د. شفيق ناظم الغبرا

المرأة في الانتخابات الكويتية

تمثل هذه الانتخابات بعداً جديداً، فهي ليست الأولى فقط من ناحية خوض الانتخابات وفق الدوائر الخمس، ولكنها أول انتخابات ذات معنى بالنسبة إلى المرأة، فالمرأة التي لم تكن مهيأة ومستعدة للتأثير في الانتخابات السابقة في ظل الدوائر الخمس والعشرين، نجدها أكثر استعداداً في هذه الانتخابات. إن الأمر مختلف الآن، فعدد المرشحات أكبر من السابق، إذ وصل الى 28 سيدة. إن قدرة النساء على التنظيم والإدارة للحملة الانتخابية أو دعم مرشح من دون آخر يأخذ الآن بعداً جديداً. فمشاركة المرأة في هذه الحملة بقاعدة أكبر وتنظيم أفضل ومرشحات أكثر ثقة واستعداداً يساهم بتغيير شكل وطبيعة الحملة الانتخابية في الكويت. متابعة قراءة المرأة في الانتخابات الكويتية

سامي النصف

الألعاب النارية والقنابل النووية والأسطح الزجاجية

ابتدأ القرن الماضي بحروب «عالمية» أدهشت الخلق كونها تحدث للمرة الأولى في التاريخ وقد تساقطت وانشطرت على اثرها الامبراطوريات والممالك وسادت الفوضى الأرض مما مهد الطريق للحرب الكونية الثانية التي انتهت بإسقاط قنبلتين نوويتين أصبحتا أقرب هذه الأيام لألعاب نارية محدودة الضرر مقارنة بما هو متوافر ومخزن من أسلحة دمار شامل تمتلكها أو في الطريق لامتلاكها أنظمة غير عاقلة من دول العالم الثالث.

واحدى طرائق الإبهار المعروفة للألعاب النارية هي زرعها في عشرات الأماكن المتفرقة وغير المتوقعة لذا ما ان يشتعل فتيل المتفجرة الأولي حتى ينبهر المشاهدون بكمّ وتنوع أشكال تلك المتفجرات حتى ينتهي العرض والناس منبهرة ومذهولة بما تسمع وترى.

وفي وقت أصبح احتمال قيام حروب في أوروبا وأميركا الشمالية يقارب الصفر بسبب الرقي والتقدم والتسامح الديني والسياسي والاجتماعي، بدأت الحروب الانشطارية تشتعل في أفريقيا والشرق الأوسط وسيلحقها قريبا انفجارات مروعة وغير متوقعة في أماكن عدة من آسيا التي لم يواكب انتعاشها الاقتصادي استقرار سياسي في الداخل أو مع الجيران وبقيت الأرض رخوة تحت كثير من دول آسيا القديمة اضافة الى استمرار التخلف العام وبقاء التعصب الديني والعرقي والسياسي يسود القارات الثلاث.

ففي وقت خرجت الصين (ربع العالم) دون رجعة من الشيوعية واطمأنت لوضعها الجديد كمصنع للعالم، تواجه هذه الأيام إغلاق تايوان واليابان وكوريا الجنوبية لعشرات الآلاف من المصانع التي أقاموها على أرضها مما سينتج عنه وجود مئات ملايين الصينيين دون عمل، مصاحبا لارتفاع غير مسبوق في أسعار النفط والذهب والمواد الغذائية وسنتذكر كلمة نابليون حول ضرورة إبقاء المارد الأصفر نائما حيث ان إيقاظه سيهز العالم.

ولا يختلف وضع ربع العالم الآخر (الهند) ومشاكله المعيشية والسياسية والأمنية الحادة عن جارته الصين، وإذا ما اتجهنا غربا من الدولتين نحو منطقتنا نجد ان الدول الإقليمية الكبرى كباكستان وبنغلاديش وأفغانستان وإيران وتركيا والعراق والسودان وسورية وغيرها من قوى إقليمية فاعلة تعاني من تخندقات داخلية ومشاكل خارجية تجعلها تقف فوق رمال متحركة لا تعلم متى تبتلعها.

إن وضع دول آسيا ومنطقة الشرق الأوسط أقرب لوضع الألواح الزجاجية التي ما ان يطرق طرفها حتى يمتد الشرخ الناتج عن ذلك الطرق سريعا لبقية الأجزاء، والملاحظ ان هناك طرقا مزدوجا لألواح تلك الدول بعضه من فوق (خارجي) والبعض الآخر من تحت (داخلي) وسيمر تفتت زجاج الدول عبر حروب رهيبة واستخدام لأسلحة الدمار الشامل التي أصبحت متوافرة عند كثير من الدول مما سيجعل القرن الحادي والعشرين يتفوق على سلفه في عدد الضحايا وضراوة استخدام تلك الأسلحة، وقانا الله شر الحروب القادمة.

آخر محطة:
نذكّر مرة أخرى بضرورة انتخاب الدماء الشابة والنساء ولن يكون أداؤهم أسوأ، بالقطع، مما رأينا.

سامي النصف

من يسقط مشتتو الأصوات؟!

اوضاعنا كالعادة معكوسة في الكويت، هناك من يقوم بشكل منتظم بانزال مرشحين لتشتيت الاصوات، وهذه حقيقة يعلمها الجميع، هل سأل من يُنزل المشتتين نفسه عما اذا كان هذا التشتيت «التاريخي» يسقط الخصم ام الحليف؟! الواقع ان اغلب عمليات تشتيت الاصوات تأتي بنتائج عكسية، حيث انها تسحب الاصوات من الموالين فينجح المعارضون بالتبعية وراجعوا نتائج انتخابات السنوات الماضية وآخرها 2006 ولاحظوا من اسقط ومن انجح هؤلاء المشتتون بنزولهم!

ارجو الا يعتقد احد للحظة ان حروب الوكالة القائمة في عدد من دول المنطقة تقوم حقيقة على معطى الايديولوجية والادعاء الكاذب بمحاربة الصهيونية والقوى الكبرى الخ، الواقع ان كل الخراب والدمار الامني والسياسي في تلك الدول هو نتاج لتدخل المال السياسي الخارجي المستفيد من ارتفاع اسعار النفط والذي يصل بالشنط المغلقة للقيادات السياسية والاعلامية، فتقوم بما عليها من ادوار دون مبالاة بخراب الاوطان، نرجو من المجلس القادم اصدار تشريعات تحد من ضرر تلك الاموال الاقليمية قبل خراب الكويت بعد ان خربت البصرة.

سألني صديق ما رأيك في نزول «زيد» و«عبيد» للانتخابات الحالية؟! قلت – وحاسبوني على ما اقول – انهم سيَسقطون ويُسقطون معهم من يدعون انهم مقاربون لهم في الفكر وسيتسببون بالتبعية في نجاح التيارات الاخرى في الدائرة في تكرار لما حدث في نفس الدائرة وتسبب في سقوط النائب الوطني الكفؤ عبدالوهاب الهارون.

اثبتت المرشحات من النساء انهن فوق التخندقات الطائفية والقبلية والعائلية، لذا فإن النتيجة المنطقية لانتخابهن تتمثل في تعزيز الروح الوطنية التي يمزقها الرجال دون رحمة كل مساء في اللقاءات الاعلامية وضمن المخيمات الانتخابية، النائبات النساء في العالم اجمع هن الاقل فسادا والاكثر انجازا لذا نعيد التذكير بمعادلة انتخاب 3 رجال وامرأة.

بعض التوجهات السياسية شعرت بضعف موقفها الانتخابي فلجأت للهجوم الاعلامي كخير وسيلة للدفاع عبر فتح النيران الاعلامية بغزارة على جبهتين، الاولى طرح معطى التكفير الخفي ضد خصومها السياسيين، والثاني الايحاء بان منافسيها الآخرين يقومون برشوة الناخبين – دون دليل بالطبع – بهدف ابعاد الناس عنهم كي لا يتهموا في سمعتهم وما الخطأ في التنافس الشريف بين كل الاطراف بدلا من تبادل التهم؟!

دعونا في مقال سابق للمشاركة الفاعلة في الاستفتاءات الالكترونية كوسيلة لمساعدة الناخبين في اختياراتهم والمرشحين في تصحيح اطروحاتهم تباعا، كالحال القائم في الدول المتقدمة، ما حدث للاسف الشديد هو محاولات مكشوفة من بعض المرشحين لتزييف النتائج بوسائل مختلفة، وكلها 3 اسابيع وسنعرف النتائج الحقيقية ونقارنها ببعض الاستفتاءات وسنرى العجب.

آخر محطة:
«اشاعات» و«تحالفات» الساعات الاخيرة التي لا يوجد وقت لتصحيحها او الرد عليها بتحالفات مضادة هي الكيماوي المزدوج الذي سيحسم نتائج الانتخابات المقبلة، ومن يقول ان هناك شيئا تغير في هذه الانتخابات؟!

احمد الصراف

وصولية الجماعة ومصداقيتها

1 ــ في الوصولية: أجرى مقدم البرامج التلفزيونية، الزميل الكريم عبدالرحمن النجار، لقاء مع النائب، وقتها، ناصر الصانع، وذلك قبيل تصويت مجلس الامة على قانون منح المرأة حقوقها السياسية.
جرى الحوار التالي بين المقدم والضيف على خلفية مقترح القانون:
النجار: ناصر الصانع، ما موقفك من حقوق المرأة السياسية؟
الصانع: أنا أنتمي الى الحركة الدستورية الاسلامية، واعتقد انني سأقف ضد القانون الذي قدمته الحكومة!!
النجار: يعني أنت ضد الحقوق السياسية للمرأة؟
الصانع: أنا مو (لست) ضد الحقوق السياسية للمرأة، احنا نسميها بالضبط: ضد المشاركة السياسية للمرأة في مؤسسات القرار السياسي، شوف يا عبدالرحمن كيف حددتها؟ وهنا ارتسمت ابتسامة على وجه الصانع تبين مدى سعادته في التوصل الى تلك «التخريجة العجيبة»!
انتهى الجزء الذي يعنينا من الحوار ومنه نرى مدى وصولية الجماعة وشغفهم بالتلاعب بالالفاظ، فإن نجح القانون، فإنهم سيعلنون انهم لم يكونوا ضده، وان سقط فسيعزز هذا موقفهم السياسي!
ان القول انهم مع اعطاء المرأة حقوقها السياسية، ولكنهم في الوقت نفسه ضد مشاركتها في مؤسسات القرار السياسي، يشبه القول انهم على استعداد لاعطاء المزارع بذورا وماء وسمادا، وتوقع الانتاج منه، ولكن ليس من حقه استخدام اي ارض!
طالما اشتهر سياسيو الديموقراطيات العربية بهذا النوع من «الحربقة» السياسية واللف والدوران في القول، والامر (كان) يهون لو كان هؤلاء من المنتمين لاحزاب علمانية صهيونية ليبرالية ماركسية تغريبية فاسدة، ولكن ان يكونوا من غلاة المنادين بالاصلاح الاجتماعي وبالعفاف والطهر في القول والتعامل، فهنا العجب!
بعد هذا، نترك قرار اعادة انتخاب الصانع لناخبي منطقته، ونحن احدهم!
2 ــ في المصداقية: قام موقع «بدر الكويت» بتاريخ 9ــ1ــ2005 بنشر مقاطع كاملة من مقالات سبق ان نشرها النائب السابق وليد الطبطبائي في جريدة الوطن، تبين من الحالة الاولى ان مقاطع كاملة من احد مقالات النائب المنتمي الى التيار السلفي والمنافح الاكبر عن مكارم الاخلاق، قد اخذت من مقال فهمي هويدي، الكاتب الآخر في الجريدة نفسها، ومن مقال نشره الاخير بتاريخ 8 ــ 12 ــ 2004.
كما بيّن الموقع «نقلة كاملة» اخرى قام بها نائب الفضيلة السابق في مقال يوم 17 ــ 1 ــ 2005 من كتاب «مراجعات في الدعوة»، لعمر عبيد حسنة.
وفي مقال ثالث، قام النائب السابق بنقل فقرات طويلة حرفيا في مقال يوم 28 ــ 7 ــ 2001 من كتاب «التشريع الجنائي في الاسلام» لعبدالقادر عودة.
نترك قرار اعادة انتخاب السيد وليد الطبطبائي لعضوية مجلس الامة القادم لناخبي دائرته، ولسنا احدهم.
ملاحظة: شريط المقابلة ونصوص المقالات المشتبه بها موجودة لدينا لمن يرغب في الاطلاع او الحصول عليها.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سامي النصف

أخطاء فرق الدوري السياسي الكويتي

يحتاج الحكم القمعي الشمولي إلى قلوب قاسية وأجهزة أمنية قاهرة وأقبية سجون لا يعلم بها أحد، في المقابل من المستلزمات الضرورية للحكم الديموقراطي وجود مستودعات عقول – لا عقل واحد – ومفكرين ومنظّرين لدى الحكومات والكتل السياسية المختلفة، ومن يفتقد تلك الأساسيات يصبح اقرب لمن يدخل مونديال كأس العالم دون مدربين أو لاعبين ماهرين أو أحذية أو ملابس رياضية ويحلم مع ذلك بالفوز على الفرق الأخرى.

وبنظرة سريعة نجد أن هناك نقصا شديدا لدى الفرق أو الكتل المتبارية على الساحة المحلية في المدربين والمخططين واللاعبين الجيدين، مما تسبب في النهاية، وكما هو متوقع، في لعب سياسي دون المستوى ادى لوقف الدوري مرتين قبل انتهائه (صيف 2006 وربيع 2008) بعد أن تفرغ اللاعبون لضرب بعضهم البعض وهو ما جعل الجمهور يزهد فيما يجري أمامه ويطالب بوقف الدوري بشكل مؤقت أو دائم.

وإذا ما اتينا لفريق الحكومة وجدنا عدم تناسب بين الإمكانيات الضخمة التي يحوزها الفريق والنتائج المحققة، فأداؤه في لعبة الدوائر عام 2006 لم يكن مقنعا بالمرة وافقده عطف الجمهور مما جعل خصومه، بل حتى بعض مؤيديه، يتفرغون لضرب لاعبيه، مما ادى إلى خروج ما يقارب نصف الفريق خلال العامين الماضيين، وواضح ان استمرار الفريق في اللعب بنفس الأداء سيؤدي مستقبلا للمزيد من الخسائر.

وقد ادى التنظير والتفكير واللعب الخاطئ لدى كتلة «المستقلين»، متصدرة الدوري السياسي حتى صيف 2006، إلى التراجع السريع في مستوى الفريق حتى كاد يفلّ ويذهب كل لاعب منهم لحال سبيله أو يحاول البعض منهم الانضمام للفرق الأخرى، وأساء التطبيق السيئ لفكرة جميلة هي وجود تكتل يضم جميع البعيدين عن التكتلات «المؤدلجة» الأخرى.

وتسبب غياب التخطيط السليم في انقسام «الكتلة الإسلامية» وتلا ذلك تقهقرها المروع في نتائج التشاوريات التي كان يفترض الا تشارك فيها بعد تجريمها وأن تستبدلها، كما اقترح الزميل جاسم الشمري، بقائمة تضم مختلف القبائل والشرائح الاجتماعية في المناطق الخارجية كي تظهر إيمانها بالمبادئ والقوانين القائمة، وكانت ستصبح الفائزة أيا كانت النتائج.

وقد تسببت سلسلة من الأخطاء الاستراتيجية لفريق «التكتل الشعبي» في تقهقر مكانته ولربما تحوله من المنتصر الأكبر عام 2006 إلى الخاسر الأكبر عام 2008 فلم يستغل فوزه الكبير قبل عامين لضم المزيد من اللاعبين (النواب) حتى يمكن له تعويض من يسقط من لاعبيه (سقط اثنان) كما لم يخلق الآلية المناسبة التي تضمن العمل كفريق واحد.

ثم قام بعض لاعبيه بحركات استفزت جزءا من الجمهور، وبذا أصبح الفريق بين نارين: إن أبقى اللاعبين المعنيين خسر دعم الجمهور، وإن أبعدهم (وهو ما تم) أصبح بنصف قوته، يتبقى أن الدوري القادم قد يظهر نتائج غير مشجعة لذلك الفريق، خاصة أن الجمهور بشكل عام بات توّاقا للعب الهادئ الجميل المتواصل وكارها للعب المتأزم الذي يتسبب عادة في ايقاف الدوري!

وعانى «التحالف الوطنــي» كذلك من غياب الخطط المناسبــة للكسب والانفراد بالصــدارة فتم انتقاد اختيــار بعض لاعبيه وكان بإمكانه على سبيل المثال أن يشــكل في الدائرة الأولى فريقــا وطنيــا من الدرجة الأولى يضــم لاعبين محترفين أمثال د.عبدالمحسن المدعج ود.حسن جوهر ود.فاطمة العبدلي والأستاذ عبدالله الـرومـي وهو الرابـح بذلك العمل الرائع الذي يظهره وقـد قفز على التخندقات القبـلية والطائفية والعـائـلية وحتى الذكورية المعتادة وقدم للناخبين الواعين – وما أكثرهم – في تلك الدائرة تشكيـلة مستقبـليه تمثـل التوجـه الوطني الكويـتي بحق.

احمد الصراف

.. وتفضلوا بقبول فائق الشكر

يمكن القول إن مجلس الأمة القادم سيكون، لأسباب غاية في الأهمية والخطورة، مجلسا استثنائيا في تاريخ الكويت السياسي الحديث، وبالتالي من المهم جدا قيام المواطن بأداء واجبه الانتخابي بطريقة رشيدة وسليمة.
من الصعب على الناخبين، وأنا أحدهم، الإلمام الكامل بمدى كفاءة مرشحي المنطقة الانتخابية التي ينتمون اليها. كما ان قلة تعرف جيدا نقاط قوة وضعف هؤلاء المرشحين، وبالتالي من الضروري مساعدة بعضنا لبعض في اختيار أحسن من يمثلنا في المجلس النيابي القادم، أو على الأقل، أقلهم سوءا!!
وهنا، ككاتب عمود، أجد لزاما عليّ المساهمة في تسليط الضوء على العناصر التي أرى انها ستكون الأصلح لتمثيلنا، وأن مصير الوطن ومستقبل أبنائنا وأحفادنا سيكون بخير بين أيديهم.
على الرغم من ان للسياسة متطلباتها، فإن عضو مجلس الأمة يفترض به ان يتسم بقدر عال من الوضوح والشفافية والأمانة (!!). كما يفترض بنا ــ نحن الناخبين ــ ان نكون صادقين، معه ونبتعد عن تمني النجاح للجميع، فالقلة فقط هي التي ستفوز في نهاية الأمر، وهذا يعني ضرورة ابتعادنا عن ابداء المديح الفارغ او المغالاة في المجاملة، الأمر الذي قد يفيد الكثيرين، ويوفر وقتهم ومالهم!
نشر الزميل خالد العبيدي في جريدة «الشاهد» (23-4) مقالا تعلق بقرار مجلس الوزراء الصادر في 15-10-2006، الخاص بمنح «معاشات تقاعدية استثنائية» لعدد من نواب المجلس السابق!
من المعروف ان من يعطي يملك حق وقف ما أعطى في أي لحظة. والمنح بغير شرط سيف مصلت على رأس الممنوح له يمكن ان يشهره المانح ساعة شاء. وبالتالي لا يمكن فهم موقف النائب البرلماني الذي قبل من الحكومة مبلغ 2000 دينار شهريا كـ«عطية»، في الوقت الذي يتطلب منه الواجب مراقبة أعمال هذه الحكومة ومحاسبتها وحتى مساءلتها، إذا تطلب الأمر ذلك.
فهذه المعاشات الشهرية الضخمة، وبعد اعتياد النواب على ما توفره من رغد عيش لهم، يصعب عليهم توقف دفعها، وبالتالي يكونون عرضة للابتزاز الحكومي، وتصبح المسألة مدعاة أكثر للحيرة عندما نكتشف ان غالبية، ان لم يكن جميع، أولئك الذين وردت اسماؤهم في مقال الزميل العبيدي هم من غلاة المنتمين لأحزاب دينية سلفية أو من الحركة الدستورية!
لقد سبق ان طالبنا بالتوقف عن تمني النجاح للجميع، لاستحالة ذلك، ولمخالفته لطبيعة البشر اصلا. وهنا نحن لا نكتفي فقط بعدم تمني النجاح لهؤلاء النواب السابقين، بل نطالب من رشحوا أنفسهم بتفسير سكوتهم لأكثر من سنتين على قبض هذه العطايا الحكومية من دون وجه حق من المال العام (!!!) خاصة انهم كانوا في غالبيتهم من الذين سبق أن «طوشونا» بصلاحهم واستقامتهم وتدينهم!
وليتفضل ناخبو وناخبات المناطق التي ترشح فيها هؤلاء بقبول فائق الشكر والاحترام.

• ملاحظة ورد في مقال الأمس عن موضوع قضية «هاليبرتون» أن قرار حفظ القضية بصورة نهائية قد صدر عن مجلس الوزراء.. والصحيح أن قرار الحفظ صدر عن المحكمة المختصة بالنظر في القضية، وهي محكمة الوزراء.
نعتذر عن هذا اللبس ونشكر من لفت نظرنا إلى الخطأ.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

د. شفيق ناظم الغبرا

البرنامج الحكومي ومجلس الأمة الجديد!

مهما كانت النتائج المقبلة، سيكون هناك تشكيل حكومي جديد. ولكن يجب بالوقت نفسه أن يكون هناك مجال لإعطاء الحكومة فرصة لإثبات قدراتها وإمكانياتها. وبغض النظر عمن سيكون في سدة رئاسة الحكومية المقبلة (وإن كانت المؤشرات كلها تؤكد أن رئيس الحكومة سيكون الشيخ ناصر المحمد) إلا أن الأساس هو في المقدرة على فتح صفحة جديدة لديها عنوان رئيسي: إعطاء فرصة للحكومة للقيام بدورها، وإعطاء فرصة للحكومة للقيام بصنع التغيير في ظل برنامج سياسي وإداري وحكومي ملزم للحكومة على مدى الأعوام التالية. لهذا يجب أن يكون التفكير الحكومي الآن منصباً على تجميع فريق سياسي وإداري واقتصادي قادر على وضع الخطوط العريضة للبرنامج الحكومي الذي يجب أن يتم انتقاء الوزراء على أساسه. بمعنى آخر يجب أن يكون هناك تصور يجري بناؤه الآن بصورة جماعية يتحول إلى التوصيف الوظيفي لكل وزير ولكل مسؤول في الإدارات الحكومية على جميع المستويات. متابعة قراءة البرنامج الحكومي ومجلس الأمة الجديد!

احمد الصراف

هاليبرتون.. المشهد الأخير

ربما يكون المقال الذي كتبته قبل 4 سنوات تقريبا، والذي دافعت فيه عن الطريقة التي تصرف بها الجانب الكويتي في صفقة تزويد الجيش الاميركي بالمشتقات البترولية، ابان حرب تحرير العراق من حكم صدام، عن طريق شركة كي بي آر، الذراع التنفيذية لهاليبرتون العالمية، والتي سميت بعدها بقضية او فضيحة «هاليبرتون»، ربما يكون ذلك المقال الاكثر اثارة للجدل والاعتراض من الكثيرين، واذكر وقتها ان رجل الاعمال المعروف، الاخ فؤاد ثنيان، الذي التقيت به في ديوان «الهارون» في الضاحية، يوم كنت ارتادها، كان الوحيد الذي ايد وجهة نظري التي بينتها في المقال، وذكر امام رواد الديوان، ومنهم نواب ووزراء، أن «كي بي آر» قامت بالاتصال به، ليقوم بمهمة تزويد الاميركيين بالوقود الضروري لآلياتهم، لكنه رفض المخاطرة بشاحنات وقوده وزجها في اتون الفوضى التي كانت تعم العراق في تلك المرحلة بعد تزايد حوادث السلب والنهب والاعتداء على صهاريج الوقود وتفجيرها وقتل سائقيها، وقال ان جماعة «الحميضي والرومي» الذين حصلوا على الصفقة وحققوا من ورائها ارباحاً مجزية يستحقون الربح بجدارة، فحجم مخاطرتهم كانت مخيفة، وقد رهنوا مستقبلهم المالي بكامله لاتمام الصفقة بالطريقة المناسبة.
قرار مجلس الوزراء الاخير الذي تم فيه حفظ البلاغ المقدم من وزير النفط محمد العليم ضد الشيخ احمد الفهد، وزير الطاقة السابق، في ما يتعلق بدوره في قضية «هاليبرتون» لا اعتبره مؤيدا لوجهة نظري، او متعارضا معها! فقد كان للسياسة وصراع مراكز القوى دور في تقديم البلاغ ضد الوزير السابق، ودور في صدور قرار مجلس الوزراء بالحفظ.
اما ما كتبته عن الصفقة وقتها، فقد كان من واقع تجربتي الشخصية ومعايشتي لها يوما بيوم بحكم الصداقة التي كانت، ولا تزال تربطني باحد اطراف العقد.
فلم يكن لي وقتها ولا اليوم اي مصلحة مادية او معنوية من وراء الموضوع برمته، وسبق ان تحدثت مع رئيس لجنة التحقيق البرلمانية وقتها، النائب السابق والمميز الاخ علي الراشد، الذي نتمنى عودته بقوة الى المجلس النيابي، والذي التقيت به في مناسبة اجتماعية، وشرحت له ما اعرف عن القضية وابديت استعدادي للمثول امام لجنته للادلاء باقوالي!
يمكنني القول ان ما اثير حول قضية هاليبرتون يعود في جزء منه الى «الحسد الكويتي» المعروف، والى تصفية حسابات سياسية مع الوزير السابق احمد الفهد، كما يمكنني الجزم بأن اصحاب الصفقة خاطروا بالكثير وقتها، وكان لهم قصب السبق، فصحتين على قلبهم، اما عن حقيقة دور الوزير السابق الشيخ احمد الفهد، فلا اعلم عنه شيئاً!

أحمد الصراف
[email protected]

سعيد محمد سعيد

ألف مبروك لشعب البحرين!

 

كان يوم الخميس الماضي، يوما من أروع الأيام التي عاشتها البلد، لا بالنسبة إلى كل شعب البحرين، بل لفئات سياسية ودينية وبرلمانية وأذناب تتبعهم وأشياع تشايعهم، إذ كان ذلك اليوم وسيكون واحدا من الأيام التي ستؤرخ بماء الذهب كشفا لحقيقة النوايا والمواقف والعلاقات بين أطراف بعينها، لم تخرج مع شديد الأسف عن نوايا الحقد والاقتتال الخفي والتفتيت الطائفي والقادم… الله يستر من القادم!

كان يوما فيه رايات النصر ارتفعت، واستهلت وجوه وابتسمت، واكفهرت أخرى وضجرت، فبان للقاصي والداني ما كان ظاهرا أصلا وازداد بروزا وتألقا… هي ذلك الوجه الحقيقي للسلطة التشريعية في البحرين، ذات النفس الطائفي حينا، والصبياني حينا آخر، واللامسئول في أحيان أخرى، حتى كان سقوط كتلة «الوفاق» في استجواب وزير شئون مجلس الوزراء الشيخ أحمد بن عطية الله سقوطا مدويا سقطت معه طائفة كبيرة، وكان انتصار الشيخ انتصارا مظفرا ارتفعت فيه راية طائفة أخرى، لتظهر حقيقة موجعة من خلال عناوين الصحف والقبلات والاحتفالات والاستفزازات وهي: لا عهد لنا صراحة، بالديمقراطية مع شديد الأسف… فهي ليست لنا ونحن لسنا لها، إنما نحن قوم أردنا أن نمثل الديمقراطية، وعمر التطبع… عمره، لا يغلب الطبع، ولن يغلبه.

عموما، هي بشارات خير وبركة لشعب البحرين، الذي ما كان، في غالبيته العظمى، منساقا وراء الخطوط والتيارات والمسارات بشتى أنواعها، التي أفرزت المجتمع فرزا طائفيا ستكون الدولة مسئولة عنه، وسيكون كل نائب مسئولا عنه، وسيكون كل من كتب سطرا في الظلام مسئولا عنه… أقول إن الغالبية العظمى من شعب البحرين، لم تكن لتنتظر خيرا من استجواب مضى وآخر قادم، قدر انتظارها أن تنتهي تلك الاستجوابات والسلام، فهم، وإن كانوا، وأنا معهم، ندرك أهمية تصحيح أخطاء الماضي، وتحديد المواقع والوقائع التي أصابت البلد بمقتل، أو بمرض عضال سيكبر ويكبر يوما بعد يوم لتتأثر ديموغرافيا البلد ويتأثر نسيجها الاجتماعي ويتأثر اقتصادها وتعليمها وإنتاجها ومستقبلها… على رغم أننا نعلم كل ذلك، لكن ما نعلمه بدرجة أكثر دقة، هي تلك الاصطفافات الطائفية التي لم ولن يمكن أن تكون شكلا من أشكال الممارسة الديمقراطية في مجتمع يفخر بأنه الأول في كل شيء: الأول في التعليم… الأول في نسبة المثقفين… الأول على مستوى التاريخ والحضارة والمستقبل… الأول على مستوى الجودة… الأول على مستوى رعاية الفئات الاجتماعية… الأول على مستوى التنمية الاجتماعية… والأول أيضا على مستوى الفنون والمهارات الطائفية.

غالبية شعب البحرين الذي أردنا له أن يفرح ويشارك في يوم الانتصار العظيم بكل فخر واعتزاز، من قبل الطائفة السنية الكريمة، ويقدم التعازي وعبارات «الهارد لك مرة ثانية وتحطه في الثمانية» للطائفة الشيعية الكريمة… غالبيتهم لم يفرح، وإن حاول البعض من الفريق الأول أن يغصب خلق الله على الفرح فلم يظفر، وحاول البعض من الفريق الثاني أن يجبر الناس على تحويل الهزيمة إلى انتصار، فلم يظفر أيضا… لأن الناس يا جماعة، شبعت من الفتنة الطائفية بكل أشكالها وألوانها، حتى وجدتها «منتنة»، واقتنع الآلاف من أهل البلد بأن الأصلح والأبقى أن يظل الناس في صفاء نفس مع بعضهم بعضا، لا أن يسير المجتمع وفقا لبوصلة التيار الذي يقوده… مل الناس، وسئموا هذه الأوضاع، وهم يعيشون كل يوم في جوع… نعم جوع! هل منا من لم يدرك معنى هذه المفردة بعد؟

غالبية شعب البحرين، ليسوا مكترثين للصوص والحرامية والمفسدين في الوطن، ولم يعودوا يكترثون لمن شمر عن ساعديه معلنا الحرب على من يعبث بأمن البلد ومال البلد واستقرار البلد، لكنهم ينتظرون أن تنتهي كل هذه المسرحيات، ولعل الطريق قد بدأ في الوضوح… لعلهم ولعلنا اليوم، ننتظر بفارغ الصبر أن ينتهي استجواب وزير شئون البلديات والزراعة منصور بن رجب، منتصرا مظفرا معززا مكرما (تحقيقا للتوازن المفروض الذي تعرفونه) حتى تبدأ الحكومة في إعادة النظر… كل النظر في أوضاعنا كمواطنين: «نبغي سكن، نبغي فلوس ورواتب مجزية… نبغي أدوية أسعارها معقولة… نبغي تعليم متطور… نبغي ندحر الغلاء الفاحش… نبغي نسمم الطائفية ونفتك… نبغي أحد يؤدب المتنفذين بالقانون… نبغي نعيش… والله العظيم نبغي نعيش»!