شاهدت فيلماً عربياً قديماً بالأبيض والأسود من بطولة فنان الشعب وعميد المسرح العربي الراحل يوسف وهبي وسامية جمال وشكري سرحان، لا أتذكر اسمه حالياً.
يقوم فيه يوسف وهبي بدور زعيم عصابة لتهريب الماس والأموال بين القاهرة وبيروت خلال فترة الحكم الناصري والمرحلة الاشتراكية، وما يهمنا هنا اليوم هو نهاية الفيلم إذ يظهر «زعيم العصابة» وهو داخل طائرة ركاب يستعد للهروب من مصر إلى أوروبا بعد أن كشفت السلطات أمره، فيشاهد الشرطة وسياراتها وهي تقترب من الطائرة، ثم منظر العساكر وهم يدخلون إليه، ولأنه لا يريد أن يقضي بقية حياته في السجن، فقد أخرج مسدسا من جيبه وصوبه نحو قلبه وأطلق رصاصة، فيموت.. وينتهي الفيلم !
ما لفت انتباهي ومن المؤكد أنه لفت انتباهكم أيضاً وأنتم تقرؤون هذا المقال وتلك التفاصيل وأنتم على متن رحلة جوية تابعة لطيران الإمارات الجميل مثلاً، هو مسألة دخول راكب إلى الطائرة ومعه مسدس، والذي يدل على سهولة الإجراءات الأمنية قبل حوالي نصف قرن في المطارات وليس مثل ما نشاهده الآن !
في مطار لندن العام الماضي، أخذ مني مفتش الجمارك وقبل الصعود إلى الطائرة المتجهة إلى فرانكفورت، «قاطعة السيجار الكوبي»، التي عثر عليها في حقيبتي اليدوية وقال إنها «آلة خطرة ممكن أن تتحول إلى سلاح» مع أن الشفرة الموجودة بداخلها لقطع رأس السيجار لا يزيد حجمها عن حجم ظفر إصبع «السبابة».
وقبل أيام أبلغني أحد الأصدقاء أن إحدى شركات الطيران منعته من ركوب الطائرة لأنه يحمل «واير ـ شحن» جهاز الكمبيوتر المحمول «اللاب توب» والشاحن الخاص بهاتفه النقال، وأن هذه الأشياء يجب أن توضع في حقيبة الملابس الكبيرة، فلما أبدى استعداده لأن يفعل ذلك على الفور قيل له إن مخزن الطائرة قد أغلق استعداداً للإقلاع، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعاد فتحه حتى يستخرج حقيبته ويدس بداخلها أغراضه! ما هو الحل إذن ؟! قالوا له.. «أتركها معنا، وسوف نضعها في الأمانات، ثم نرسلها إليك في الرحلة القادمة»! أي أن عليه استخدام «اللاب توب» والنقال بلا شحن حتى موعد الطائرة الثانية !
بدأت استخدم أسناني الأمامية، مثل الفأر، في قضم رأس السيجار قبل إشعاله، خاصة أنه لا يشتعل ما لم يتم قضمه، ووضع القطاع المعدني في حقيبة الملابس الكبيرة الموجودة في الشحن حتى لا أتعرض للتأخير في المطارات، ونصيحتي لكم باتباع وإطاعة كل الأوامر والإرشادات في السفر لكي تنعموا برحلة ممتعة !