محمد الوشيحي

حملة عن حملة… تفرق

يتباكى الأصدقاء على اختفاء الفقع (الكمأ باللغة العربية) من أراضي الكويت، بينما يتباكى محدثكم على اختفاء الجمال بين صبايا الكويت… لدينا فائض من القبح و «الجكر» منتشر بين النساء والصبايا بكميات جاهزة للتصدير للدول الشقيقة والصديقة وإغراق أسواقها، اللهم زد وبارك. هذا الفائض أدى إلى تضخم في أعداد المنقبات غير المتدينات، جزاهن الله خير الجزاء على جميلهن الذي لن ينساه الشباب بعدما أضحى الحجاب غير كافٍ لمعالجة تدهور الأوضاع، عليّ الطلاق لم يعد الحجاب يكفي، ولا بد من النقاب وبسرعة، اليوم قبل الغد.
ولو كنت مكان الحكومة، لدعمت أسعار النقاب، ولقمت بحملة إعلامية تحذر الصبايا من خطورة خروجهن سافرات واعتباره شروعا في قتل الأنفس البريئة… على الأقل، سيستفيد قطاع عريض من الشعب من هذه الحملة التي لن تكلف الميزانية العامة للدولة مبالغ طائلة، لا كحملة مؤسسة البترول التي تنوي إطلاقها بهدف «تحسين سمعة القطاع النفطي»، وكأن القطاع النفطي يخرج من «بار» ليدخل في مرقص، ولم يفلح أبوه في تزويجه لسوء سمعته! هي محاولة سافرة غير منقبة لضحك تجاوز الذقون ووصل إلى الحجاب الحاجز والرئتين، إذ أتوقع أن تتم ترسية الحملة على إحدى الشركات الإعلامية «الصديقة»، وهات يا سحب أموال.
بالطبع، لن أقول لقياديي المؤسسة بأن تحسين سمعة القطاع النفطي لا يحتاج سوى صرف الأموال في الأوجه الصحيحة، كالحرص على تطوير أداء الموظفين عبر ابتعاثهم لدورات عالمية، وصيانة المعدات والأجهزة، واختيار الكفاءات، الخ، الخ، من الجمل الفارغة، بل سأقول لهم أو سأرجوهم بألا تتجاوز كلفة الحملة العشرة ملايين دينارا. يعني خذوا خمسة ملايين «قزروا فيها» هاليومين وبعدين نتفاهم.
صحيح أننا قرأنا على سمعة القطاع النفطي الفاتحة منذ سنين، لكن سمعته لم تسؤ لأنه يتعاطى المخدرات أو يجالس الراقصات، وإنما ساءت بسبب سوء أداء غالبية القياديين الذين لو كان الأمر بيدهم لقاموا بحملات تطهير عرقي للموظفين الكويتيين في القطاع، ولاستبدلوهم بالوافدين العرب والأجانب، كي تسهل عمليات «هات وخذ»! قال لك ايه،  قال لك وبكل براءة: «حملة لتحسين سمعة القطاع النفطي»… سنتابع هذه المسرحية الفكاهية فصلا فصلا ومشهدا مشهدا لنرى كم لترا ستسحب من دماء هذا البلد المسكين.
ولعل هذه الحملة الجميلة تجيب على تساؤلات البعض عن تهالك مرافق مؤسسات ووزارات الدولة رغم ضخامة ميزانياتها، طبعا بالإضافة إلى «بعزقة» الأموال على اللجان التي تضم القياديين، وعلى رحلاتهم الخارجية، وحملاتهم الإعلامية… واللي معاه قرش ومحيره، يتشري مشروع «حملة تحسين سمعة» ويطيره.

 

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *