من المتوقع أن يصدر غداً الخميس الرأي الرسمي للحركة الدستورية الإسلامية بشأن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ومن المتوقع أن يرجح رأي المؤيدين للمشاركة على رأي المقاطعين؛ وفقاً لما هو متداول، ووفقاً للمؤشرات الأولية في أوساط أعضاء الحركة. وبما أنني أحد المؤيدين للانتقال من مرحلة المقاطعة إلى مرحلة المشاركة، لذلك سأتحدث اليوم مدافعاً عن وجهة نظري التي أتوقع أن تتوافق مع رأي الحركة في إعلانها غداً الخميس. وبما أن هناك مجموعة من السياسيين والمنظرين والمغردين لن يقنعهم موقف «حدس» ولو وافق موقفهم لخصومتهم الفكرية معها، ولأن بعض هذا البعض له خصومة سياسية قديمة، لذلك لن يعجبهم موقف «حدس» ولو تشبثوا بأستار الكعبة، لهذا سيكون حديثي اليوم مع من يبحث عن الحقيقة أو يبحث عن وجهة نظر تستحق أن يحترمها من يستمع إليها.
عندما قاطعنا كان لنا عدة مبررات، أولها أن الضرورة لم تكن متوافرة في مرسوم الصوت الواحد، لذلك طعنّا بدستوريته، وهذا السبب انتفى مبرره بصدور حكم المحكمة الدستورية بدستورية مرسوم الصوت الواحد. كما أننا قاطعنا لاعتقادنا بأن الصوت الواحد لن ينتج مجلساً يمثل الأمة ويعبر عن همومها لقناعتنا بأن الأغلبية من قطاعات الشعب الكويتي ستقاطع الانتخابات ولن تكون ممثلة فيه، وهذا فعلاً ما حدث. واليوم، معظم المؤشرات تؤكد أن المشاركة ستكون شبه جماعية، ومن معظم التوجهات السياسية، ولن تكون هناك مقاطعة إلا من رموز لا يمثلون إلا أنفسهم أو كتل سياسية معدودة، لذلك نتوقع أن يأتي مجلس ممثل فيه معظم التوجهات المشاركة، وهذا لا يعني أن المقاطعة لم تحقق أغراضها، بل حققت بعضاً منها، وكشفت عن عورة هذا المجلس عندما غابت عنه القوى السياسية، وأثبتت للناس أن العلة في تعطل التنمية في البلاد طوال العقود الماضية لم تكن بسبب المعارضة السياسية، كما يحلو للبعض أن يصورها، فها هي الحكومة تملك السلطة الثانية {السلطة التشريعية} ومع هذا البلد في تأخر مستمر وانحدار في كل المجالات.
البعض يقول إن المشاركة لن تؤدي إلى وصول أغلبية معارضة قادرة على فرض آرائها، ونقول منذ متى وصلت أغلبية للمعارضة في المجالس السابقة منذ التأسيس إلى اليوم؟! مجلس واحد فقط ولم يستمر أكثر من عدة أسابيع! كان يكفي وصول عدد من النواب لديهم مبدأ وموقف وطني لعرقلة معظم مشاريع الحكومة التي تسيء إلى المصلحة العامة حتى ولو كانت تملك أغلبية من نواب مساحي الجوخ! اليوم نحن في حاجة إلى من يصدع بالحق ويتصدى للباطل، فبالتجربة هذا يكفي لعرقلة مشاريع الضرار.
يقول مولانا الشيخ عبدالرزاق: «المشكلة أن من يصر على المقاطعة يطلب ممن سيشارك ما هو مشروعه بعد مشاركته، وينسى أن يسأل نفسه وما هو مشروعه إذا استمر بالمقاطعة»! نعم، ما هو برنامج من يرى استمرار المقاطعة ورؤيته؟! نحن نعتقد أن فترة المقاطعة حققت جزءاً من أهدافها حتى الآن، وآن الأوان للانتقال إلى مرحلة المشاركة لوقف هذا الانحدار، صحيح لن نحقق أغلبية مريحة لكن نشارك ونعترض ونعمل على إيجاد مجموعة تعمل للإصلاح مع بعض المستقلين والمحافظين أفضل ألف مرة من أن أجلس مقيدا قلمي ومشلولة حركتي ومقطوعا لساني وأنا أرى رموز المعارضة يجرجرون إلى السجون والمعتقلات.
نشارك للعمل على وقف مسلسل سحب الجناسي.. نشارك لنعمل على إطلاق سراح سجناء الرأي والكلمة الحرة.. نشارك لنوقف الفساد الذي ضرب أطنابه في كل المجالات، قد لا نحقق كل هذا، ولكن سنعمل على تحقيق ما يمكن تحقيقه، لكن الأكيد أننا باستمرارنا في مقاطعتنا فإننا لن نحقق شيئاً من ذلك، بل سنجلس في بيوتنا نتحلطم ونضرب أخماساً بأسداس.