هل يملك أي من الكويتيين أو غيرهم من العرب أن يمنح إيران صكاً للبراءة في علاقتها مع الكويت تحديدا وبقية دول مجلس التعاون عموماً؟ وهل احترمت إيران مبادئ حسن الجوار معنا حتى نبرئها بهذا الصك؟ أوليس التحريض والتأجيج الطائفي مسلك إيران وتدعمه سياساتها وإعلامها وحرسها الثوري منذ أن قامت كدولة؟ إذاً هل يصح منح إيران صك البراءة إن كانت الأدلة تؤكد على إدانتها وتورطها في التأجيج الطائفي والتوسعي؟
تلك أسئلة أوجهها لكل كويتي، بل وعربي يحاول أن يظهر بموقف الحياد أو المحلل الموضوعي، أو يبرر جنوحه لإيران لأسبابه الخاصة! وهو يقلل من الدور الإيراني في إحداث الشرخ والخلل للاضطراب الذي تشهده المنطقة العربية عموما، والخليج خصوصاً. ولا أنتظر جوابه، وإن رغبت في سماعه! بل وإلى أن نسمع منه الجواب إن كان منطقياً، أود أن أفيده ببعض الحقائق والوقائع، لعله هو وغيره يستفيق من سباته، ويثوب من غفلته، خصوصا أولئك الذين لا يفرقون – أو يتعمدون يخلطون بين إيران الدولة، وإيران المذهب، فالأولى دولة توسعية لها أطماع وتبحث عن امجاد ماضية بالية، ولذا استخدمت الطائفية مدخلا لكل ذلك. أما الثانية فلا يعيبها أن ينتمي معظم شعبها للمذهب الشيعي، فذلك يبقى في حدوده وإطاره الذي لا يعتدي على الآخرين. وفي جميع الأحوال فعلاقة المواطن الكويتي أو العربي بإيران ينبغي ألا تتحول لولاء يتنكر فيه للمواطنة أو الانتماء. وإليكم إفادتي:
أليست إيران هي التي بدأت منذ قيامها برفع شعارات تصدير الثورة بتوجه توسعي؟
أليست إيران هي التي بادرت إلى استحداث فكرة ولاية الفقيه لإلغاء كل المرجعيات الشيعية- خصوصاً العربية منها، وقصرها على مرجعيتها لغاية سياسية؟
أوليست إيران التي ابتدعت وكلاء ولاية الفقيه وزرعتهم في بعض الدول العربية، إشباعاً لرغباتها التوسعية، وهو ما شهدنا بسببه اختلال استقرار لبنان؟
أليست إيران هي التي بدأت تغذية الفكر الطائفي في دول الخليج وتحريضه رغم أنه كان معتدلاً ومتوازناً، قبل تشجيعها له، وهو ما تسبب في تورّط عدد من أبناء الشيعة بأعمال وتفجيرات تخريبية؟
أوليست إيران التي اشتغل بالتبشير للمذهب الشيعي بدوافع توسعية فرصدت نصف ميزانياتها للاستقراء المذهبي لأغراض توسعية على حساب التنمية المعيشية لمواطنيها ودولتها؟ فأقحمت نفسها بأفغانستان وباكستان وأفريقيا والعراق وسوريا ودول المغرب العربي ومصر، وزادت من تحريضها في دول الخليج العربي عبثاً باستقرارها وأمنها؟
أوليست إيران هي التي يحتل الجزر العربية الثلاث التابعة لدولة الإمارات العربية؟
أوليست إيران التي تلطخت يدها بآلة الحرب الطائفية في العراق وسوريا واليمن من دون أن يرف لها جفن؟
أوليست إيران – كما يتردد – وراء حالات الاضطراب الأمني في بعض دول الخليج لتحريضها الطائفي؟
بعد كل ما سبق كيف يتجاسر البعض من الكويتيين والعرب منح إيران صك البراءة رغم كل تورّطها بذلك، في الدول العربية؟ وكيف يبررون ذلك بتصريحات أو كتابات أو مواقف تبرهن على أنهم قد انجرفوا وراء شعارات طائفية بالية، أو ركبوا موجة التوجهات التوسعية من دون وعي او بتهور ورعونة!
للأمانة قرأت المقال على أمل أن أجد شيء جديد (حقائق) وليس (اتهامات مرسلة كالعادة) ، مللنا من هذا المنطق الغريب، فأتسائل والله يشهد انّي فعلاً لا أعلم، هل الكاتب او غيره فعلاً يسعون للانصاف؟ هل هم فعلا مقتنعين بما يسمونه حقائق وهي مجرد اتهامات مرسلة مملة لا يتّبعها الّا من يريدها تكون حقائق (غصب طيب) ،وهل هو أمر غير طبيعي وغير اعتيادي أن يتبع الانسان المنطق بمواقفه، أم الطبيعي أن تكون عقلية البشر الغاء القواعد البديهية في سبيل اهوائهم ؟ لا تهمني المواقف كنتائج على قدر ما يهمني كيف يصل عقل الانسان الى تلك النتائج الغريبة، وبامكاني الرد على جزئية جزئية وبكل يسر من هذه الاتهامات المملة، ولكن حقيقةً ما الجدوى في زمنٍ تكون البينة ليست على من ادّعى، بل على الاخرين. وشكرا.