ذكر الداعية الكويتي حاي الحاي، تلميذ ابن باز، أن البهائية ليست بدين سماوي، وأن علينا دعوتهم الى اعتناق الإسلام. وان الإسلام لا يسمح بإقامة معابد بهائية في الجزيرة، وأن البلدان غير الإسلامية تحتفي بالبهائيين، ولكنها لا تهتم بالأقليات المسلمة. وقدّم الحاي نصيحة للبهائيين بالرجوع الى الله، لأنهم محاسبون أمامه يوم القيامة. ووصفهم بالفرقة المرتدة الكافرة بالله، وبالتالي يحرم الزواج منهم، وأن تم فهو نكاح باطل، ويجب الحذر من مناقشة الكفار والعلمانيين والبهائيين على حد قوله، من دون علم وبينة وتبحر في العلوم البشرية، لأنه إذا لم يكن المسلم متبحراً في أصول العلم الشرعي فسيؤدي ذلك الى غلبة أهل الباطل، وان المعابد البهائية أشد حرمة من غيرها، ومن ثم لا يجوز شرعاً السماح بإقامتها في الجزيرة، ولا يجوز إلقاء السلام على البهائي، لأنه غير مسلم، فالسلام لا يُلقى على اليهودي أو النصراني أو البوذي أو غير المسلم، وإنما يُلقى على المسلم فقط. أما المعاملة كجيرة فيجب إحسان جيرته، ويمكن ان يهدي المسلم من طعامه لجاره البهائي، لكن لا يجوز أن نأكل من طعام البهائي. كما لا يجب تسليمهم المناصب الحساسة! هذا بعض مما جاء في مقابلة أجريت مع الداعية في صحيفة محلية، قبل أيام.
والسؤال هنا: ألا ينطبق الكلام أعلاه على البوذيين، وعددهم ملياران ونصف المليار، وعلى الهندوس وعددهم مليار، وعلى الملحدين، وعددهم ملياران، وعلى اتباع اعداد هائلة من الديانات المتنوعة؟ الجواب نعم! وبالتالي لم هذا التركيز على هذه الجماعة المسالمة، التي لم يصدر عنها يوماً، كما هو معلوم، فعل غريب أو تصرف شائن، أو خيانة وطن، أو إجرام غير عادي، خاصة أن أعدادهم لا تزيد على بضعة آلاف، وهم يعيشون بيننا بسلام وأمان منذ عقود عدة، فلم كل هذا التركيز عليهم وتكفيرهم وشرح خطرهم، وكأن العالم سيكون بالفعل أفضل بكثير من غيرهم؟
مؤسف أن نرى مثل هؤلاء الدعاة يتفرغون، ربما لأنهم متفرغون، لمثل هذا القضايا الهامشية، وترك الأهوال التي تواجه الأمة جانبا. فهل التعليم في أوطاننا بخير، والأخلاق بخير، لكي نأتي على ذكر فئة مسالمة ونطالب بمقاطعتها؟ وهل البهائية هي السبب في انتشار المخدرات بين ابنائنا، وزيادة معدل الجريمة في الكويت، هذا غير الكم الهائل من المصائب الاجتماعية التي تواجهها مجتمعاتنا؟ وهل إذا توقفنا عن تناول طعامهم أو إلقاء السلام عليهم فستنتهي مشاكلنا يا اخ حاي؟ ألم تجد في تهاوي الأمة الإسلامية واضمحلال دورها سبباً يستحق ملء صفحة كاملة من صحيفة غير الحديث عن البهائيين وتحريم الزواج منهم؟
الشكر لكم موصول أستاذنا الكريم وأمدّ الله في عمرك وعافيتك.
كفيت ووفيت
الجهل والتعصب ،كماأشرتَ سيدي، آفة الأديان والحضارات، وتلك سنة الحياة الأبدية التي تستوجب التجديد والتغيير بعد كل حين.
ولا تعليق لي سوى توجيه بيت شعر متواضع إلى كل أخ وأخت لي في الإنسانية:
أيها الإنسان إنسان أنا
فدع الإنسان يحيا بيننا