منذ فترة من الزمن ونحن نعيش كما اغلب ابناء الشعب الكويتي بين “معارضة اقصائية” ترمي التهم ضد كل من لا يسير وفق هواها ولا يهمها الا نفسها ، وبين حكومة “لا يرجى منها خير ومجلس أمة رغم كم الانجازات التي انجزها الا انه مغيب ومنصهر بالحكومة الا القليل من النواب الذين يدفعون للسير بالانجاه الصحيح .
نعيش بهذا الوضع ونتحسر لما وصلنا اليه من وضع مأساوي وتخبط واضح و تراجع مستمر في كل الميادين الديمقراطية و العمرانية والخدماتية … الخ ، بعد ان كنا مثالاً يحتذى به (بين دول الخليج بل والدول العربية ) بالديمقراطية والتطور وكنا مضرباً للمثل .
فعلى المستوى التعليمي نرى كيف ان مناهجنا العلمية اقصائية و متخلفه و مخرجاتنا العلمية ليست بالمستوى المطلوب ، وفي المستوى الطبي فمستشفياتنا (حدث ولا حرج) من سوء ادارة وتردي الخدمات وكثرة المباني المتهالكة واما على المستوى الرياضي فلا انديتنا بمستوى طموح الشباب ولا اتحادنا قادر على قيادة المنتخب لتحقيق الانجازات .
ولونظرنا الى قضية الاسكان و الانتظار الطويل للحصول على منزل حكومي ليرتاح المواطن من اعباء الايجارات المرتفعة بجنون ( لان المواطن البسيط لا يمكن ان يشتري بيت لغلاء الاسعار) ، ولو اردنا ان ننظر لأي قضية او وزارة فسنرى انفسنا نغرق في وحول الفشل والتخلف والانحدار ، كل هذا بجعلنا نفكر لماذا وصلنا لهذا المستوى والى اين سنصل .
وهناك عدة اسباب اوصلتنا لهذا الوضع ، منها عدم اهتمام الحكومة بالمواطن والفساد المستشري في وزاراتها واقصاء كل مميز وناجح من المناصب العليا ، وبسبب وجود تجار الجشع الذين نهبوا الكويت بحجة الاستثمار ، واخيراً وهو الاهم اغفال المواطن عن دورة في مراقبة ومحاسبة الجهات المعنية واهتمامه بتوافه الامور .
فهنا ولمواجهة كل هذا الكم من التخبط والتراجع يجب على الشعب ان ينهض لتصحيح المسار بطريقة حضارية ، لا كما تدعو له ( معارضة الخيبة) بل بالنهوض برؤية جديدة تساهم في تطوير البلد وعودتها كسابق عهدها ، وعليه ان يمارس دورة بالضغط على الحكومة والمجلس كي يحققوا طموحه ويصححوا ما افسده الزمن من خلال خطة واضحة و رؤية شاملة تساهم في رفع الكويت من هذا المستنقع ، وان يعي كل مواطن ان الحلول بيده رغم صعوبة الوضع والخيارات .
فلو ان كل مواطن قام بدورة وفق القانون و الدستور وحمل هم بلدة لما وصلنا لهذا المستوى ولتطورنا عما كنا عليه سابقاً فلا ننسى انه (كما تكونوا يولى عليكم ) .