جاء في بيان مارسيل خليفة في “فيسبوك”، والذي نشر بجريدة الراي “… كنت آتياً لتلبية الدعوة والغناء في الكويت، وإذ بنائب متشدد، يعترض على زيارتنا، فنبلغ بأن دخولنا إلى الكويت ممنوع: لذا أطلب من الحكومة الكويتية إذا لم يكن لديها مانع من زيارتنا للكويت أن تعتذر عما حصل وترحب بزيارتي”، هكذا يجب أن يكون موقف الفنان الأصيل الملتزم بقضايا أمته، إذا تمسك مارسيل بموقف المطالبة بالاعتذار حتى النهاية، فكرامة الفن والثقافة لا يصح أن ترهن لمزاجية السلطة ووسواسها وخشيتها أن يطاح بوزير شيخ بحملة استجواب محتملة من هذا أو ذاك النائب المتشدد الذي يريد أن يفصل الدولة وأهلها على مقاس فكره وجماعته، مهما بلغ ثقلهم وعددهم.
أوصل مارسيل رسالة إلى أسماع أصحاب السعادة هنا، إن كانوا يسمعون، حين شرعوا يقفزون من مكان لآخر حسب هبات الرجعية المحافظة، رسالته تقول إن للفنان كرامة وكبرياء مثلما لكم غطرسة واستعلاء، ولا يصح أن يكون الفنان الحر ترساً في لعبتك السياسة، والفن الملتزم له رسالة سامية ترتفع وتسمو فوق اسن المستنقع السياسي في دول عاجزة عن أن تتقدم خطوة واحدة نحو عوالم الحداثة والحريات والتنمية الإنسانية الحقيقية، وتوجز سياساتها من ألفها إلى يائها بمأثور أمتها التراثي بعبارة “اعطه صرة من بيت المال”!
لا يا حكومة الوسواس والقلق الأبديين، فمارسيل ليس شاعر ومثقف السلطة حتى يرقص على مسارحكم البائسة حسبما تشتهون، مقابل “صرة من بيت المال”، ويا حكومة صراحة مللنا وسئمنا لدرجة الغثيان من حالك المائل، وعجزك وترددك في حسم الأمور، فعدا قضايا القذف بالقوات الخاصة في الساحات لضرب المعارضين السلميين وملاحقتهم بالدعاوى الجزائية، نجدك، بطبعك الأصيل، لا “تهشين ولا تنشين”، حين يصير الحديث عن مواجهة مستحقة لإصلاح اقتصادي ملح اليوم، أو يكون الخطاب عن بداية مشروع حقيقي لنفض حالة التسيب واللامبالاة في جهازك الإداري المترهل الرث، أو حين يصبح من الواجب مواجهة أصوات الرجعية التي خرجت من تحت عباءتك في هذا المجلس، والذي راهن السذج على أنه جسر السلطة المطلوب للنهضة الحداثية التقدمية… فوصلنا لهذا الحال من حظر دخول الراحل نصر حامد أبوزيد وغيره للدولة في المجالس السابقة، إلى حال اليوم، بمجلس التقدميين بمنع مارسيل خليفة والله يخلف عليكم.
لدي كلمة لعلي اليوحة أمين عام المجلس الوطني، الذي صرح بأن إلغاء الحفل كان لأسباب إدارية بحتة!
“يالله تسلم قلبك ياعلي” على الأسباب الإدارية البحتة! كن صريحاً وقل “موبيدي…”، قل مثلما قال غيرك ومن سبقك ومن سيلحقك وهم “أكبرها وأسمنها” من الوزراء الموظفين عبارة: هذه سياسة عليا… ولا أملك أن أفعل شيئاً معها…! إذن ماذا تفعلون في وظائفكم؟! اقعدوا في بيوتكم، أفضل لكم ولنا.