عادل عبدالله المطيري

الحكومة المرتدة بالعشرة

يبدو أن حكومتنا الرشيدة فقدت رشدها، وإلا لماذا العودة الى مقترح الدوائر الانتخابية العشر، والتي كانت سببا في حل مجلس الأمة فيما عرف بأزمة الدوائر والتي رافقتها حملة «نبيها 5» التي قادتها المعارضة ولاقت قبولا عند الشارع السياسي، تعتقد الحكومة بالعودة إلى مقترح الدوائر العشر أن بإمكانها التعامل مع المخرجات النيابية، ونسيت أن المعارضة الغاضبة والمتربصة ستقوم بتأجيج الشارع ضدها، مما سيعجل بسقوط الحكومة او إدخال البلد في دوامة أزمة سياسية كبرى نحن في غنى عنها، خاصة أن المواطنين غير راضين عن مخرجات الدوائر الـ 5.

وأصبح المطلب الشعبي هو تحويل الكويت لدائرة انتخابية واحدة وإشهار الأحزاب لتكتمل ديموقراطيتنا، ولن يقبل أحد بمشروع الحكومة وسيعتبر ردة سياسية وتخلفا عن ركب الربيع العربي، حيث تضحي الشعوب بأرواحها من اجل الحرية والديموقراطية، وتتمنى الحكومات بعد خروج شعوبها عليها، لو ان لها كرة أخرى لتمنحهم ما يريدون.

مازالت حكوماتنا تمارس حالة الترف السياسي، المتمثل في معالجة المشكلات السياسية بمشكلات أخرى، ومقارعة مجلس الامة ونوابه وكأنهم أعداؤها وليسوا شركاءها، ونسيت ان الأوضاع تتغير من حولها، وأنه يجب عليها أن تتخلى عن كبريائها السياسي لصالح شريكها بالحياة السياسية «البرلمان».

سامي النصف

مخطط التحول من «دولة» إلى «ساحة»!

 لا مجاملة في أمن الأوطان والشعوب، لذا نحذر من ان الإضرابات والاعتصامات التي يدفع بها بعض مخضرمي السياسة من أصحاب «ربيع 90» الذي انتهى بالغزو، ومن يروجون لأجندات خارجية مشبوهة مدفوعة الأثمان (تضاف إلى أرصدتهم الخارجية والداخلية بالطبع) تستهدف التحول بالكويت من مشروع «دولة» مستقلة متقدمة الى مشروع «ساحة» أخرى للصراع الإقليمي والاحتراب الأهلي الذي تنعدم خلاله نعمة الأمن بعد تكرار التعدي على رجاله وضرب هيبته، وتسيل بالتبعية دماء شعبنا أنهارا كحال بعض دول المنطقة الأخرى.

***

إن الحديث عن «ربيع كويتي» كحال «الربيع العربي» يقصد منه خداع الشباب الصغار بمعسول الكلام والذي يلغى من خلاله الدستور المتباكى عليه من قبل من يدعي التدثر به زيفا وبهتانا، فقد قام ربيع العرب للعلم على معطى غياب «الخبز والحرية» في وقت تنفرد فيه الكويت بأنها الدولة الوحيدة في العالم بل والتاريخ التي تقوم بتوفير الغذاء مجانا لشعبها عبر مبادرة صاحب السمو الأمير الأخيرة.

***

أما الحريات فلا توجد دولة أخرى بها من الحريات ما يملكه بلدنا الذي لا يوجد به سجين رأي واحد وقد أخذ بالنهج الديموقراطي والحريات الإعلامية قبل ان تأخذ بها الدول الأخرى، وقد كانت البطولة كل البطولة لو أن القيادات السياسية الثورية المخضرمة قامت بذلك النزول وتصدرته وخطبت به إبان الحكم الصدامي لبلدنا ولم تول الأدبار منذ الساعات الأولى للغزو ولم نسمع بأصواتها العالية تدافع عن الكويت وشعبها أمام فيالق صدام الإعلامية طوال اثني عشر عاما.

ولنا أن نتصور في الختام ما سيفعله البعض ممن يملأ الحقد والكراهية قلبه تجاه مخالفيه في الرأي فيما لو وصل الى الحكم عبر أطروحة أو أكذوبة «الملكية الدستورية» غير الدستورية! والله لأصبحت الكويت كلها سجنا كبيرا ولاستبيحت الدماء والأموال والحرمات فيها ولسمعنا للمرة الأولى بمصطلح المهاجرين والمهجرين الكويتيين، فكم من معمر وصدام مخفي تحت ثياب ثوريينا، ولا نحتاج لأن نذكر بأن أسرة الصباح الكريمة امتازت عبر تاريخها الطويل بالتسامح وسعة الصدر والبعد عن الأحقاد ووقوفها على مسافة واحدة من جميع ألوان الطيف الكويتي.

***

آخر محطة: (1) قامت الإعلامية جيهان سليمان وجمع من الشباب المصري بالتظاهر أمام قصر النائب «الثوري» المعروف مصطفى بكري الذي يزيد ثمنه على 20 مليون جنيه (مليون دينار) رافعين شعار من «من أين لك هذا؟» فتعدى عليهم وزبانيته بالسلاح.

(2) نقترح المثل على شبابنا وان يتبعوا بعض نوابنا المخضرمين بعد انتهاء خطبهم في الساحات العامة الى قصورهم ودواوينهم فاحشة الأثمان متظاهرين ورافعين نفس الشعار وليجربوا طول بال هؤلاء الثوريين وردود أفعالهم وليذوقوا جزءا مما سيحدث عند تطبيق شعار «الملكية الدستورية»! ولنا عودة.

 

احمد الصراف

مردوخ.. المجني عليه!

يعتبر البليونير الاسترالي الاصل، روبرت مردوخ، اكبر مالك صحف في العالم، ويتحكم في شبكتي «فوكس» وسكاي وتوابعهما. ولم يحاول مردوخ يوما إخفاء يمينيته وتطرفه الصهيوني وولائه لإسرائيل التي يحمل جنسيتها، إضافة الى جنسيته الأميركية، التي منحت له من الرئيس ريغان، لخدماته النقدية والإعلامية للحزب الجمهوري. يضرب بمردوخ المثل في قدرة الصهيونية على التحكم بوسائل الإعلام العالمية، فصحفه وتلفزيوناته قادرة على تشكيل الرأي العام في بريطانيا واستراليا وأميركا وغيرها، وكسب التعاطف الدولي لأي جهة يريدها! وهو لم يستعمل السلاح ولا الإرهاب في الاستحواذ على وسائل إعلامه، بل قام بشرائها من أمواله ومساهميه، وكانت تلك الصحف، ولا تزال معروضة للبيع لمن يدفع أكثر. ويقول المثل: من حكم في ماله ما ظلم! فهل كنا نريده أن يدفع ماله لنصرة قضايانا؟ ومن الذي منع العرب والمسلمين من شراء ما اشترى من صحف، أو ما هو معروض الآن منها؟
أن قصة شبه انهيار سمعة إمبراطورية روبرت مردوخ المالية والإعلامية، بعد أن استجوب، هو وابنه، بقسوة شديدة أمام اكثر من لجنة تحقيق برلمانية في انكلترا، التي كشفت أجهزتها الأمنية حجم تورطهما في الفساد الإعلامي، وتعدد دسائسهما وألاعيبهما، وطرق الاحتيال والابتزاز والرشوة والتنصت على مخابرات الآخرين الهاتفية التي لجآ اليها، للحصول على مواد مثيرة لصحفهما وخدمه أغراضهما، التي اضطرتهما في النهاية الى إغلاق«نيوز أوف ذي وورلد»، الأقدم والأعرق بين صحفهما، والتي قارب عمرها 170عاما، بسبب ما لحق بهما وبها من فضائح، وكيف اضطر مردوخ لطرد مساعدته الرئيسية، كل هذه أثبتت خطأ نظرية المؤامرة، أو على الأقل المبالغة في حجمها، وما يشاع عن تحكم الحركة الصهيونية في العالم، فلماذا لم تتقدم هذه الحركة لإنقاذ إمبراطورية مردوخ وما لحق به من عار وخسائر مالية بالمليارات ؟ إن الإعلام الدولي كان ولا يزال يخضع لمن يمتلكه، عربيا كان ام إسرائيليا، وإذا كنا اعجز من أن نمتلك أو ندير، باقتدار ومهنية، مثل هذه الصحف والمحطات التلفزيونية، فهل كنا لو امتلكناها سنسخرها لغيرنا، او حتى نجعلها حيادية؟ وعليه لماذا يستكثر العرب على غيرهم ما يسمحون به لأنفسهم؟ فقد تحكمنا، كدول نفطية، في الإنتاج العالمي للبترول عن طريق «أوبك»، ولكننا فشلنا في أن نخضع هذا السلاح لتحقيق مصالحنا، حتى عن طريق صرف عوائده على غير أنشطة المخابرات والرشى والانقلابات وتمويل ثورات أو «ثوارة» الآخرين!
***
ملاحظة: أكدت «الكهرباء» انها تلقت في ثلاثة أشهر من الصيف الماضي 17 ألف بلاغ عن اعطال كهربائية، بعد استبعاد المكرر منها!! وهذا يعني 200 عطل كهربائي في اليوم الواحد! فهل يجوز ذلك في دولة الرفاهية؟ وألا يستحي من قبضوا الملايين على سكوتهم عن مثل هذا التسيب؟ أو ربما قبضوا ليسكتوا!!

أحمد الصراف