مبارك الدويلة

الغرب يغذي «القاعدة»

عندما أراقب مواقف الدول الغربية من بعض قضايا الساعة مثل الثورات العربية ودعمها وتأييدها سياسيا أحيانا وعسكريا أحيانا أخرى أقول ان الدنيا بخير.. وان العالم الغربي رجع الى رشده وأصبح يتعامل مع القضايا وفقا للمبادئ وليس وفقا للمصالح.
لكن سرعان ما يخيب ظني وأنا أرى هذه المبادئ تتكسر كلما كانت القضية الفلسطينية طرفا في الموضوع. خذ مثلا دولة جنوب السودان.. تم الاعتراف فيها من قبل المجتمع الغربي خلال 12 ساعة من اعلان استقلالها، وكلنا يعرف الضرر الذي أصاب اكبر دولة عربية عندما انفصل ثلثها الغني عنها وترك لها الصحراء والأمراض والفقر. وبالمقابل تهدد أميركا السلطة الفلسطينية اذا ما فكرت في التقدم للامم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية وفقا لاتفاقيات السلام!
كنا نظن أن هذا الغرب أخذ درسا واتعظ من نشوء التطرف الاسلامي في العالم العربي نتيجة الكيل الغربي بمكيالين تجاه قضايا العرب وأمة الاسلام. ففي الوقت الذي يدعم أمن اسرائيل ويلغي مبادئ العدالة والانسانية من قاموسه يطالب الغرب الأنظمة باحترام حقوق الانسان ويسمح لاسرائيل بالعربدة كيف ما تشاء في قطاع غزة!
نشأ «القاعدة» وترعرعت مبادئه في هذه الأجواء السياسية التي أوجدتها ممارسة أميركا وأوروبا لسياسات عرجاء برجل واحدة وعوراء بعين واحدة في الشرق الأوسط. وان كانت تظن أنها نجحت في اضعافه والنيل من قدراته، فان استمرار هذه السياسات الخرقاء سيكون الوقود الذي يحيي معاني الجهاد، وفقا لمفاهيم «القاعدة»، في نفوس الشباب اليائس والمحبط.
النتيجة النهائية لمشاهدات عشر سنوات مضت ان السياسة لا مبادئ فيها ولا أخلاق لها وفقا للمفهوم الأميركي الأوروبي.
****
عندما تحصل على جنسية كويتية بالتأسيس وأنت وافد للكويت في عام 1948 ومقطوع من شجرة هنا يحق لنا أن نطالب بسحب الجنسية لأنك حصلت عليها بالتزوير! وهذا ليس له علاقة عندما نتحدث عن حقوق مدنية «للبدون» ونعترض على حرمانهم منها لأن أصولهم عراقية!! فرق واضح لكن تبي من يفهم أو من يحب أن يفهم!!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *