتة الفال «العرّافة».
وفي لبنان «صبحية»، وينطقنها «صبحيي»، والصبحية هي الترجمة اللبنانية لشاي الضحى، لكنهن في لبنان يغصن أكثر في الأعماق، فيتحدثن أول ما يتحدثن عن أسرار فراش الزوجية، وعن كرم الزوج وبخله، وعن «شفاف» أي شفاه كريستينا، وجسم كارول. وأكثر المستفيدين من الصبحيات هم أطباء التجميل ومحلات الماركات العالمية.
أما في مصر فالبلكونة لديها الحل، فتتحدث إحداهن إلى جارتها من البلكونة إلى البلكونة، ومن القلب إلى القلب، و»معرفتيش يا أم سعدية، مش جوزي أبو شحتة المنيّل اترمى جنبي امبارح زي القتيل»، ويصبح الأستاذ الفاضل أبو شحتة حديث المدينة، ويعرف أسراره كل من يمر من تحت البلكونة، وتتحدث نشرات الأخبار عما فعله «امبارح» عندما اترمى زي القتيل. على أن المستفيد الأكبر من حديث البلكونة في مصر هو بائع الكوسا والبامية.
لذا ومن أجل ذا تواصى الرجال العرب من دون ميثاق مكتوب على أن يخبئوا أسرارهم عن نسائهم، بل حتى الرجال الأجانب المرتبطون بنساء عربيات فعلوا ذلك، فها هو زعيم إحدى العصابات الإيطالية «سلفاتور دافينو» يهرب من شرطة بلاده وشرطة الاتحاد الأوروبي، بعد أن انكشف أمره وأصبح مطلوباً للسجن بأكثر من عشرين عاماً لارتباطه بجرائم ترويج المخدرات وحرب العصابات المنظمة، ويلجأ إلى إحدى دول الخليج الأطلسي، المملكة المغربية، فيقيم في إحدى مدنها متنكراً، ويعشق مغربية، ويقيمان معاً، وتظهر ملامح الحمل على بطنها، ووو…
ولأن صاحبنا «دافينو» رجل إيطالي، ولأن الطليان يشابهون العربان في نواح عدة، فإيطاليا من أكثر الدول الأوروبية فساداً، ثم إن رئيس وزرائهم هو برلسكوني، وهو النسخة الأوروبية من القذافي، إضافة إلى أن الرجل الإيطالي معروف بـ«القرقة» – أي الحديث الذي لا ينقطع – والفوضوية، وكلها صفات لا تجدها عند الإسكندنافي ولا البريطاني ولا الألماني ولا غيرهم من الأوروبيين… المهم، لأن «دافينو» إيطالي فقد قرر دفن سره وماضيه بعيداً عن عشيقته المغربية، باعتبار الأسرار لا تُعطى للنساء، فقامت عشيقته، سلمها الله، بنشر صورهما معاً أثناء تنقلهما في ماربيا الإسبانية وفي بقية مناطق المغرب على «فيس بوك»، فتناقلتها صديقاتها الإسبانيات والفرنسيات والطليانيات، بحسن نية، فوصلت الصور إلى مسؤولي الأمن في الاتحاد الأوروبي، فتتبعوا «دافينو» وقبضوا عليه.
هذا ما نشرته صحيفة «تلغراف» البريطانية يوم الخميس الماضي، وتوسعت فيه مواقع الإنترنت، وبهذا تثبت الأمثال التي تحذر الرجال من إفشاء أسرارهم أمام النساء خطأها، إذ لو كانت الشابة المغربية مطلعة على أسرار عشيقها لوضعت كفها على فمها وصمتت صمتاً يعمي الآذان، على رأي يوسف إدريس.
فيا أيها الرجل العربي «هلّ علومك» لامرأتك، وافرش منديلك، وراجع أمثالك الشعبية، فقد ثبت خطؤها.

مبارك الدويلة

المواقف تأتي بالملايين

أجمل تعليق قرأته على موضوع ملايين الدنانير الموجودة في حسابات بعض النواب جاءني من السفير جمال النصافي «.. فإن صدقت هذه الاحاديث فهل سيُصدّ.ق اهلنا ما كنا نُحذّ.ر منه دائما ان من يقوم بشراء اصواتهم في الانتخابات ما هو الا سمسار كبير يبيع مصالحهم وقضاياهم بسعر اعلى ولمن يدفع اكثر! ولو تُر.كَ الامر له لباع الجمل بما حمل!». ويستمر في تعليقه «.. ما الذي يمنع هذا النائب او ذاك من ان يبيع بلاده بثمن لمن يدفع اكثر؟!».
احد الظرفاء له نظرة للموضوع من زاوية اخرى عندما لاحظ انتشار ظاهرة شكر نواب الخدمات على ما يقدمونه لناخبيهم من علاج بالخارج على حساب الحكومة او اختيارهم ضمن المقبولين في الكليات العسكرية، فقال: هل لاحظتم ان هذه الظاهرة تنتشر بعد كل استجواب؟! يعني ان الموقف المعلن مع الحكومة له مقابل خدمات غير عادلة، وقد تكون غير قانونية لمن يختارهم نواب الخدمات!

«حماس وسوريا وإيران»
نشرت الصحف السعودية خبراً مفاده ان ايران قررت اعادة النظر في دعمها المادي الى حركة حماس الفلسطينية عقابا لها، بسبب تقاعسها عن تأييد نظام بشار الاسد في سوريا!
ومع ان المنصف والعاقل يعذر «حماس» على سكوتها الخجول او تأييدها المتواضع ـــ لو حدث ذلك ـــ الا ان «حماس»، التي يحتضن النظام السوري مكتبها السياسي وقيادتها السياسية بعد ان اعتذرت معظم الدول العربية عن استقبالهما، رفضت الرضوخ لضغوط التأييد وخاطرت بمستقبلها السياسي من اجل المبدأ، وهذا دليل على اصالة منهجها ووضوح رؤيتها. وهنا نؤكد ما ذكرناه في هذه الزاوية من قبل من اهمية ان تحل دول الخليج محل ايران وسوريا في دعم «حماس» حت‍ى لا نعطي لخصوم الخليج والعرب موطئ قدم في خاصرة الوطن الكبير! عندما تدفع ايران 60 مليون دولار رواتب للموظفين في غزة، وتحتضن دمشق قيادتها السياسية، فهنا نعذر «حماس» عندما تراعي مصالحها مع هذين النظامين! صحيح انه تبين الآن ان هذين النظامين عدوين للامة، وان مبادئهما مرتكزة على الطائفية، لذلك اتخذت هذا الموقف، الذي اسميه «انتحاري»، ما لم تبادر دول الخليج بان تحل محل هذين النظامين في دعم «حماس»، خصوصا في مرحلة المصالحة بين «حماس» و«فتح» هذه الايام.
< يؤسفني انني لا اتعامل بالتويتر ولا اعرف طريقه، لكن فوجئت بمن يخبرني ان احدهم فتح حسابا ـــ هكذا ـــ باسمي ووضع فيه مادة! لذلك اقتضى التنويه الى انكاري لهذا التزوير الذي لا اجد له سببا حتى الآن.

احمد الصراف

أقوال ريتشارد وآخرين

يعتبر رد، أو ريتشارد سكيلتون Red Skelton، ممثلا فكاهيا، وأشهر مهرج سيرك في تاريخ أميركا، واشتهر بأقواله الطريفة.. والحكيمة، ومنها: أذهب وزوجتي مرتين لتناول وجبة جيدة خارج المنزل، هي تذهب الثلاثاء وأنا أذهب الجمعة. ويقول انهما ينامان كذلك في فراشين مختلفين، فهو ينام في فراشه في كاليفورنيا وهي في فراشها في تكساس. ويقول انه عندما سأل زوجته: أين تريد الاحتفال بعيد زواجهما؟ فقالت انها تود الذهاب الى مكان لم تزره منذ فترة طويلة، فاقترح عليها الاحتفال في المطبخ. واشتهر عنه قوله ان السبب الأول والأهم للطلاق هو.. الزواج. ويقول ان اسم زوجته كان «على حق»، ولكنه لم يدرك إلا متأخرا أن اسم عائلتها كان «دائما»! وقال انه لم يكلم زوجته منذ 18 شهرا، ليس لأنه على خلاف معها، بل لأنه لم يرغب في مقاطعتها.. وهي تتحدث.
وفي جانب آخر من الإنترنت نقرأ القصة الأجمل والأقصر في عالم الرواية: الفتى: هل تقبلين بأن تتزوجيني؟ الفتاة: لا!.. وهكذا عاش الرجل سعيدا بقية حياته.
ومن حكم الاسكتلنديين، من الإنترنت: ان المال لا يخلق السعادة، ولكن لا شك أن البكاء في سيارة مرسيدس أكثر راحة من البكاء على دراجة هوائية! وان علينا ان نغفر لأعدائنا، ولكن يجب ألا ننسى اسماء أولئك السفلة! كما أن علينا مساعدة من هم في ورطة، وهؤلاء سيتذكروننا حتما.. عندما يقعون في ورطة أخرى.
والأخيرة: لا يمكن أن نحل مشاكلنا عن طريق تناول المحرم من المشروبات، ولكن حتى تناول الحليب، بدسم او بغيره، لا يحل هذه المشاكل!

أحمد الصراف

عادل عبدالله المطيري

مافيا تهدد أمننا القومي

حقا ان ما يجري مؤخرا بات يقلق المتفائلين قبل المتشائمين، الكل يتساءل عن حقيقة ما أثير عن حقيقة الاموال الضخمة التي يقال انها أودعت في حسابات بعض النواب، هناك من يقول انها وصلت الى عشرات الملايين وذهبت لنحو 11 نائبا حسب قول بعض وسائل الاعلام.

وهذا الامر دفع رئيس مجلس الامة الى التصريح بأن الامر جعل مجلس الامة ككل تحت طائلة الاتهام، أما اتحاد المصارف فلم يؤكد ولم ينف، ومحافظ البنك المركزي مستاء ايضا ويؤكد عدم تلقي النيابة بلاغا من أي بنك حتى الآن، اما نقابة العاملين بالبنوك فهمها الوحيد أن السرية البنكية قد تعرضت الى ضربة كبيرة، بينما توعد أكثر من نائب في مجلس الامة قائلا: ان الامر لن يمر مرور الكرام، ومنهم من هدد بتقديم استجواب على خلفية التحويلات المليونية.

ما يهمني شخصيا والكثير من المواطنين، هو هل تلك التحويلات شبهة رشوة سياسية او انها غسيل أموال؟

هناك فرق بين الحالتين بالطبع، الاولى رشوة سياسية تعودنا ان نسمع عنها وهي في اطارها المحلي والفساد السياسي، ومن الممكن علاجه باستجواب او في انتخابات قادمة واختيارات سياسية مستحقة.

أما الحالة الثانية وهي شبهة غسيل الاموال فهي قضية أمن دولة وارتباطات بعصابات غسيل الاموال الدولية «مافيا» بل هي خيانة عظمى، خاصة اذاجاءت من مشرعين يمثلون الامة ويراقبون أعمال السلطة التنفيذية، هل نحن بصدد «مافيا نيابية» تهدد امننا القومي؟

لذلك يجب على الحكومة ممثلة بأجهزتها المتخصصة كالبنك المركزي والانتربول ووزارة المالية ان توضح لنا وبكل شفافية حقيقة ما أثير عن التحويلات المالية.

في النهاية نحن بحاجة الى الاسراع في انجاز مشروع القانون الخاص بانشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، كما دعا صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد في خطابه الاخير بمناسبة العشر الاواخر.

احمد الصراف

المباركية.. ثانياً

في 8/15 كتبت الملاحظة التالية: في ديسمبر 2011 ستحل الذكرى المئوية لتأسيس المدرسة المباركية، فهل ستتولى جهة ما مسؤولية الاهتمام بهذه المناسبة العظيمة؟
توقعي لبعض الردود لم يكن خائبا، حيث اتصل أخ قارئ وأعلمني بأنه، ومجموعة أخرى، يحاولون منذ 4 أو 5 سنوات حث جهة ما للقيام بعمل شيء للاحتفال بهذه الذكرى الفاصلة في تاريخ الكويت، وأنهم، وبالرغم من طول المدة وما بذلوه من مساع، لم يلقوا أي تعاون من أي جهة، وبالذات من وزراء التربية السابقين، والوحيد الذي أبدى ترحيبا بالفكرة تعب في النهاية، وأقر بعجزه عن القيام بشيء.
كما وردني اتصال آخر يخبرني فيه قارئ بأن الأستاذ «يعقوب الغنيم»، وزير التربية السابق، والباحث في التراث، مهتم، مع جهات رسمية، بالموضوع وأن ما علي غير الاتصال به للمزيد من المعلومات، وقمت بالفعل بالتحدث مع الأستاذ يعقوب، وأفادني بصحة الأمر، وأضاف أن الاحتفالية ستكون بمناسبة مرور مائة عام على التعليم المنتظم، وليس بالضرورة، مرور مائة عام على تأسيس المدرسة المباركية، وما يعنيه، ربما، ذلك من أن المناسبة ستكون عامة وغير محددة بالمدرسة المباركية، وقد لا يتطرق المحتفلون بإسهاب لمن كان لهم الفضل المادي والمعنوي الأكبر في تأسيسها. ويذكر أن المدرسة سميت وقتها باسم حاكم الكويت، الشيخ مبارك الصباح، مؤسس الكويت الحديثة. كما سميت المنطقة المجاورة لها بالاسم نفسه، والتي كان جزء منها يشكل محالا تجارية أوقفت إيراداتها للصرف على المدرسة.
نعيد رجاءنا بضرورة اعتبار الاحتفالات المزمعة إقامتها بتاريخ 2011/12/22 بمناسبة مرور قرن على إنشاء المدرسة المباركية، وبالتالي بدأ التعليم النظامي، وليس العكس، وقد لا يكون الفرق كبيرا، ولكنه فرق دقيق وحاسم.

أحمد الصراف

د. أحمد الخطيب

حفظ كرامة الحاكم أم تقديسه؟

منظر حسني مبارك في قفص الاتهام، وهو يستمع الى الجرائم المنسوبة اليه، جعل البعض يعطف عليه ويقول بأنه كان حاكما لمصر سنوات طويلة، فلا تجوز إهانته بهذا الشكل. والحقيقة، فإن هذا الموقف المتعاطف مع شخص لا يختلف فيه اثنان على انه كان يعتمد في حكمه على أجهزة أمنية قمعية وحشية لا مثيل لها يعرفها الجميع، وكذلك على حفنة من البلطجية وسراق المال العام الذين حافظوا على حصته وحصة أبنائه بشكل لم يكن خافيا عن جميع المصريين، أمر مثير للاستغراب. اذن، لماذا هذا التعاطف معه؟ متابعة قراءة حفظ كرامة الحاكم أم تقديسه؟

احمد الصراف

امتياز لعمل الكاز (*)

لم يعرف التاريخ امبراطورية بقوة واتساع البريطانية التي سيطرت، من جزيرة صغيرة نائية، على مستعمرات لم تكن الشمس تغرب عنها، ولم يحدث ذلك مصادفة، بل لما اشتهر به الإنكليز من قوة الشكيمة والانضباطية والالتزام الدقيق بالنظام والتعامل الجدي مع كل صغيرة.
يعتبر كتاب «يوم القيامة» Doomsesday Book الذي كتب عام 1086، من أكتب سجلات التوثيق قدما في العالم، ويحتوي على بيانات احصائية طلب ملك انكلترا، وليم الأول، الفاتح، تجميعها ليعرف منْ من رعيته يمتلك ماذا. كما سبقت بريطانيا العالم في الاحتفاظ بسجل تاريخي يبين درجات الحرارة في مختلف مناطقها، واجري أو قيد فيه عام 1659.
وبمناسبة المقال الذي سبق وأن كتبناه قبل فترة عن الكيفية التي حصلت بها شركتا النفط البريطانية والأميركية على امتياز التنقيب عن النفط في الكويت، قام الصديق ضرار الغانم بإهدائي كتابا تضمن كافة المراسلات التي جرت من عام 1911 وحتى 23/12/1934، تاريخ توقيع الاتفاقية، بين الحكومة الكويتية ومختلف أطرافها. وجاء في مقدمته أن فكرة تجميع وتوثيق كل ما تعلق باتفاقية الامتياز من مراسلات ومفاوضات جاءت بمبادرة من رجل الأعمال المعروف، المرحوم يوسف أحمد الغانم، الذي تبين له عدم وجود مثل هذا السجل القيم لدى اي جهة حكومية كويتية، وبالتالي قام عام 1970، بالاتصال بوزارة الإعلام، والتي ربما كان وزيرها الشيخ جابر العلي، وحثهم على القيام بشيء من هذا الخصوص، خدمة للتاريخ، خاصة بعد أن غيّب الموت غالبية من وقعوا على تلك الاتفاقية التاريخية. وبالفعل قامت الحكومة الكويتية بتكليف أرشيبالد تشيشلوم Archibald Chishlom، آخر الموقعين الأحياء على الاتفاقية، ليقوم بمهمة تجميع مواد الكتاب، وقام الرجل، على مدى خمس سنوات، بتصوير وتوثيق وتسجيل كل ما تعلق بالاتفاقية، مستعينا بأرشيف مختلف الجهات المعنية بالأمر في بريطانيا واميركا. وتبين من قراءة بعض فصول الكتاب أن الشيخ أحمد الجابر، بالرغم من حاجته لعائدات البترول وقتها، إلى أنه لم يتسرع في منح الامتياز، وكان مفاوضا صعبا، وتحلى بصبر كبير وأظهر قدرة نادرة على التفاوض، وعدم المهادنة في غير مكانها.
إن هذه الوثيقة التي كتبت عام 1975 لم تحظ بما تستحق من اهتمام، ونتمنى قيام جهة أكاديمية متخصصة بدراسة النسخة العربية من هذا الكتاب الوثيقة، ونشرها تعميما للفائدة، وخدمة للتاريخ.
(*) هكذا ورد في نص رسالة وجهها الشيخ أحمد الجابر الصباح، ص 192، لممثله في المفاوضات، الميجور هولمز بتاريخ 2 «جولي» 1931!

أحمد الصراف