اشترت شركة شل النفطية العملاقة شركة «بي. جي» (بريتش غاز) بــ 70 مليار دولار في الأسبوع الماضي، مباشرة من بعد انخفاض أسعار النفط بأكثر من %50 منذ نوفمبر الماضي. وهذا ما كان متوقعا من الشركات النفطية العملاقة، نظراً إلى انخفاض قيمة أسعار أسهم شركات الطاقة عالميا. وهو الوقت المناسب لهذه الشركات النفطية العملاقة بتحقيق أهدافها الاستراتيجية بجرة قلم، طالما تمتلك التدفقات النقدية، بدلا من تحقيقها في خلال السنوات الــ 5 أو الــ 10 المقبلة.
وبهذا، تكون «شل» قد قفزت الى المركز الثاني من حيث القيمة السوقية مباشرة بعد شركة أكسون موبيل. وكنا في الوقت نفسه قد توقعنا أن تكون شركة «بي بي» البريطانية هي المرشحة للابتلاع من طرف شركة أكسون موبيل، لتسود وتنفرد وتتمركز كأكبر شركة للطاقة في العالم.
واستحواذ «شل» على لشركة «بي. جي» هو محصلة نهائية لها بزيادة احتياطياتها المؤكدة من النفط والغاز بنسبة %25 في اقل من 24 ساعة، لكي تكمل مشوارها وطموحاتها في صلب مجالها، خاصة حيث فشلت في الآونة الأخيرة ـــ كبقية شركات الطاقة ـــ في زيادة موجوداتها من النفط والغاز، لصعوبة وجود الفرص الاستثمارية.
وبهذه الصفقة، قد تمركزت شركة شل الهولندية ـــ البريطانية في مجال أنشطة المياه العميقة والغاز المتكامل في العالم، في البرازيل، وفي أستراليا، وكأكبر مستثمر أجنبي، وأكبر مورد للغاز الطبيعي المسال في الصين. بالإضافة الى مشاريع تقدر بمليارات الدولارات في كازاخستان ومصر، وشرق أفريقيا. وقد استغلت «شل» من هبوط قيمة اسهم «بي جي» بحوالي %28. وكان من الصعب على ملاك الشركة الغازية تحقيق مكاسب او عوائد مالية لحملة الأسهم في السنوات المقبلة. وترتبط الشركتان بعلاقة شخصية مميزة بين الرؤساء التنفيذيين، حيث كانوا يعملون معا، ولتقارب ثقافة الشركتين، ادى الى الإسراع في تحقيق الصفقة وتوقيعها.
وآمال شركة شل متوقفة على انه مع نهاية عام 2018 تصل اسعار النفط الى 90 دولارا، لتبدأ الشركة في تحقيق أرباح مناسبة على الصفقة الحالية.
والسؤال المطروح حاليا، وفي الأسواق النفطية: متى؟ وما الشركة النفطية العملاقة التالية التي ستقوم بصفقة مليارية، كي تحقق استراتيجياتها وأهدافها «بجرة قلم»؟!