مبارك الدويلة

همسة في أذن ابن عمي

عزيزي أبونومس..
لا أعتقد انه يجب النظر الى وظيفة خطيب الجمعة كأي وظيفة حكومية أخرى يلتزم صاحبها بالانصياع التام لأوامر مسؤوليه وينفذ السياسة العامة للدولة ويعبر عن توجهاتها!
قد أطلب ذلك من الوزراء والوكلاء وكل من ينطق باسم الحكومة، كالسفراء ووكالة الانباء الرسمية وغير ذلك من المنابر والمناصب الرسمية! أما خطيب الجمعة فهذه وظيفة شرعية ودعوية قبل ان تكون رسمية خاصة ان معظم من تم ايقافهم لا يتقاضون رواتب من الدولة على أداء خطبة الجمعة! ومتى ما كان الخطيب ملتزماً بتوجهات الدولة وسياساتها الخارجية أصبحت الخطبة مملة ومكررة وفقدت بريقها ولم تعد وسيلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولو أردنا للخطيب ان يلتزم بسياسة الحكومة فعليه ان يراعي أموراً كثيرة وتدخل المحاباة وتقدير المصالح والمجاملات والنفاق السياسي في خطبته، فهل تسمى هذه خطبة صلاة جمعة؟ اذهب الى مساجد خطباء السلطان – واقصد الخطباء الذين يقرأون خطبة الوزارة من على المنبر – واذهب الى مساجد خطباء يرتجلون خطبهم وفقا لمشاعرهم ورؤاهم ولاحظ الفرق! عند الأول تشعر انك امام موظف يؤدي واجباً وظيفياً.. خطبة بلا روح! وعند الثاني تشعر انك تؤدي عبادة وتستفيد من وقتك، لذلك تجد الحضور هنا بالعشرات وعند الآخر بالآلاف.
عزيزي بونومس..
إيقاف الخطيب عن الخطابة، شكل من أشكال التعسف في العقوبة، ونوع من تكميم الأفواه، ومظهر من مظاهر قمع الرأي الشعبي، خاصة في هذه القضية.. قضية رفع الظلم عن المسلم والدعاء له، وأنا أعلم جيداً انه قرار حكومي قبل ان يصبح قراراً وزارياً، لكنه صار «في وجهك» وأنا متأكد أنك لن تعدم اقناع حكومتك بضرورة العدل عن هذه السياسة التي تراعي فيها حكومتنا طهران اكثر من مراعاتها لدمشق! ولا أظننا في حاجة الى محاباة نظام يتهاوى وفقد شرعيته، ولم يعد يدافع عنه الا وكيل المراجع في الكويت وسمحاته في قم!
الأمل في الله ثم فيك كبير لاعادة النظر بهذا القرار.. وأنا متأكد انك ستسمع من بعض جلسائك من ينفخ بالكير ويحذرك ويزين لك ترهيبا تارة وترغيبا تارة أخرى، لكنك تظل محمد النومس، الذي أعرفه: تفكر بعقلك قبل قلبك، يحفظك المولى ويسدد خطاك.
***
بالأمس، سعد العجمي.. واليوم عثمان الشعلان.. والحبل على الجرار! فهل هذه نهاية تيار أم بداية حركة تصحيحية لتيار ظل لعقود يغرّد خارج سرب توجهات الأمة وعقيدتها؟!
***
أتمنى ونحن نستقبل رمضان ان يرقّق الله قلب الحكومة على «البدون»، الذين لم يجدوا غير بالونات بنصف دينار، للتعبير عن معاناتهم! الله يفرجها عليهم عاجلاً غير آجل.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *