الشجاعه لا تعني دائماً الحكمة او العقلانيه، علمنا التاريخ انه لكل رجل شجاع اخطاء، كما انه علمنا انه نهاية كل رجل شجاع، اما قضبان السجون، او الاغتيال، ومسلم البراك سياسي شجاع، واليوم هو يُدرج تحت اسم سجين الرأي، وسجناء الرأي اين ماكانو هم سياسيين شجعان، ضحوا بأنفسهم من اجل شعوبهم، ولكن بالمقابل حتى تنجح القضية، على الشعب انه ينصر هؤلاء وقضية هؤلاء التي غالباً ما تكون قضية عامة، ولكن ما حدث مع البراك العكس من هذا، فمن ضحى من اجلهم اليوم، ضحوا به، ومن تبنى قضاياهم حيث اصبح كبش فدا لهم.
كما ذكرت بالبداية انه لكل رجل شجاع خطأ تسبب بنهايته السياسية، فما خطأ مسلم البراك والحراك عموماً؟
بالبداية كان الحراك نوع من ردة الفعل، وكما نعلم انه ردود الافعال دائماً تكون غير ممنهجة، الى ان تُحدد الرؤى والاهداف، ولكن ماحدث هو انه الحراك استمر يسير معصوب العينين، لايعلم من اين انطلق او اين سيقف!
بناءً على ماذكرته، اصبحت القبلية سمى ولعل مؤتمر «قبيلة مطير» الاخير دليل صارخ الى ما وصل إليه الحراك، وبالاضافه الى عناصر الحراك الاسلاميه المتشدده وحملة تجميع 12 الف مقاتل لسوريه دليل اخر، وهنا تكمن «المفارقة المأساوية» تجمع ديني قبلي، يرفع شعارات الوحده الوطنية؟
ثانياً الى الان لا استطيع ان اصدق، كيف لمسلم البراك وجماعته ان يقبل ان يكون الشيخ احمد الفهد عراب هذا الحراك ومحركه، والتلويح بالملفات «الملونه» كان خير برهان، فعندما يتحدث احمد الفهد عن محاربة الفساد والوحدة الوطنيه، اشبه بحديث وليد الطبطبائي عن نظام ديموقراطي كامل يضمن الحريات!
طبعاً، ناهيك عن «المندسين» و«السماسرة» الذين تحدث عنهم السعدون بالحراك، الذي هو الاخير حاول انه يصلح ما يمكن اصلاحه ولكن محاولاته تأخرت ففشلت والحراك الذي كان الرجل المريض الذي يحتضر، اعلن وفاته مع اعتذار احمد الفهد..
البراك في السجن، العراب اعتذر، القبيله تعلن انشاء حزبها، والسعدون يتحدث اخيراً..هكذا هي نهاية الحراك «معصوب العينين»، فانكسر الحراك فماذا نفعل بالزجاج بعد الكسر؟