للمرة الألف، نعيد ونكرر، بل ونؤكد أن «داعش» كيان ليست له علاقة لا بالإسلام ولا بالمسلمين، وأنه وُجد نتيجة تفاهم استخباراتي إيراني ــــ أميركي! هذه المعلومة لا يريد البعض تقبلها نتيجة مشاهدته مطاردة أميركا والغرب لقوات «داعش»، ولما يراه من عداء «داعش» المعلن للمذهب الشيعي!
إن المتابع لمجريات الأحداث يرى التناقض الكبير في ما يرى؛ فمنذ البداية، عندما سلم الجيش العراقي الموصل لأول ظهور لـ «داعش»، وترك له أسلحة ثقيلة ومعدات عسكرية من دون أن يطلق رصاصة واحدة، إلى أن شاهدنا حملة عسكرية دولية لمقاتلة هذا المخلوق المسخ بجميع الأسلحة المتطورة من دون أن توقف تمدده أو تضعف من اندفاعه، ثم بقليل من التركيز نجد أن «داعش» هذا لم يدخل إلا مناطق أهل السُّنّة بالعراق في سيناريو، حفظه الجميع، حيث الدخول ثم تأتي قوات الحشد الشعبي والتحالف الغربي لتلقي بالقنابل على هذه المنطقة السكنية وتدمر المباني والمنشآت ومصانع الخبز، وتُهجِّر أهلها، وبقدرة قادر نشاهد «داعش» يخرج بكامل رجاله وعتاده إلى منطقة أخرى، بعد أن يترك المنطقة خراباً، ومن تبقى فيها من أهلها يموت: إمّا من الجوع وإمّا من المرض وإمّا من رجال الحشد الشعبي! حدث هذا في الفلوجة وتكريت والرمادي ومعظم مناطق أهل السُّنّة في العراق!
أمّا في سوريا فالوضع أشد وضوحاً، حيث شاهدنا كلنا كيف انطلقت أربعمئة معدة تابعة لـ «داعش» من الحسكة إلى تدمر لتقطع مئات الكيلو مترات، وتحتل المدينة، وتدمِّر كل الآثار التاريخية، وتعود أدراجها تحت مرأى ومسمع أجهزة الاستخبارات ورادارات قوات التحالف من دون أن تواجه بطائرة واحدة توقف تقدمها، بل شاهدنا صوراً لطائرات الأباتشي تحرس قوافل قوات «داعش»!
روسيا استطاعت خلال فترة وجيزة أن توقف تقدم المجاهدين السوريين في حلب وبقية المدن السورية، بينما أميركا ما زالت تقاتل «داعش» منذ عدة سنوات، ولم نشاهد إلا تقدّماً وتمدّداً له، يوماً بعد يوم!
«داعش» أيها الاخوة، تشكَّل ليكون «شمّاعة»، تتمكن أميركا من خلاله من تنفيذ أجندتها، وتتمكن ايران أن تطبق مخططها للسيطرة على ما كانت أميركا تسميه محور الشر! الذي أصبح اليوم حزام أمان للمصالح الأميركية، بعد أن كانت أميركا الشيطان الأكبر لإيران، فإذا به اليوم الحليف الاستراتيجي! إذا أرادت أميركا أن تتواجد في دولة وتفرض سيطرتها عليها، أرسلت إليها «داعش» ليكون لتواجدها العسكري مبرر تحت مظلة الأمم المتحدة، كما هي الحال في ليبيا وغيرها. واليوم، وبعد الاتفاق النووي الإيراني ــــ الأميركي، لا نستبعد أن يكون «داعش» تمهيداً لهذا التحالف الجديد!
أي إسلام هذا الذي يفعله «داعش» في الناس؟! من يستفيد من تشويه الدين بهذا الشكل المقزز؟! أي مذهب يحرق رجلاً بهذه الطريقة؟! كيف يتم إعدام طفل في التاسعة من عمره أمام أقرانه؟! كيف تسمح لك نفسك بقتل قريبك، بحجة أنه موظف في دولة الحرمين؟! حركات غريبة وأفعال شاذّة، تتبناها هذه المنظمة الإرهابية لتشويه الدين فقط، وليس لتطبيق أحكام شرعية، والشرع منها براء!
من أراد أن يرى الإسلام في «داعش» فهو أصلاً لا يريد أن يرى الإسلام، وإنما يريد أن يشوّه هذا الدين العظيم!