عادة ما نقرن كلمة إعاقة بالأنواع الإعاقة المعروفة لدينا، وهي الإعاقة العقلية والحركية والحسية، إلا أن العلوم الاجتماعية والتربوية أضافت نوع آخر للإعاقة، وحاز على اهتمام كبير من قبل المختصين، وهو الإعاقة التعلمية.
تختلف الإعاقة التعلمية عن بقية أنواع الإعاقة كونها إعاقة خفية، فلا يمكن ملاحظتها بشكل مباشر، وإنما تظهر على شكل انخفاض قدرة الطفل على تحليل ما يراه أو يسمعه عن طريق حواسه السليمة، وانخفاض قدرته على ربط المعلومات الصادرة من مناطق المخ المختلفة بالرغم من نسبة ذكائه المتوسطة أو فوق المتوسطة، فتظهر لديه صعوبة واحدة أو أكثر في المهارات الأكاديمية والعلميات النمائية، كالصعوبات في القراءة، أو الكتابة، أو الحساب، أو اللغة، وكذلك الصعوبة في الانتباه أو الذاكرة أو الإدراك.
بالمناسبة، يجب التنويه بأن ليس كل طفل يعاني من مشكلات أكاديمية يعني إدراجه تحت فئة الإعاقة التعلمية، إنما هناك أطفال لديهم مشكلات اجتماعية أو نفسية تؤدي إلى مشكلات أكاديمية، أما الإعاقات التعلمية لدى الأطفال فتتمثل في اضطراب النمو الكلامي واللغوي، واضطراب المهارات الأكاديمية، واضطراب التوافق الحركي.
في حال وجود نوع من هذه الإعاقات لدى الطفل ، وجب وضع برنامج تعليمي خاص له، تنفذ من خلاله الاستراتيجيات العلاجية المناسبة، بعد التعرف على المفاتيح التي يتعلم من خلالها بشكل أفضل كاللمس أو الاستماع أو الحركة… إلى آخره، بالإضافة إلى توعية الوالدين بطبيعة الإعاقة وما يحتاجه الطفل للتكيف معها، مع أهمية الصبر وحسن التعامل معه ومراعاة حالته النفسية التي قد تتأثر بسبب عدم قدرته على التعلم بالشكل العادي، وذلك للوصول إلى الهدف المنشود، وهو توفير أفضل السبل لتعليم الطفل، ورفع مستواه الأكاديمي.