كما ذكر لي أيضا أحد الأصدقاء قصة غريبة في نفس هذا الموضوع عن التسهيلات الحصرية التي يلقاها الطلبة الخليجيون في جامعات بعض الدول العربية فيقول: ذهبت لزيارة أحد أبناء عمومتي الذي يدرس هناك وحين دخلت شقته شاهدت أحد أغرب المناظر في حياتي، شاهدت ابن عمي ورفيق سكنه الذي يدرس ايضا معه في نفس التخصص ونفس الجامعة وهما يدخنان الشيشة ووقف أمامهما شاب من أهل ذلك البلد في منتصف العشرينيات على قدميه وهو يشرح لهما بعض المسائل ويشدد على أنها ستأتي في الامتحان بالتأكيد.
يقول صديقي: سألت ابن عمي: ما القصة فقال لي: هذا هو معيد المادة التي لدينا اختبار نهائي فيها غدا وقد أحضرناه لكي يعطينا دروسا خصوصية.
المادة عبارة عن مجلد 400 صفحة.. كيف سيشرحه لكم في ليلة واحدة؟! لم يرد علي ودخل في نوبة ضحك فهمت منها ان العملية «تضبيط في تضبيط».
وايضا هناك قصة حصلت في أميركا وكنت شاهدا عليها، فقد تم فصل طالب كويتي يدرس في احدى الجامعات الأميركية فقط لأنه استخدم عدة اسطر من مصدر خارجي لحل واجب من دون ان يشير الى المصدر الأصلي، و«لبسوه» تهمة خطيرة يكرهها الأميركان وهي «Plagiarism»، وتعني الانتحال العلمي او سرقة أفكار الغير.
سبب ذكري كل القصص السابقة هو وجود فقرة ظالمة وغير عادلة في مقابلات المهندسين المتقدمين للتوظف في مؤسسة البترول الكويتية، فقد حددت أولوية القبول بعدة نقاط وأعطت معدل التخرج 45% بينما للمقابلة 5% تصوروا 5% ! والباقي لاختبار اللغة الانجليزية والرياضيات.
الآن تصور نفسك أحد خريجي جامعة السطوح أو الشيشة وقد حصلت على 4 نقاط في التخرج (ستكون أغبي الأغبياء ان لم تفعل ذلك)، معناها أنت وضعت 45%من نقاط القبول في جيبك وكل الذي عليك ان تبذل جهدا قليلا في المقابلة واختبار القدرات وستكون متفوقا على الطالب المتخرج من اقوى الجامعات الأميركية لكن معدله 2.5، فأين العدالة في ذلك؟!
مفروض تكون المقابلة مع اختبار القدرات هما الفيصل في أحقية القبول للعمل في قطاع حساس وحيوي كالنفط.
هذه الطريقة أصابت الكثير من الشباب الذي اجتهدوا وتعبوا لنيل الشهادة الهندسية من أعتى الجامعات الأميركية فقط ليتقدم عليهم خريج جامعة معروفة بالرشوة والبقشيش، بل إن بعض خريجي تلك الجامعات العربية تراه في كل مناسبة اجتماعية لا يغيب عن البلد اكثر من شهر ومع هذا تفاجأ بحصوله على درجة الحقوق أو الهندسة بعد 4 سنوات، وعندما تسأله: كيف فعلتها وانت لم تغادر البلد اكثر من 3 أو 4 أسابيع؟ فإنه لا يجيبك لأنه لا يتشرف بهذه الطريقة التي حصل بها على شهادته.
نقطة أخيرة: نتمنى من وزير النفط ورئيس مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية الفاضل أنس الصالح أن ينظر لهذا الموضوع بعين الاعتبار ويعطي توجيهاته الكريمة لإصلاح هذا الخلل، فكما أسلفت درجة التخرج ليست دائما مقياسا حقيقيا بل المقابلة واختبار القدرات الموحد هو الفيصل فيمن يستحق أو لا يستحق للعمل بأهم قطاع حيوي في هذا البلد.
آخر مقالات الكاتب:
- الإستجواب الغير مستحق
- أمنية من أهالي «عبدالله المبارك» لعناية وزير الأوقاف
- لا والله إلا شدو البدو يا حسين
- درس كبير في السياسة من صاحب السمو
- 2017 قررت أن أكون سعيداً
- بديت أشك في الوسادة
- توظف 8000 كويتي وتربح سنويا 200 مليون..لماذا تخصخصها وتفككها؟!
- مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.
- إخضاع عمليات السمنة في «الخاص» لرقابة أقوى
- انتهت انتخاباتكم تعالوا نرجع وطناً