“مثل الزجاجة كسرها لا يُجبر”، يقول الشاعر، وفي رواية أخرى “مثل الزجاجة كسرها لا يُشعب”. ويظن الناس أن زجاج باسم يوسف، الإعلامي المصري الشهير، قد انكسر بسبب “سرقة مقالة”، ويقول هو “نسيت كتابة المصدر لفرط انشغالي”، ويقول الكاتبجي الوشيحي: هي خطيئة فادحة لا شك ولا عك، لكنها إن لم تكسر زجاج باسم فقد خدشته، ويحتاج إلى مراجعة “الصناعية” في أسرع وقت ممكن.
ويستكمل الكاتبجي حديثه: عن نفسي أرى أن زجاج باسم انكسر وتفتت، ليس بسبب سرقة مقالة، أو حتى سرقة موبايل ومحفظة، بل بسبب الانقلاب السريع المريع في مواقفه ومبادئه تجاه بعض دول الخليج، فبعد أن كان يصرخ في الحواري والأزقة مهاجماً تلك الدول الخليجية، صار مطبلاتياً فاخراً لها، بلمعة برق، ويا للهول، حاله من حال “بتوع حركة تمرد”، الذين كانوا يقضون أوقات فراغهم في شتم تلك الدول، و”ذات فجأة”، أو قل “ذات صفقة”، خلعوا قميص “الأعداء” بسرعة، وارتدوا قميصاً خليجياً فاخراً.
لكن رغم هذا وذاك، أي رغم سرقة المقالة وتغيير المواقف بلا مبرر، يبقى باسم يوسف إعلامياً موهوباً يشار إليه بالأفواه الفاغرة، والضحكات المجلجلة، والإسقاطات الذكية اللامعة. ويكفيه مجداً أنه كشف للبسطاء في مصر والعالم العربي، وما أكثرهم، حجم أكاذيب وصواريخ زمرة المطبلين الإعلاميين، ليس بدءاً بأحمد موسى، ولا انتهاءً بمحمود سعد.
أي إنه بصورة أو بأخرى، ولأنه لا يجرؤ، لا هو ولا غيره، على نقد السيسي، الذي يتم تأليهه بالنار والحديد… استطاع باسم يوسف هزيمة قوات السيسي الإعلامية، وإسقاط طائراتها، بمفرده، وبحلقة أسبوعية مدتها ساعة، وهذا يكشف للناس مدى قوته ومدى ضعف خصومه.
قولوا عن باسم ما تقولون، لكن لا تنكروا موهبته فتظلمون أنفسكم وأنتم لا تعلمون. أقول قولي هذا وأنا لا أضحك طوال حلقته إلا مرتين أو ثلاث مرات في أفضل الأحوال، لكنه وفريق إعداده يبهرونني بـ “سكريبت الحلقة”، أو تسلسلها، وكمية المواد المصورة، والمقاطع المنتقاة، وترتيبها، وتعليقاته عليها.
وهنا أقول بعد الصلاة على الرسول: “باسم يمتلك أكثر من زجاجة، وكلما انكسرت واحدة استخدم أخرى جديدة”، ولن أخشى عليه من الصخور المتطايرة في الطريق.