مجموعة من علماء الفيزياء في جامعة «لاسابيانزا La Sapienza الشهيرة في روما، خلقوا في يناير الماضي ضجة كبيرة عندما رفضوا قيام بابا الفاتيكان، الاكثر احتراما وقدسية لدى مليار كاثوليكي، بإلقاء كلمة في الجامعة بمناسبة بدء السنة الدراسية، وتسبب الرفض بالتالي في الغاء البابا لزيارته!!
تزعم حركة الرفض كارلو برنارديني، مدرس الفيزياء في الجامعة، الذي اجرت معه صحيفة ايطالية مقابلة اثارت ردود فعل مؤيدة اكثر من معارضة. يقول البروفيسور «برنارديني»، في رد على سؤال عن سبب اتخاذه وزملائه ذلك الموقف الحاد من الحبر الاعظم، قال ان السبب يكمن في موقف الكنيسة من قضايا التخصيب وطرق العلاج المؤلمة التي يضطر الطب الحديث إلى اللجوء إليها للتعامل مع المصابين بالامراض المستعصية. وان الجامعة تقوم بتدريس طلبتها كيفية النظر للامور بشكل استقرائي والتشكيك في ما تعلموه من خلال تجاربهم الشخصية ورفض الانحياز لرأي معين، وهذا عكس ما هو شائع في الكنيسة الكاثوليكية.
ويستطرد برنارديني، وهو الذي قارب الثمانين من العمر، في القول انه لا يعتقد ان بالامكان الوصول الى حل وسط بين طريقة التفكير العقدية الحازمة للكنيسة والدراسة الفلسفية لتطور العقل التي بنيت عليها الابحاث العلمية. وان ما ذكره البابا، في كلمته التي القيت نيابة عنه، من ان العلم لا يمكن ان يتقدم من دون ايمان، خير دليل على صحة موقفهم من الكنيسة.
وعندما قيل للبروفيسور انه كان من المفترض ترك المجال للبابا ليلقي كلمته ومن ثم مناقشته فيها، رد قائلا: ان المسألة ليست سؤالا وجوابا مع البابا الذي لا يقبل تعريض مكانته للتشكيك بسؤال غير متوقع.
وعند سؤاله عن رأيه فيما اذا كان للكنيسة الكاثوليكية تأثير سلبي على البحث العلمي في ايطاليا بشكل عام، قال انه لا شك في هذا. فالاختلافات مع الكنيسة في مسائل استخدام الخلايا الجذعية في العلاج وموانع الحمل واستخدام المؤلم من طرق العلاج مع الامراض المستعصية والايدز والاستنساخ تسببت في شلل الابحاث في ايطاليا بشكل عام، بالرغم من اهمية وحساسية هذه القضايا التي ستعتمد طريقة التعاطي معها في شكل مجتمعاتنا مستقبلا، علما بأن العالمين المتقدم والنامي يبذلان جهودا كبيرة للتصدي لهذه القضايا وايجاد الحلول لها! وقال البروفيسور ان تقريرا نشر في صحيفة «لا ريبوبليكا» بيّن ان الكنيسة الكاثوليكية تكلف الدولة اربعة مليارات دولار سنويا، وان هناك، على سبيل المثال، اكثر من 25 الف مدرس لمادة الدين فقط. ويتم اختيار هؤلاء عن طريق قساوسة وليس من خلال اختبارات اداء تقليدية.
وبالرغم من عدم تابعية هؤلاء المدرسين للكنيسة مباشرة فان التعامل معهم يتم بصرامة تامة، فلو تزوج احدهم مثلا واضطر لتطليق زوجته والزواج مرة ثانية فانه يجبر على ترك وظيفة التدريس، وهكذا!!
هل قرأتم شيئا بين السطور؟
• ملاحظة: اعلن وكيل التربية عن تشكيل لجان لاعادة النظر في مادة الموسيقى!! واستطيع الجزم مسبقا بأن هذا يعني ان ساعات تدريس هذه المادة لن تزاد ومستوى من يقوم بتقديمها حاليا لن يرفع، وموازنتها لن تتضاعف، وآلاتها الموسيقية لن تجدد!! وكل ما سيتمخض عن اللجنة سيكون سلبيا!! نقول ذلك ونتمنى ان نكون على خطأ مبين، وستتضح الحقيقة بعد اشهر قليلة.
وقتها، اما، ان نؤكد شكوكنا او ان نعتذر للوكيل!!
ولكن كم مرة يجب ان نلدغ من الجحر نفسه؟
أحمد الصراف
[email protected]