عاصفة انحدار أو انهيار أسعار النفط الكارثية هي أشبه بعاصفة مزمجرة ألقت بجمع من الناس إلى البحر الهائج، منهم الروسي والخليجي والإيراني والنيجيري… إلخ، والإشكال الحقيقي ليس في السقوط في البحر، بل في كيفية الخروج إلى شاطئ الأمان، حيث إن قدرات من سقطوا تتباين بشدة.
***
فمن استغل سنوات الرخاء التي قاربت على 15 عاما للاعداد للسنوات العجاف القادمة بتنويع مصادر دخله عبر التركيز على الصناعة والزراعة والسياحة والاستثمار وقطاع الخدمات وبيع النفط كمشتقات لا كمادة خام، هو أقرب للسباحة والوصول سريعا الى الشاطئ، كحال الشاب الرياضي النشط الذي قد يتعبه الموج المتلاطم، إلا أن إجادته العوم بشكل مسبق ولياقته البدنية التي نماها عبر السنين كفيلتان بنجاته.
***
في المقابل، أسوأ ما يمكن ان يحدث لبعض من أسقطتهم العاصفة في البحر أنهم لا يعون خطورة ما يحدث وأن هناك مخاطر حقيقية على كينونتهم وحياتهم، فيكتفون برفع الشعارات دون فحوى أو عمل أو مضمون، أو أن يعتقدوا ان الوقت مناسب لبدء أخذ دروس «تعلم السباحة» بعد ان ضيعوا السنوات الطوال في عدم التحوط للمخاطر فترهلت الأبدان كما ترهلت البلدان.
***
آخر محطة: أحد الأمور المهمة التي تساعد من سقط في البحر على الخروج منه سالما هو أن يكون قد استثمر خلال السنوات الماضية في قطاعه الشبابي فمنحهم التعليم النوعي الممتاز والرعاية الصحية الجيدة فأصبحوا قادرين على إنقاذه.. قبل أن يغوص إلى الأعماق.