اعتذار او بالاحرى تراجع الشيخ احمد الفهد، ومعه المؤتمر التأسيسي لحزب «مطير»، يجب ان يكونا علامة او بداية فارقة في معتقدات ومواقف المجاميع السياسية، حيث يصبح ضروريا الانعتاق من الطروحات التي حملها او عرضها الشيخ احمد، وتلقفها الكثيرون من «الوطنيين» بدعاوى سلامة نيتها واهدافها الاصلاحية، ويشكل المؤتمر التأسيسي لحاكم المطيري ومن تبعه من قبليي مطير نقطة فارقة ايضا في تحديد الانتماء الوطني وتأكيد اهميته. وليس من الغريب ان يكون حاكم المطيري قبليا ــــ دينيا، فهذا هو الخط الذي تطوع خلال العقود السابقة لدحر وسحق الروح والخط الوطني الديموقراطي.
بعض الاطراف السياسية، في الواقع اغلبها، لها علاقات تنظيمية ووحدوية تجمعها مع حاكم المطيري وحزبه القديم «حزب الامة»، وكلهم وقعوا مع حزب حاكم المطيري القديم، وتضامنوا معه في الموقف مما يسمى سجناء الرأي، لذا من حق المراقب السياسي مثل المواطن العادي ان يتعرّف على مدى التضامن، الذي يحظى به السيد حاكم المطيري وحزبه الجديد في صفوف اخوة النضال والاصلاح!
بصريح العبارة نريد من الاطراف السياسية، وبالذات التي اعتبرت حاكم المطيري وحزبه القديم ـــ حزب الامة «الاسلامي» ـــ حزبا وطنيا ديموقراطيا، نريد منها ان توضح لنا موقفها من حزبه الجديد، تماما كما نريد طروحات وطنية حقيقية في الاصلاح تتجاوز مزاعم ومسرحيات الشيخ احمد سيئة الاخراج.
في الواقع، السيد احمد السعدون حاول قبل شهور القفز من سفينة الشيخ احمد، لكن للاسف لم يبتعد كثيرا، او لم يصل الى الشاطئ بعد. لقد كانت آخر خطابات زعيم «حشد» الاخيرة واعدة، وتشكل تحولا اساسيا، الكويت كلها بحاجة اليه. فأي من الاطراف السياسية في الكويت لم يتلمس الطريق الحقيقي للتقدم والتنمية او حتى العمل السياسي الفعال بعد. السيد السعدون وجد البوصلة، لكنه مع الاسف لم يحدد الاتجاه، ولم يبدأ المسير بعد.
وجود الامين العام لتجمع «حشد» خلف القضبان، لا يعفي تجمع حشد من اعلان موقفه من التجمع القبلي لقبيلة مطير. قلت ورددت وسأظل اردد ان «الحراك» نشأ وانتهى قبليا، على من يريد انكار ذلك بشكل حقيقي ان يوضح لنا موقفه من حزب مطير الجديد، والا فإن السكوت علامة التقبل والرضا.. والاشارة للجميع.