لا يكاد يمر يوم دون ان تطالعنا الصحف بكم هائل من الجرائم الغريبة والعجيبة التي ترتكب في كل مناطق الكويت تقريبا، يحدث ذلك على الرغم من ثراء الدولة الذي يعني وجود فائض في الوظائف، وعلى الرغم من هذا الجو الايماني الذي يفترض ان «الشعب» يعيش فيه، علما بان المساحة التي تجري فيها كل هذه الاحداث لا تزيد كثيرا على 2000 كيلومتر مربع.
ومن هذه الحوادث، على سبيل المثال فقط، والتي تمكنت من جمعها من 3 صحف خلال اربعة ايام:
القبض على عشريني يتعاطى داخل احد المطاعم. ام تشتكي زوجها الذي يعاشر ابنتهما منذ 13 عاما. هتك عرض صبي يبلغ 12 عاما من قبل زميله البالغ 19 سنة في رحلة لجمعية دينية. سقوط تاجر مخدرات يعمل في ادارة التحقيقات. مواطن ووافد ينتحلان صفة رجلي امن ويسلبان آسيويين. ضبط 17 آسيويا افتتحوا سنترالا للمكالمات الدولية (مكرر بصورة يومية). القبض على موظف في اكاديمية عسكرية بتهمة المتاجرة ببيع المعاملات وتزوير التواقيع مقابل 500 دينار للمعاملة. ضبط رقيب في الشرطة وبحوزته كوكتيلا من السموم البيضاء. مجموعة من الشباب يختطفون صبيا ويهتكون عرضه وسط الصحراء. الابلاغ عن تغيب فتاة عشرينية. العثور على شبكة دعارة في الجليب، سقوط شبكة دعارة اخرى يديرها بنغالي في السالمية، تحرير 15 آسيوية من عصابة تتاجر بأجسادهن بغير ارادتهن. القبض على عصابة ثلاثية تقوم بتزوير الطوابع الرسمية، وافد يقع في قبضة رجال الامن وبحوزته كمية من الخمور محلية الصنع، وافد آسيوي يتبرز نصف كيلو هيرويين، مقتل مواطن في فرح نتيجة اطلاق نار عشوائي.
ما ورد اعلاه يجب ان يدعونا الى التفكير في حقيقة ما يحدث، فهذه الجرائم والحوادث المخجلة في تزايد كبير، على الرغم من وجود كل هذا العدد الهائل من البرامج الدينية والمعاهد والمراكز الشرعية والصفحات الدينية في كل جريدة ومجلة. وكذلك المحاضرات «الجماهيرية» التي اصبحت تقام في كل مكان، التي تهدف الى «تثقيف الشباب» واظهار لذة الصلاة وزواج السفر وتعلم الفقه في 24 ساعة من غير معلم، وكيف تصبح مليونيرا من اموال الزكاة، وكيفية التلذذ بالاكل من تحت النقاب، واصول الاستمتاع بغسل الاموات، والاستعداد لتقبل ضيق القبر، وكيف ان 99،9% من الناس تغيرت حياتهم بعد سماع هذه المحاضرات!
نكتب ذلك لكي نبرئ الذمة، ونحن على يقين بان عجلة التدهور ستستمر وسيزيد اهتمام «كبارنا» بقضايا الجنس الثالث وعبدة الشيطان على حساب المخاطر الحقيقية التي تعصف بنا من كل صوب.
ملاحظة: بشهادة مَنْ تبقى م.نْ اصحاب ضمير ومخلصين في وزارة الصحة، فإن قبول مجلس الوزراء لاستقالة الوكيل د. عيسى الخليفة تعني سقوط السد الاخير امام استفحال الفساد في الوزارة وصعوبة القضاء عليه، ولو جزئيا.
لا تفرطوا في الرجل، فأمثاله أصبحوا قلة في الجهاز الحكومي.
أحمد الصراف