سامي النصف

هيكل مدمر هياكل الثورات العربية 52 + 25!

 رغم مقولته الزائفة المدرة للعطف والدموع بالاستئذان له بالانصراف والاعتزال التي اعلنها قبل اعوام، الا ان هيكل لم ينقطع بعدها يوما عن التصريح وترويج الآراء الكاذبة على الفضائيات الخليجية التي يشتم دولها وانظمتها ولا يمانع في تسلّم الاموال الطائلة منها، بالامس كان له لقاء مطول جدا مع جريدة «الاهرام» العريقة، حذر في حلقته الاخيرة من تقسيم اراضي دول الثورات بعد ان انكر في السابق على الرئيس السابق مبارك قيامه بمثل ذلك التحذير، اي يقبل من النظام في سورية ما يرفضه من النظام المصري، وصيف وشتاء هيكلي معتاد على سطح واحد.

***

ومن تخاريف هيكل الجديدة حول ليبيا تكراره لاقواله القديمة التي رددها ابان تحرير الكويت وتحرير العراق من ان الغرب اتى ليبقى لا ليخرج، وهو بتلك التصريحات الجوفاء يشجع ويدعم بقاء الديكتاتوريات القمعية المتوحشة امثال صدام ومعمر، ومعروف في هذا السياق مدى استفادة ابنائه واستفادته شخصيا من انظمة مبارك وصدام ومعمر، كما ان عدائه للغرب لفظي وغير حقيقي، حيث ان جميع زياراته وصداقاته هي للدول الغربية لا العربية، ولم نسمع انه زار، قط، الضفة او غزة او العراق او لبنان او ليبيا وغيرها من مناطق ملتهبة يدعي المعرفة التخصصية بها ويعطي لنفسه حق التدخل في شؤونها.

***

توفي د.خالد الابن الاكبر لخالد الذكر عبدالناصر، وذكرت مجلة «الاهرام العربي» في عددها الاخير انه اصيب بالمرض الذي توفي منه بسبب تسليط نظام صدام الاشعة القاتلة عليه اثناء زيارته له في بغداد، وهو تكرار لما قام به القاتل صدام مع الرئيس هواري بومدين، ومازال هيكل المدافع الاكبر عمن يقتل ابناء من يدعي صداقته، وقد عقبنا في مقال سابق على دعوى هيكل ان السادات قد وضع السم في قهوة عبدالناصر بعدم معقولية او منطقية ان يعد السادات القهوة لعبدالناصر في وجود هيكل الاقل مكانة وشأنا، ومن ثم فهو على الارجح من عمل تلك القهوة المسمومة، ان صدقت الرواية، وقديما قيل يصيبك من الكاذب صدق قليل.

***

وقد ذكر د.ممدوح حمزة والكاتب الناصري عبدالله السناوي ان د.خالد عبدالناصر كان يبحث خلال سنواته الاخيرة رغم مرضه عن عمل يكفل له العيش الكريم، ومعروف ان ابناء هيكل يملكون مئات الشركات العقارية والاستثمارية، فلماذا لم يوفروا للدكتور خالد الوظيفة التي تصون كرامته؟! وقد يكون ذلك هو سبب عدم ذكر الصحف الناصرية لاسم هيكل ضمن من قام بتقديم واجب العزاء هذه الايام رغم حضوره لسرادق العائلة.

***

لقد دمر هيكل ثورة 1952 عندما سوق لزعيمها قمع الداخل ضد التيارات الدينية (الاخوان) واليسارية (الشيوعيين) والليبرالية (الوفد)، وخط الخطب التي اساءت لعلاقة مصر والثورة آنذاك مع جميع الدول العربية والاسلامية والمجاورة، والقوى الدولية الغربية والشرقية على حد سواء، وكيف لثورة او دولة ان تنجز شيئا وهي بهذا الكم من العداء في الداخل والخارج؟ وقد عاد المغرض هيكل يقدم نصائحه المدمرة للشباب الغر من قياديي ثورة 25 يناير، والله يستر من نصائح من جربت نصائحه في السابق فأدت الى الخراب والدمار.

* * *

آخر محطة: ظاهرة الغوبلزية ـ الهيكلية اي استخدام الكذب وتزييف الاحداث التاريخية لترويج الآراء المدمرة وقول الشيء وعمل عكسه والاثراء من الفساد رغم ادعاء الطهارة، هي ظاهرة متفشية في بلداننا العربية ومنها الكويت، وطريقة كشف تلك الظاهرة المخادعة تكمن في متابعة الافعال لا.. تصديق الاقوال!

 

احمد الصراف

ميكو الفلسطيني

لا شك لدي في أن فلسطين ستعود يوما، ولو جزئيا، لأهلها، فهذا مآل التاريخ. وما يدفعني الى هذا الشعور، الذي قد لا يتفق معي البعض فيه، ليس إصرار الفلسطيني على التشبث بحقه، اقول ذلك ليس فقط من منطلق الاحترام لهذا الحق، على الرغم مما نال وطني ونالني واسرتي من أذى البعض منهم أثناء احتلال وطني، بل وايضا لما اصبح لموضوع الوعي بحقوق الإنسان، والآخر بالذات، من اهمية في العالم الحر الذي نعيش فيه، والذي أصبح فيه حق الشعوب في تقرير مصيرها أمرا أساسيا ويجد مناصرين له حتى بين اليهود والإسرائيليين، ومن هؤلاء ميكو بيليد Mico Peled، ابن الجنرال ماتي بيليد Matti Pelet الذي شارك في حرب 1948 وحاربنا كجنرال في حرب 1967.
ألف ميكو كتابا عن القضية الفلسطينية، وعلاقته واسرته بها، بعنوان «ابن الجنرال». وفي مقابلة مع محطة تلفزيون أميركية أجريت معه في يونيو الماضي، تحدث ميكو عن معاناة الشعب الفلسطيني وآماله وتطلعاته، وحقه في وطن مستقل، وكيف أن اليهود، وجزءا كبيرا من العالم، يعيشون تحت ثلاثة أوهام أساسية في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني ــــ اليهودي: أولها أن حرب 1948 كانت تتعلق بتأسيس دولة لشعب بلا وطن في أرض بلا شعب! وتحدث في هذا الجزء بإسهاب عن الحياة الثرية التي كان يعيشها الفلسطيني، قبل أن تحتل القوات الإسرائيلية بيته، وكيف رفضت والدته، وهي من مواليد القدس، السكن في أحد تلك البيوت. وحكى عن تجربة مر بها أحد المحتلين عندما وجد أن القهوة لا تزال ساخنة في البيت الذي تركه أصحابه على عجل! وتحدث ميكو عن الوهم الثاني المتعلق بحرب 1967، وكيف أن الجميع اعتقد أن إسرائيل بدأت ضربتها الوقائية لأن وجودها كدولة كان مهددا، وكيف أن والده الجنرال، الذي شارك بدور رئيسي في تلك الحرب، اخبره أن وجود إسرائيل لم يكن مهددا في أي لحظة، وأنه كان أمام مصر سنوات لتبني جيشها، وبالتالي كان من الممكن جدا تجنب تلك الحرب! اما ثالث تلك الأوهام فقد تعلق بالديموقراطية الإسرائيلية، وكيف أن هذه الدولة، التي تعيش منذ ما يقارب النصف قرن في عالمين متناقضين، لم تستطع أن تتعايش بجدية مع ما تدعيه من ديموقراطية، فلا هي على استعداد لإعادة الأراضي المحتلة لأصحابها ولا لإلحاقها بها، ومضطرة بالتالي الى اتباع سياستين متناقضتين، وأبعد ما تكون عن الديموقراطية! فما ينطبق على الفلسطيني من أحكام وقواعد وقوانين ونظم لا علاقة للمواطن الإسرائيلي بها، ويشكل هذا برأيه تناقضا فاضحا!
لو كنت مكان السلطة الفلسطينية، لما ترددت في شراء حقوق ترجمة الكتاب بعدة لغات وطباعته وتوزيعه في دول العالم الكبرى والمهمة!

أحمد الصراف