عندما نقول لكم إننا نحتاج إلى ثقافة مجتمعية لكل أمور الحياة، فإن الرافضين لهذه الفكرة يحاولون لصق أي قصور بالحكومة، وكأن الحكومة أتتنا من كوكب زحل أو عطارد، وليسوا من أهل الكويت، فالكل يحاول أن يظهر نفسه بمظهر الإنسان المظلوم.
نحن نحتاج إلى ثقافة مرورية من قبل المواطن الكويتي، حتى لا يخالف الوافد، فحين يجد أن الكويتي يلتزم بالأنظمة، فإن الوافد سيحترم نفسه وسيخاف من مخالفة أي قانون، وحين يلتزم الكويتي بعدم بيع الإقامة، فلن نجد عمالة سائبة، فالأجنبي لا يستطيع جلب أي عامل إلا عن طريق مواطن كويتي.
واليوم، ضج الجميع من قرار وزارة الصحة بعودة حوالي أربعة آلاف مواطن مبتعثين للعلاج بالخارج، وهذا الأمر تم اتخاذه لأنهم كشفوا كثيرا من حالات التمارض، حتى أصبحنا نسميها «العلاج السياحي» مع كل أسف.
وليعلم كل مريض، يحتاج فعلا إلى علاج، أن السبب في هذا القرار هم أصحاب العلاج السياحي، الذين سلبوا حق المرضى المساكين، وعليهم أن يدعوا على كل متمارض بالمرض الذي لا يُشفى منه، فدعوة المريض مجابة، وعليكم بهم.
وأقسم بالله أنني أعرف أكثر من حالة «متمارض» ذهب للعلاج بالخارج، لكنه عاد بأمراض خطيرة، حمانا الله منها، وحتما أن كل شخص منكم لديه حالات يعرفها لأشخاص لم يكونوا مرضى، وقد عاقبهم الله وابتلاهم بالأمراض، لأنهم أخذوا حق المرضى الحقيقيين.
ومن الأحاديث النبوية الصحيحة، أن الرسول صلى الله عليه وسلم «نهانا عن التمارض»، ولمن لا يفهم الأحاديث النبوية، فإنني أذكّره بأغنية لأم كلثوم تقول كلماتها: «العيب فيكم يا في حبايبكم»، وأتمنى أن يفهم من يحاولون تعليق مشاكلهم على غيرهم أن العيب فيهم يا بـ«متمارضيهم».
أدام الله من انتقد نفسه وصحح أخطاءه، ولا دام من يبحث عن شماعة لتعليق أخطائه عليها.