شيء جميل أن تشاهد من يقدم نصائحه للآخرين، والأجمل حين تكون تلك النصائح عن تجارب مر بها هذا الناصح، فحتما أن النصيحة هي الأمر الوحيد الذي يثبت صحة مقولة «اسأل مجرب ولا تسأل طبيب» لأن النصيحة من المجرب أفضل بكثير ويستثنى من هذا الأمر الأمور الطبية، فليس من المعقول أن تقوم «ببلع» أدوية مخصصة لشخص آخر.
لقد شاهدنا كثيرا من الناس يقدم نصائحه ويقسم بأنه صادق في نصيحته وخصوصا حين يقدمها للفتيات بعمل كذا وكذا ويدعي أنه يدلهن على طريق الصواب، وكم أتمنى من هؤلاء الناصحين أن يقدموا نصائحهم لبناتهم أو اخواتهم من مبدأ أنه لا يوجد طباخ إلا وعليه أن يتذوق ما طبخت يداه وبعدها يقرر إن كانت طبخته جيدة أو سيئة.
فعلى كل من يقدم نصيحته أو تشجيعه لبنات الناس أن يتقي الله فيما يقول أو يشيد أو يشجع، فإن كان ما يريده خيرا فليبدأ بالمقربين منه فالأقربون أولى بالمعروف، وهو نفس المبدأ الذي نرجو أن يطبقه من ينصح الآخرين بأن يفجروا في أنفسهم طلبا للجنة ولكنه لا ينصح أبناءه وأهله بعمل تلك الأفعال والذهاب إلى الجنة.
في البداية ذكرت لكم تقبلنا النصيحة من المجرب في أمور الحياة اليومية أفضل بكثير من النصيحة من المتخصصين بالتنظير، ولكن ما يجعلنا نتخوف أنه أثبتت الأيام أن بعض تلك النصائح في الغالب يقدمها أشخاص ليسوا مجربين لأمور الحياة ولكنهم مجروبون وهي كلمة تعني الشخص الذي أصابه مرض الجرب والذي يجب أن نبتعد عنه خوفا من العدوى فلا نستمع لنصائحه الجرباء.
أدام الله المجرب الذي يقدم نصائحه التي تقربنا إلى الله ولا دام الأجرب الذي يقدمها ليصيب المجتمع بالمرض الذي أصابه.