مع بداية يوم جديد 2/8/1990 استيقظت الكويت على أصوات الدبابات والمدافع والمروحيات العراقية التي انتشرت في جميع الأراضي الكويتية، ودارت العديد من المعارك في مناطق متفرقة من الكويت بين القوات الكويتية والجيش العراقي، ودارت العديد من الاشتباكات بين المقاومة الكويتية والجيش العراقي.
رفض شعب الكويت الخضوع لهذا الاحتلال وتمسك بسيادة واستقلال الكويت ومن أجل ذلك ضحى الكثيرون من أفراد الجيش والحرس الوطني والداخلية والاطفاء وغيرهم من ابناء وطني المخلصين والكثير من أفراد الشعب الكويتي بأرواحهم واستشهدوا وهم يدافعون عن أرض الكويت الحبيبة «الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم، الوطن لا يتغير حتى لو تغيرنا باق هو ونحن زائلون» ووقوف الشعب الكويتي صفا واحدا ضد المحتل وبرزت الوحدة الوطنية في اتفاق في الداخل والخارج من أجل تحقيق هدف واحد مشترك وهو طرد المحتل وعودة الشرعية الكويتية.
في 26/2/1991، عادت الكويت وعادت الحكومة الشرعية وفي هذا اليوم من كل عام تعم مظاهر البهجة والسرور على كل الشعب الكويتي المخلص وكذلك نرى علم الكويت يرفرف عاليا وأهالي الكويت يهنئون بعضهم البعض على التحرير والحرية التي رجعت إليهم ولتقديم الشكر إلى الله سبحانه وتعالى والترحم على كل الأرواح التي فقدت فداء للكويت خلال الغزو العراقي الغاشم.
فترة الغزو اعطت دروسا وطنية للعالم بأجمعه. كان الشعب الكويتي يدا بيد قلبا واحدا، روحا واحدة لا تفرقة بينهم، الكويت لها تركيبة بشرية غير مبنية على أساس قبلي أو طائفي منذ بداية تأسيسها وغير مهيأة لذلك أصلا، فقد شاركت الطوائف جميعها في صناعة القرار السياسي والاقتصادي، وساهمت في وضع الدستور، وعملت جميع الطوائف على إنشاء المؤسسات المدنية وبناء الكويت، ولكن للأسف ما نراه اليوم من بعض الأشخاص حين يدس عن قصد أو غير قصد نعرات طائفية أو قبلية أو يزرع أفكارا متطرفة في نفوس من حوله، وكذلك نرى تحت قبة عبدالله السالم نفث سموم الفتنة والطائفية بين أبناء الشعب الكويتي والتصريحات الطائفية والعنصرية من قبل احد النواب للأسف انه كويتي الجنسية، وعندما يهاجم دولا شقيقة وعندما يزرع الفتن وغيره الكثير ممن يؤيدون تلك الأفكار، لا اظن انهم كويتيون ابا عن جد لأن هذا ليس ما جبل عليه أهل الكويت، أهل الكويت لا يوجد بينهم سني، شيعي، بدوي، حضري، الدم واحد بين الكافة وكلنا تحت راية الكويت والغزو يثبت هذا الشيء.
المطلوب منا جمعيا ان نقف ضد من يحاول ان يخلق فتنا بيننا حتى لا تتحول الى سيل جارف لا يمكن السيطرة عليه. أيضا لرجال السياسة، وخصوصا للشخصيات البرلمانية دور وطني مهم، وما نأمله هو
ألا يتحول البرلمان الى ساحة للصراعات حول الطائفية أو القبلية كما حدث في السابق، وأن يلتفتوا الى القضايا التنموية التي انتخبهم المواطن لأجلها.
اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.