سعيد محمد سعيد

لا خير في «حياة»… ليس فيها اسم حسين!

 

سيدي أبا عبدالله…

أشهد الله جل وعلا وأنا أقف بين يديه، أنني لا أعبدك ولا أعبد قبرك أو تربتك، ولكنني أعشقك عشقا لا حد له، وأهيم في رياضك بجنون لا مثيل له… لا أعبدك سيدي، فأنا عبد الله وحده، فأنت الذي سفكت دماك الطاهرة ودماء كواكب الأرض كلها في يوم العاشر من المحرم العام 61 للهجرة من أجل إعلاء كلمة لا إله الا الله محمدا رسول الله…

وقدمت الدماء الطاهرة قربانا قدسيا، لكي يعبد الناس الله وحده لا شريك له.

سيدي أبا عبدالله…

لا خير في حياة ليس فيها اسمك… ولا خير في دين لا يعرفك، ولا خير في عبادة لا تمتثل لأوامر الله ورسوله: «قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى»… وأنت سيدي «قربى».. وأنت سيدي الذي يحبك الله… شهادة على لسان الحبيب المصطفى: «حسين مني وأنا من حسين… أحب الله من أحب حسينا».

سيدي أبا عبدالله…

وقفت الدنيا كلها، وستقف في هذه الأيام وكلها شوق وأمل ورغبة في أن تنحني!

يقف أهل الدنيا كلهم… ممن عرفك حق معرفتك، في شرق الأرض وغربها، شمالها وجنوبها… يقفون من أجل أن ينحنوا لك إكبارا وإجلالا وتقديسا… ينحنون بين يديك، لأنك من علمهم ألا ينحنوا لسلطان جائر مستحل لحرم الله… وألا يكونوا… إن لم يكونوا يخافون الميعاد، وليس لهم دين… إلا أحرارا في دنياهم.

سيدي أبا عبدالله… إنك لم تخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا، بل خرجت تريد الإصلاح في أمة جدك… تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر… وها أنت سيدي في ضمير الإنسانية منذ ذلك اليوم الذي قلت فيه هذه العبارة وأنت تشد الرحال من مكة المكرمة إلى كربلاء رمز الإصلاح وأسد الإنسانية ومثال كل شيء جميل رائع.

أكتب هذه الرسالة سيدي والعالم يستقبل العام الهجري الجديد كما هو في كل عام… مستبسلا ببسالتك، كريما بكرمك… طاهرا بطهارتك… شجاعا بشجاعتك… مجيدا بمجدك… لكنه لن يكون أبدا وحيدا كوحدتك… غريبا كغربتك… مظلوما كظلامتك… لقد أنرت يا سيدي بدماك الطريق للسائرين على دين جدك محمد بن عبدالله (ص)، ورفعت رأس الأمة عاليا، وعلمتها أن ترفض الظلم والجور… كما هو رأسك مرفوع على رمح رفيع… وهو يتلو القرآن… لأنك يا سيدي، نور الكتاب الرافض للظلم والجور والكفر…

سيدي أبا عبدالله…

لايزال أبناء بن ذي الجوشن وابن ربعي وابن الأشعث وحرامل الدنيا كلها، وآباء الحتوف بلا استثناء، ومعهم الآلاف من هوازن وكنده، وقبائل وأفخاذ وأحقاد… تبحث عمن يأتيك مجيبا: «هل من ناصر ينصرنا»! فيسفكون دماءهم وينحرون رؤوسهم… ولايزال الآلاف من أبناء بن مظاهر والقين والصائدي والبجلي، وأصحاب الكفوف العباسية والهامات الأكبرية والصدور القاسمية، ومعهم نساء العطاء الفاطمي والصمود الزينبي، يواجهون السيوف والخيول الأعوجية، لأنهم يعلمون أنك لم تمت، ولم يمت أولئك الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم…

سيدي حسين، مات السيف، ولم يمت نحرك… فعليك منا جميعا السلام

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *