يخطئ من يظن ان دول الخليج قد حققت انتصارا بوقف اطلاق النار وبدء عملية إعادة الامل التي ستضمن استئناف العملية السياسية حسب قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 والمبادرة الخليجية من اجل انقاذ اليمن من عملية الاستيلاء بالقوة التي قام بها انصار الرئيس السابق علي صالح والحوثيون ومن وراءهم.
هنالك مسؤوليات جديدة تقع علينا في الخليج من اهمها سياسة اعادة النظر في علاقتنا مع الدول والاحزاب والحركات السياسية التي اتخذت مواقف سلبية من الخليج وشعوبه واتهامنا بأن لدينا طموحات سياسية في اليمن.
علينا ان نثبت لدول العالم والمثقفين العرب واحزابهم وحركاتهم السياسية المؤيدة لولاية الفقيه والطائفيين من العرب أننا لا نملك مطامع سياسية في اليمن وكل ما نريده هو امنه واستقراره واعادة اعماره حتى ينعم هذا الشعب الشقيق بنعمة الرخاء الاقتصادي والازدهار واخراجه من حالة التخلف الحضاري.
مطلوب منا شن حملة سياسية واعلامية ضد من يروجون للغوغائية وتحشيد الشارع العربي بالشعارات الدينية والقومية والمذهبية ومن يتاجر بالعروبة والدين من اجل تحقيق مصالح حزبية ضيقة، علينا كعرب في الخليج التركيز على المساعدات الانسانية للاشقاء في اليمن خصوصا الذين يعيشون تحت حزام الفقر ويقدر عددهم ما بين 6 و7 ملايين يمني يعيشون ظروفاً اقتصادية صعبة لقد قدمت دول الخليج مساعدات ضخمة للشعب اليمني لكنها استغلت من قبل السياسيين اليمنيين الفاسدين ولم تصل للشعب المنكوب.
علينا ان نبين لدول العالم وكل المعارضين لدول الخليج ماذا قدم العرب لليمن وماذا قدم الايرانيون لمساعدة الضعفاء من شعب اليمن سوى اسلحة الحرب والدمار التي زادت من وتيرة الحرب الاهلية في اليمن.
على دول الخليج ان تفخر بأنها حصلت على دعم الدول العظمى في مجلس الامن وعلى رأسها الولايات المتحدة التي سارعت بارسال حاملة الطائرات تيودور روزفلت للانضمام الى تسع سفن اخرى لاعتراض اي سفينة ايرانية او غيرها تحمل اسلحة للحوثيين وعلي صالح في اليمن.
لقد كشفت الاحداث عن ان طهران تريد تكريس حالة عدم الاستقرار والاقتتال في المنطقة العربية لذلك على اخوتنا الشيعة المعادون للغرب والعروبة ان يعوا بان ليس من مصلحتهم ولا مصلحة بلدانهم وشعوبهم معاداة دول الخليج والعرب ككل فهم مواطنون واشقاء يعيشون في كل من العراق وسورية ولبنان ودول الخليج واليمن..وعليهم ان يفكروا مليا هل تستطيعون انتم وبلدانكم معاداة دول الخليج التي يعمل فيها مئات الآلاف مع عائلاتهم ويبعثون الملايين من الدولارات لاهاليهم واوطانهم.
واخيرا على دول الخليج العربية تحصين نفسها من الداخل من خلال تعزيز وحدتها الوطنية ودمج جميع فئات المجتمع في بوتقة الولاء للدولة خصوصا الاقليات من الشعب وألا نلجأ الى اسلوب اقصاء اي فئة من الشعب بسبب دينها او مذهبها او انتمائها القومي ولا نقوم بتهميش احد ونتركهم فريسة يستغلها من يريد العبث ببلداننا وخلق الفتنة الطائفية البغيضة.