ردود الفعل النيابية والسياسية على تصرحات الرئيس الأميركي باراك أوباما مخيبة للآمال. وهي في الواقع تعكس الواقع السياسي المزري للكويت منذ أن تخلت القوى الوطنية عن قيادة وتوجيه العمل السياسي.
رسالة أو تعليق الرئيس الأميركي موجه بشكل أساسي إلى الناس، لشعوب منطقة الخليج وليس لحكامها فقط. لكن الروح الانهزامية وعقلية القطيع المسيطرة على وجدان أغلبنا حصرتا المخاطبة في الأنظمة وفي القيادات دون الناس والشعوب، الطرف الأكثر أهمية رغم تقلص اهتماماته.
رسالة الرئيس الأميركي ليست بالضرورة موجهة إلى الحكام أو الأنظمة، كما فهمها ساستنا ونوابنا الذين اعترضوا بشدة عليها، بوصفها تدخُّلاً في الوضع السياسي الخليجي ــــ الكويتي، وتطفلاً على أهل الحل والعقد فيه، رغم أننا هنا ومنذ زمن بعيد ولعقود نفتقد من يحل ويعقد، من الحكومة ومن المواطنين.
وساستنا ونوابنا مهمتهم مواصلة التعتيم على الناس، وخداع أصحاب المصلحة الحقيقيين، لهذا كان اعتراضهم وامتعاضهم من التصريح. ليس دفاعاً عن الخصوصية، وليس احتراماً لحقوق الدول والشعوب الخليجية في إدارة أمورها بحرية واستقلال كما الزعم.. ولكن.. للمحافظة على سياسة التخويف والترويع من البعبع الإيراني، التي تستخدمها الأنظمة لشغل شعوبها عن مصيرهم وحقوقهم.
لدي قناعة بأن لإيران أطماعاً وسياسات خاصة بها في الخليج والمنطقة، وربما العالم بشكل عام، لكن من قال إن بقية الدول ملائكة! وإن أحداً في الطرف المقابل ليست لديه مصالح وتطلعات متعارضة مع المصلحة الإيرانية. الدول تتصارع والأنظمة ربما تتقاتل ولكن الشعوب باقية. وأنا لدي قناعة بأن الإنسان، أياً كان، مسالم بطبعه. والإنسان الإيراني لا يختلف عن بقية خلق الله، معني مثلهم جميعاً برفاهته ومعيشته ومستقبل أبنائه. لهذا، فإن من يجد في نفسه خيراً، فعليه أن يتوقع ذلك في بقية الشعوب التي هي بطبعها، خصوصاً بعد الحروب العنيفة والمدمرة التي شهدها العالم، تنشد السلم والاستقرار.
تحذيرات الرئيس الأميركي في محلها. نحن في حالة عداء «مزعوم» مع إسرائيل منذ ما يتعدى نصف القرن. على الأقل نحن في الخليج لم نتضرر ولم نتدمر. اليمن والعراق وتونس ومصر وسوريا.. بعضها ليس له حدود مع إسرائيل، وبعضها لديه اتفاقات سلام معها.. مع هذا عصفت فيها العواصف ودمرتها الصراعات من دون أن تحرك إسرائيل ساكناً!
فيا أيتها الشعوب.. تقبّلي النصيحة وتأمّلي في الداخل.