هناك 3 سيناريوهات لما هو مقبل من أحداث ومواجهات محتملة بين الولايات المتحدة وإيران، وأعتقد شخصيا ان جميعها يدل على ان الخاسر الاكبر فيما قد يحدث هو أميركا، ومن ثم علينا كحلفاء وأصدقاء لها ان نطالبها بحل اشكالها مع ايران عبر الطرق السلمية والوسائل الديبلوماسية ومنهاجية الغرف المغلقة بعيدا عن التهديد والوعيد المتبادل.
السيناريو الأول هو بقاء الأمور ساخنة دون نزاع مسلح رغم التهديدات والتصريحات الغربية اليومية، وخسارة أميركا واضحة في هذا السيناريو كونه سيضعف من هيبتها في العالم ويظهرها كنمر من ورق خاصة أمام أعداء تقليديين مثل كوريا الشمالية وكوبا وحتى روسيا ممن يعتقدون ان المستنقع العراقي جعل الرأي العام الاميركي وممثليه في الكونغرس يرفضون تورط أميركا في حرب أخرى.
السيناريو الثاني حدوث ضربة عسكرية «جراحية» لأماكن محددة في ايران لا تخلق أي اهتزازات أو أضرار بنظام الحكم في طهران ومن ثم سيظهر بمظهر المنتصر خاصة عند قياس فارق القوى العسكرية والمادية والبشرية بين البلدين، وسيتم استغلال ذلك الانتصار لتلعب إيران دورا أكبر في المنطقة، وبالتالي خسارة أميركا في المحصلة النهائية لمثل تلك المواجهة، وقد يكون هذا السيناريو هو الاكثر احتمالا كونه الاقل ضررا على أميركا من السيناريوهين الآخرين.
السيناريو الثالث هو ضربة أميركية – ولربما بمساعدة اسرائيلية – كاسحة تستخدم بها احدث الاسلحة والقذائف المدمرة على مدى زمني أطول بشكل يهز صورة النظام في طهران ويضعف قبضته على الاطراف ما يمهد لخلق حالة أشبه بعراق ثان ستستغلها القاعدة وغيرها من منظمات ارهابية لاختراق ايران من الشرق والغرب، ومن ثم تخسر اميركا ضمن هذا السيناريو كونها ساعدت على خلق أكثر من قاعدة لتنظيم القاعدة عدوها الاول.
تتبقى قضيتان على هامش الحدث، الاولى هي ان عملية «الخداع الاستراتيجي» تتطلب الكثير من التحركات والتصريحات التي نراها ونسمعها ترسيخا لخديعة تكرار صيحة «الذئب، الذئب» أو «الحرب، الحرب» حتى يطمئن الخصم فتأتيه الحرب على حين غرة وقد حدث مثل هذا الامر مع العراق في الفترة الممتدة من 91 حتى 2003، القضية الثانية وهي الأهم هل نحن في الكويت مستعدون لاحتمالات نشوب مثل تلك الحرب وتداعياتها أم أن صراعاتنا الداخلية ستشغلنا – مرة أخرى – عن الاخطار المحيطة بنا؟!
آخر محطة:
قام الزميل محمد الحسيني بعمل مقارنة معلوماتية جميلة ضمن زاويته الشائقة «مواجهات يشهد عليها التاريخ» بين القائدين تشرشل وهتلر الذي يعتبر أخطر رجل عرفه التاريخ كونه تسبب في حرب عالمية راح ضحيتها 50 مليون انسان، بودي أن أشير في هذا السياق الى ما كتبه تشرشل في مذكراته من كلام خطير عن هتلر، وكيف تم السكوت عن تسلحه تحت سمع وبصر الدول الحليفة المنتدبة على ألمانيا حتى فاق بقوته قواتها مجتمعة، يقال ان دول العالم الثالث تشتهر بالاهمال في اداء أعمالها! على الاقل اهمالها لا يكلف الانسانية 50 مليون ضحية!