كما أن لكل أمة الحق بأن تفخر برجالها ورموزها ، فلنا الحق كأمة إسلامية ان نفتخر برموزنا ونوابغنا وعلى رأسهم ، نابغة عصره ، رجل الفكر والجهاد ، رجل التضحية والفداء سماحة اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ، والذي نعيش هذه الأيام ذكرى استشهاده على يد طاغية العصر ودكتاتور العراق صدام حسين هو واخته المجاهدة بنت الهدى بتاريخ 9 إبريل 1980 م .
فقد كان الشهيد رضوان الله تعالى عليه شخصية استثنائية مزجت بين التحصيل العلمي والفكري وبين الجهاد السياسي الذي استمر لسنوات ضد نظام البعث الذي عاث فساداً في العراق فكان الجندي المخلص المدافع عن الإسلام ومبادئه في جميع الساحات.
ففي جانب العلم والفكر ، يمكن لأي باحث و في اي مجال الاطلاع على مؤلفاته ليعرف مكانته العلمية التي برز بها منذ نعومة أظفاره ، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر عدد من مؤلفاته:
– فلسفتنا: وهو دراسة موضوعية في معترك الصراع الفكري القائم بين مختلف التيارات الفلسفية، وخاصة الفلسفة الإسلامية والمادية و الماركسية.
ـ اقتصادنا: وهو دراسة موضوعية مقارنة، تتناول بالنقد والبحث المذاهب الاقتصادية للماركسية والرأسمالية والإسلام، في أسسها الفكرية وتفاصيلها.
ـ المدرسة الإسلامية: وهي محاولة لتقديم الفكر الإسلامي في مستوى مدرسي ضمن حلقات متسلسلة صدر منها:
أ ـ الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية.
ب ـ ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي؟
ـ البنك اللاربوي في الإسلام: وهذا الكتاب أطروحة للتعويض عن الربا، ودراسة لنشاطات البنوك على ضوء الفقه الإسلامي.
ـ منابع القدرة في الدولة الإسلامية.
ـ الأسس العامة للبنك في المجتمع الإسلامي.
– فدك في التاريخ .
أما في الجانب السياسي ، الذي برز به كمناضل ومجاهد ضد نظام البعث خدمةً لدينه ووطنة ، فقد انتبه مبكراً لمكر الطاغية صدام فسخر قوته لمواجهته ، فمر بعدة مراحل اهمها حث الشعب للقيام والثورة والمطالبة بالحقوق.
فشكل المجاميع ونظمها الى ان اعلن عن تشكيل حزب الدعوة الإسلامي الذي قاده بنفسه (في بداية الأمر) ، و تصدى رضوان الله عليه إلى الإفتاء بحرمة الانتماء لحزب البعث، (حتى لو كان الانتماء صورياً)، وأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد، في الوقت الذي كان حزب البعث في أوج قوته ، كما انه كان من أوائل الناس الذين اعلنوا دعمهم لنظام الجمهورية الاسلامية الذي اعلنه الامام الخميني (رض) بعد انتصار الثورة في ايران وكان هذا الامر على عكس موقف النظام ولذلك مورست الضغوط عليه اكثر .
فقد واجه كل ما واجه من أجل مواقفه المبدئية من اعتقال وتعذيب ، واقامة جبرية وتشويه لسمعته وبث الجواسيس عليه الى ان صدر امر اعدامه هو واخته العلوية المجاهدة بنت الهدى في يوم واحد .
واليوم ، يستذكر العالم بأسره هذه الذكرى الأليمة ، وأبناء الشهيد الصدر الغيارى شيباً وشباناً في جبهات القتال لمواجهة تنظيم داعش الارهابي الذي يريد اقامة دولته الباطلة على جزء من اراضيهم ، فتوحدوا بكل اطيافهم وتوجهاتهم السياسية وشكلوا قوة مقاومة تلبية لنداء المرجعية الدينية الرشيدة ، و التي كان مراراً وتكراراً يدعوا الشهيد الراحل للإلتفاف حولها وطاعتها لأنها الأمانة والخلاص من كل المؤامرات والفتن .
فسلام على الشهيد الصدر ،،،
وعلى اخته الشهيدة (امنه) بنت الهدى ،،،
الذين سقطا على يد الطاغية صدام ،،،
وسلام على ابناء الشهيد المجاهدين الأبرار الذين لبوا نداء المرجعية الرشيدة و مازالوا في الجبهات حماية للدين والوطن من خوارج العصر داعش ومن لف لفهم ،،،