اجرت جريدة «الآن» الالكترونية المقروءة استبيانا عن اهم الاخطار التي يواجهها المجتمع في الكويت، وقد صدمت بالنتيجة حقا!!
جاءت قضية الفساد الحكومي في المرتبة الاولى في قائمة الاخطار، وهذا معقول، ولكن غير معقول هو ورود خطر العمالة الوافدة وخطر البويات او الجنس الثالث في المرتبة الثانية، وبدرجة متساوية (!!!)
لا شك ان هذه النتيجة تمثل مؤشرا خطيرا على مدى انحدار مستوى الفهم لدى المواطن، وربما المقيم. فإذا كان هذا هو رأي متصفح الانترنت، الذي يفترض انه على قدر كاف من الفهم والتعليم، من ان وجود البعض من المتشبهين بالجنس الآخر، او الثالث، او اي تسمية اخرى تطلق عليهم، يساوي في خطورته مشاكل العمالة الوافدة، فهذا يعني ان عقل المواطن الكويتي مصاب بخلل كبير ويحتاج الى تركيب ساعة عليه تشبه تلك الموجودة على برج التحكم بجنوب منطقة السرة!!
كيف يمكن ان نصدق ان شعبا صغير العدد، كالشعب الكويتي، انفقت حكومته على تعليمه خلال نصف القرن الماضي ما لا يقل عن 30 مليار دولار، يعتقد بأن مشكلة الجنس الثالث تعادل في خطورتها وجود اكثر من 50 الف عامل دون عمل حقيقي او دخل او رعاية صحية، يشكلون في مجموعهم قنبلة اخلاقية وامنية فائقة الخطورة؟
كيف يمكن ان نصدق ان مجموعة من الجمعيات المتخلفة استطاعت على مدى عقدين من الزمن اعادة تشكيل عقل المواطن، بحيث اصبح وجود مائة او الف من المتشبهين بالجنس الآخر يشكل قضية وطنية، وانها بنفس خطورة قيام آلاف المواطنين بخداع الدولة وتزوير محرراتها الرسمية وانتهاك انسانية عشرات الآلاف من العمال ورميهم بالشارع دون عمل، بعد سلبهم مبالغ نقدية كبيرة، اذ رهن البعض منهم بيوتهم وباع البعض الآخر ماشيته لدفعها لذلك المواطن النذل؟
ان المواطن الكويتي بحاجة حقا لاعادة تأهيل بعد ان نجحت قوى الردة والظلام في تغيير طريقة تفكيره، بحيث اصبحت اولوياته اكثر ميلا للغرائز منها للعقل، والا فكيف ينجح خطيب في تجميع آلاف الشباب في هذا الصيف القائظ للاستماع إليه وهو يصف لهم لذة الصلاة، وينجح آخر في جذبهم لسماع محاضرة عن كيفية غسل الموتى، وهي الحالة الاولى في تاريخ البشرية التي يقوم فيها «مغيسل» بإلقاء محاضرة عامة عن طبيعة عمله!
لا ادري متى تهدأ الاوضاع في لبنان لأذهب الى هناك واتخلى لمرة واحدة والى الابد عن كل هذا القهر والعهر الفكري الذي اراه امامي، واجد نفسي عاجزا عن فعل شيء ازاءه.
أحمد الصراف