جسدت شخصية الإسكافي التي لعب دورها الممثل الكويتي عبدالحسين عبدالرضا في مسلسله ” زمان الإسكافي ” والتي تمثلت في اختطاف الوالي أبو شجاع وإحلال شبيهه معروف الإسكافي محله وتنفيذه لكل مطالب مختطفي الوالي من الوزراء والقادة الذين استطاعوا أن ينفذوا خطتهم الشيطانية بإتقان بالغ ويتحكموا في مقدرات هذه الولاية .
هذه الشخصية جسدت للأسف واقع حال بعض وزرائنا ورؤساء الهيئات والمؤسسات في الدولة ، ولكن الذي اختلف عن هذه القصة أنهم ليسوا مختطفون جسدياً وإنما مختطفون في الشخصية والهيبة !!
فليسوا وزراء ولا رؤساء ولا مدراء إلا بالإسم والتوقيع ، بينما واقع الحال يقول بأسى أن من يديرون هذه الوزارات أو المؤسسات أو الهيئات هم من يشكلون طوقاً عليه من المسئولين المقربين حول سعادتهم !!
فأصبحت القرارات ” تُفصّلُ ” على حسب أهواء هؤلاء المسئولين ووفق مصالحهم ومصالح من يعزّ عليهم حتى لو كانت تلك القرارات تنافي اللوائح والقوانين في تلك الوزارة أو المؤسسة أو الهيئة !!
والأدهى والأمر أنهم يصورون الحال بأنه أفضل ما يكون أمام منهم أعلى منهم سلطة كرئيس مجلس الوزراء أو نوابه ، بينما الحال أسوأ بكثير مما يتوقعه من هم خارج حدود هذه الوزارة أو الهيئة أو المؤسسة ، وقد يكون موظفي هذه الجهات هم أكثر من اكتوى بنار اختطاف هيبة وشخصية سعادة الوزير أو الرئيس !!
والغريب في الأمر أن عمر هذا الوزير أو الرئيس يطول في هذه الوزارة أو الهيئة وإن كان هناك متابعة ومحاسبة له فإنها لا تكون إلا بعد سنوات عجاف طوال يكون الموظف فيها والمواطن المستفيد من خدماتهم هو المتضرر الرئيسي في المقام الأول والأخير ، وإن كتب الله الخير لهذه الوزارة أو الهيئة قيّض لها من يخافه ويتّقيه ولكن مهمته ستكون شاقة جداً لأن سلفه أقام وزارته أو هيئته العميقة وخلّف وراءه بيوت عناكب من الصعب إزالتها أو القضاء عليها !!
نحتاج لثورة بدواخلنا ترفض كل ممارسات الفساد وما يتبعها من أساليب جلب المصالح لأفراد بأي طرق كانت وفي غياب المحاسب المسئول ، ولا نسمح بمرور أي قرارات ” إسكافية ” من شأنها أن تدر المصالح لأطراف على حساب قيم ومبادئ ترتكز عليها دولتنا الفتية .
فاصلة أخيرة
لا يغرنّكم أي رجل يستلم مهام مسئوليته الكبيرة ، فكثيرون هم الذين تتغيّر مبادئهم بمجرد استلامهم لمناصبهم ومسئولياتهم ، إنه حب الذات والأنانية التي لا تعرف إلا مصلحتها وإن كانت على حساب الضعفاء والمساكين !!