احمد الصراف

قصة سيدة كبيرة

ولدت أوبرا وينفري عام 1954 لخادمة وعامل منجم غير متزوجين، وسرعان ما هجر الرجل المرأة فور حملها. بعد الوضع انتقلت الأم للعيش مع أمها، وكانوا فقراء لدرجة أن ملابس أوبرا كانت تحاك من أقمشة أكياس البطاطس الخشنة، ولكن تأثير الجدة عليها كان عظيما، فقد علمتها القراءة وهي في الثالثة، كما كانت تصحبها إلى الكنيسة وتطلب منها حفظ الصلوات والتراتيل وإلقاء الخطب. وعندما بلغت أوبرا السادسة انتقلت بها أمها لميلواكي، وهناك افتقدت حنان جدتها ورعايتها، بعد ان أصبحت وحيدة، لاضطرار أمها للعمل كخادمة، وهذا جعل من أوبرا هدفا سهلا، حيث اعتدى عليها جنسيا قريبها وخالها وصديق للعائلة، وحملت وهي لم تتجاوز الـ14 من العمر، ولكن جنينها مات بعد ولادته مباشرة. أغضب وضعها السيئ والدتها فقامت بارسالها للعيش مع والدها، الذي أصبح الآن يعمل حلاقا. صرامته، التي كانت بحاجة لها، أفادتها كثيرا، وساعدتها في تفتح مواهبها في المدرسة، حيث تم اختيارها كأكثر الفتيات شعبية، كما أصبحت عضوا في فريق الخطابة، وهذا أتاح لها الحصول على منحة جامعية. وفي سن الــ17 فازت بلقب ملكة جمال الفتيات السود لولاية تنيسي، وهذا لفت الانظار إليها فأصبحت مذيعة نشرة اخبار إذاعية في سن مبكرة، وكانت تلك بداية ميلاد نجمة عالمية غير عادية، وخلال سنوات قليلة، وبجهودها الشخصية، تحولت لواحدة من اشهر وأغنى نساء أميركا والعالم. وعندما بدأت برنامجها التلفزيوني الشهير احتلت مركز «بيل كوسبي» كأغنى شخصية سوداء في أميركا، وتجاوزت ملكيتها المليارين ونصف المليار دولار! ولكنها لم تكتف بتنمية الثروة بل بصرفها في أفضل المجالات، حيث اختيرت في 2005، كواحدة من أكثر الشخصيات كرما، حيث صرفت مئات الملايين على مشاريع تعليمية وتنموية للفتيات السود في أميركا وأفريقيا، وعلمت في معاهدها ومدارسها الآلاف، وساعدت في إلهام الكثيرات وتغيير حياتهن للأفضل بتأثيرها الإيجابي الكبير، وأهلها هذا لتكون ملكة على قلوب مئات ملايين المعجبين بها والمحبين لمنجزاتها من الرجال والنساء ومن كل جنس وجنسية. وتقول أوبرا إن لجدتها الفضل الأكبر عليها، وذلك عندما كانت تشجعها على الخطابة في الكنيسة! وعن السر في كيف وصلت لما وصلت إليه واصبحت مليونيرة وهي في الـ 32 بالرغم من تواضع منشئها، قالت إن السر في أنه ليس هناك سر، فمهما كانت أهدافنا فإننا سنصل إليها متى ما توافرت لدينا الرغبة في العمل.
وهكذا نرى أن ما حققته هذه السيدة الكبيرة بشخصيتها والناجحة في عملها والتي بلغت شهرة لم تنلها سيدة اخرى في التاريخ الحديث بفضل أعمالها وادائها وتفوقها وقلبها الكبير المحب للخير يجعلها في الصفوف الأولى من شخصيات التاريخ اللامعة. ويحق لنا بالتالي أن نقول إن العظمة ليست في أن نولد في أسر عظيمة، بل في أن نخلق من بعدنا أسرا عظيمة من خلال ما نتركه خلفنا من أثر كبير وعمل طيب.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

وصاية أسيل

عندما ضجر الناس من كتلة العمل الوطني بسبب صفقاتها المكشوفة وغير المكشوفة مع الحكومة.. وبدأ الكُتّاب يتحدثون بوضوح عن تاريخ هذا التيار، الذي تميز منذ عقود بعقد مثل هذا النوع من الصفقات مقابل تحالف «شاهر ظاهر» مع الحكومة ومواقفها، أقول عندما ضج الناس من تغليب المصلحة الحزبية أحيانا والاقتصادية احيانا اخرى على المصلحة العامة، انزعج رموز هذا التيار وبدأوا يبحثون عن الأعذار الواهية ويطرحون قضايا عل وعسى أن تشغل الناس عن هذه الفضيحة التي أحرجتهم أمام جمهورهم. أما نحن فلم نستغرب مثل هذه المواقف النفعية والتي حاولوا الصاقها بالتيار الاسلامي منذ عقود من الزمان، ولكن في كل مرة يكشف الله عز وجل زيف اتهامهم ويثبت للناس أنهم أصحاب شعارات فقط لا روح فيها ولا فتات ولا واقع لها، ولعل آخر فضائحهم التصرف الذي تعاملوا فيه مع الكاتب الزميل سعد العجمي، والذي قد نختلف معه في بعض أفكاره، لكننا لا نغلب المصلحة على المبدأ، وهذا ما تعاملت به صحيفة محسوبة على هذا التيار عندما رفضت نشر مقال له فقط لأنه انتقد التيار الوطني وكشف زيفه.

النائبة أسيل العوضي وصفت المطالبين باستمرار منع الاختلاط في الجامعة بأنهم «يريدون أن يكونوا أوصياء على الناس»! وسؤالي بكل بساطة: من هو الذي يريد أن يكون وصيا على الناس هل هو من يطالب باحترام القانون والالتزام بتطبيقه؟ أم من يريد الغاء القانون وفرض واقع جديد على الناس؟!
أنا أعلم جيدا أن صدور هذا القانون قبل سنوات عدة أوقف مشاريع كثيرة للتيار الليبرالي الذي كان ولا يزال مسيطرا على العملية التربوية والتعليمية منذ عقود طويلة وكلها مشاريع تغريبية تلغي أي شكل من أشكال الانتماء الحضاري للأمة وتاريخها وثوابتها التي تفرضها عقيدتها الاسلامية، لذلك لن يهدأ لهم بال حتى يلغوا هذا القانون، وأعتقد أنه قد حان الوقت للتفكير الجدي في تطبيق روح هذا القانون وبنوده المجمدة منذ صدوره حتى لا نعطي فرصة لأسيل وأمثالها ليكونوا أوصياء على الناس!

شكرا لسمو الأمير على تبرعه السخي لاخواننا في الصومال. والشكر موصول للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وقياداتها على ادارة هذه الأزمة باقتدار فهذا هو الدور الحقيقي لهذه الهيئة الرائدة فهي الوجه المشرق للكويت في مختلف بقاع الأرض وهي السفير المشرّف لأهل الكويت في كل ميدان.
بالمناسبة أذكر في التسعينات عندما أردنا انشاء الهيئة بمرسوم في الكويت حاول التيار اياه عرقلة انشائها بحجة أنها ستكون مركزا للارهابيين ولأنها حجج كشفها وتعود عليها نواب الأمة فقد كانت نتيجة التصويت موافقة ستين نائبا واعتراض ثلاثة نواب يمثلون التيار اللي ما عنده شغل غير التشكيك في كل عمل خيري.