ضحكت حركة الإخوان قبل بضعة عقود على عقول بعض جموع المسلمين، من قادة وعامة، بادعاء حملها راية الصحوة الإسلامية، وأقنعتهم بأن في اتباعها خلاصهم من كل مصائبهم. صدقت الكثير من الحكومات ادعاءاتهم وسلّمت لهم أمور التربية والتعليم العام والدين، وكانت عبثهم بكامل مناهج التربية والتعليم في تلك الدول، مما مهّد الطريق لهم للوصول للحكم أو لكي يصبحوا القوة السياسية الأكبر في أكثر من دولة. تبين بعد عقدين أو ثلاثة من تلك الصحوة الوهمية وغير المباركة أن معظم العالم الإسلامي قد حفر لنفسه حفرة يصعب عليه الخروج منها بسهولة. كما نتج عن تسليم قضايا التعليم والشريعة للإخوان المسلمين وصول الوضع العام في أغلبية الدول العربية لما هو عليه اليوم من تخلف وهبوط في مختلف المستويات، حتى مقارنة بأقل دول العالم غنى وحضارة. وهنا كان من الضروري تحرك الجهات المعنية بالتربية والتعليم في دول عربية عدة لغل يد الإخوان أولاً ومن ثم رفعها عن قضايا التعليم، والبدء بتطهير وتنقيح المناهج من سابق عبثهم بها. وهكذا رأينا قيام وزارة التعليم المصرية بالإسراع في عملية «تنقيح مناهج اللغة العربية في جميع المراحل»، وحذف عدد من الموضوعات التي قالت إنها قد تستغل في «الحث على العنف أو التطرف» أو تحتوي على «توجهات سياسية أو دينية» غير مقبولة. وورد في بيان الوزارة أن «محب الرافعي» وزير التربية والتعليم المصري وافق على توصية لجنة من مركز تطوير المناهج، «لإجراء جميع المراجعات لكتب اللغة العربية من الصف الأول الابتدائي إلى الصف الثالث الثانوي، بهدف تنقيحها من الموضوعات التي تحث على العنف أو التطرف». كما شمل القرار الموضوعات التي «تشير إلى أي توجهات سياسية أو دينية، أو أي مفاهيم يمكن أن تستغل بشكل سيئ، فضلاً عن إزالة الحشو والتكرار».
من جهتها، ذكرت صحيفة «المصري اليوم» أن أهم الموضوعات التي حُذفت هي درس «نهاية الصقور» للصف الثالث الابتدائي، ودرس «أمنية هناء» للصف الرابع الابتدائي، و«صلاح الدين الأيوبي» للصف الخامس الابتدائي، و«عبقرية عقبة بن نافع» الحربية للصف الأول الإعدادي.
وكان درس «نهاية الصقور» قد أثار جدلاً بعد أن قال البعض عنه إنه يعكس «فكر داعش» لقيام أبطال الدرس في نهايته بإضرام النار في الصقور انتقاماً منها. وقد نفت الوزارة في بيان سابق لها وجود أي ارتباط بين الدرس والأحداث الجارية بالمنطقة.
من جانب آخر، أعلن وزير التربية والتعليم في الكويت قبل فترة عن تشكيل لجان لمراجعة المناهج الدراسية وحذف كل ما علق بها من مواد تحث على كراهية الآخر. (والتي كان للإخوان المسلمين، إبان سيطرتهم على الوزارة، دور في وضعها ضمن المناهج).