أثناء الحروب والأزمات والتوتر الإقليمي، تقع على الجميع مسؤولية المواطنة الصالحة الحقيقية المتجردة من أي مصالح ضيقة وتعصبات طائفية، وذلك لحماية الجبهة الداخلية من أي عبث يهز أرضية الأمن والاستقرار، لاسيما أن هناك متربصين من توجهات مختلفة ينتظرون أي ربكة أمنية لاستغلالها لفرض أجنداتهم المريضة.
الكل يدرك حساسية المرحلة التي تمر بها منطقتنا من توتر إقليمي خطير، الأمر يفرض على كل مواطن حماية وطنه ابتداء من الالتفاف حول القيادة العليا ودعم قراراتها التي تتخذ في ظل تلك الأوضاع الراهنة، والعمل على إرساء الوحدة الوطنية لتفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه المساس في أمن واستقرار البلاد.
جميعنا شاهد الكوارث الأليمة التي حلت في بعض دول المنطقة، وعلى الرغم من تعدد القضايا التي أدت إلى تدهور البلدان، فإن الأساس كان انقسام الشارع في المدن العربية إلى فرق، كل منها ترى أنها على حق، متناسين أهمية الحوار الذي قد يؤدي إلى حلول ترضي الجميع، وهو الأهم في حماية الجبهة الداخلية لأي بلد تعج به عاصفة التدخلات والانقسامات الدينية والمذهبية والعرقية، والتي دائما ما تنتهي بالحروب الأهلية حصيلتها القتل والدمار والتشرد، وبالنهاية الكل يخرج منها خاسرا.
فمن باب أولى أن نستفيد من محيطنا الإقليمي ونتعظ من الدروس القاسية والكارثية.. كيف نتعظ؟
علينا أن نجعل أمن واستقرار البلد في ظل تلك الظروف هي أولوية وندعم كل الجهات التي تدعو إلى التماسك والالتفاف حول القيادة العليا، والأهم أن نحارب ولو بالكلمة كل من يدعو إلى شق الصف ويسعى إلى انقسام الشارع إلى فرق تتبنى التوجه الطائفي، وكذلك على خطباء المساجد وكتاب الرأي وأصحاب الدواوين مسؤولية توحيد الصفوف باسم الوطنية بعيدا عن الشعارات الدينية والطائفية التي قد تشعل شرارة لا تنطفئ.
مرحلة اليوم في المنطقة العربية لا نعلم متى تنتهي ولا كيف ستنتهي إلا أننا نسأل الله أن يلطف بنا جميعا لكن أنا على يقين أن النهاية السعيدة ستكمن في تماسكنا بجميع أطيافنا وهذا ما يغيظ العدو الذي لا يستطيع اختراقنا مادام الكل متمسك بأمن واستقرار الوطن.
اليوم وغدا وفي كل لحظة لسان الكويت ينادي كل مواطن بالحفاظ على وطنه بحماية الجبهة الداخلية من خلال الابتعاد عن الطائفية النتنة التي لم ولن نرى من نتائجها ألا الدمار ومزيدا من القتلى والكراهية.