عقد السيد مطلق القراوي، وكيل الأوقاف المساعد، وعضو اللجنة العليا لتعزيز الوسطية، الذي يترأس قسما وعدة لجان في المركز العالمي للوسطية، التابع أصلا لوكيل الأوقاف، عقد قبل شهر مؤتمرا صحفيا في المركز وبحضور ثلاثة أشخاص، أحدهم موظف في اللجنة، ولم يدع للمؤتمر غير هؤلاء ربما لتجنب المحرج من الأسئلة.
أكد الوكيل، في مؤتمره الصحفي الثنائي الحضور، سعي المركز ولجنته لتعزيز مفهوم الوسطية في العالمين الاسلامي والعربي (وهذا تراجع عن النطاق العالمي) الذي سبق أن حدده الوكيل نفسه للمركز قبل أشهر عدة، والذي على أساسه عقدت عدة مؤتمرات باذخة في اميركا وأوروبا! فاذا كانت اللجنة مختصة بتعزيز الوسطية في العالمين الاسلامي والعربي فلماذا ذهبت لاميركا اذا؟!
أشار الوكيل في مؤتمره المحدود العدد ذلك الى نية المركز العالمي للوسطية في اقامة ملتقى وطني تحت شعار «رؤية وطنية اسلامية»، وهو المؤتمر الذي عقد في الكويت قبل أسابيع، وشارك فيه عدد من الأكاديميين والكتاب وبعض النشطاء السياسيين.
وبالرغم من كل التحيات والتبريكات التي صرح بها البعض ممن شاركوا في المؤتمر بعد انتهائه، فأن أيا منهم لم يبين لنا الكيفية التي يمكن فيها التوفيق بين الانتماء لأرض ووطن وقائد وعلم وعملة وحدود وامتيازات وحقوق والتزامات محددة، والمفهوم الديني الشامل، والاسلامي بالذات، الذي لا يؤمن بكل هذه الأمور، فالمسلمون جميعا اخوة، والاسلام دين شمولي ينظم حياة أتباعه وليس فيه مواطنة أو حكر قطعة أرض أو مورد طبيعي كالنفط لجماعة ما وحرمان بقية المسلمين منها!! وكيف يمكن خلق الشعور بالمواطنة مثلا وبيننا من يروج لأنظمة ومبادئ خارجية، ومن يضع الولاء الديني فوق الولاء الوطني، ومن لا يتردد في قتل نفسه في حرب خارجية يستنكرها على وطنه، ومن يخالف رأي ولي أمره ويتسلل ليقاتل في حروب اسلامية طائفية ضد أتباع طائفة أخرى، والذي لا يحترم حتى علم بلاده ولا نشيدها الوطني؟
نتمنى على الوكيل القراوي أن يشرح لنا كيفية التوفيق بين الانتماء للوطن والانتماء للدين؟
ملاحظة: أكدت منظمة الصحة العالمية، (القبس 23ــ 12 ــ 2007) التي تمول وتدار أساسا من مجموعة من دول الكفر، حسب رأي بعض قادة الرأي من علمائنا، أن أكثر الأنواع المعدية من شلل الأطفال سيتم القضاء عليه تماما مع نهاية عام 2008.
أحمد الصراف
habibi [email protected]