المشهد الأول: أحمد في المدرسة
أحمد يبلغ من العمر عشرة أعوام، عاد إلى المدرسة بعد الإجازة الصيفية ليتسلم جدوله الدراسي، وكان كالآتي: دين– عربي– حساب –فرصة – اجتماعيات – علوم – موسيقى – إنكليزي.
وبدأت حصة الدين التي يدرسها الأستاذ مصطفى، ليقدم فيها الأستاذ بعد التحية جرعات من الدعوة إلى الدين والتشجيع على الصلاة في المساجد وعدم تفويت الفرصة أبداً، مشجعاً تلاميذه، ومن بينهم أحمد، على الصلاة في المسجد والاستماع إلى الدروس الدينية التي تقام هناك، مبيناً لهم ما في ذلك من أجر وحسنات في ميزان الأعمال.
المشهد الثاني: شغف أحمد
تحمس أحمد وبعض التلاميذ وباتوا يرتادون المساجد دائماً داخل المدرسة وخارجها، يصلّون ويتلقون الدروس الدينية المتنوعة طمعاً في الأجر والثواب، فتارةً يستمع إلى أحكام الصلاة، وأخرى إلى فضل الصيام، ومرة ثالثة إلى نعمة الإسلام وأخرى عن محاولة الكفار طمس الدين، فتعلق أحمد بالأمور الدينية وكبر معها واستمر في تلقي علومها من شيوخ المساجد، إبراهيم ويوسف ومحمد وأساتذة الدين المتعاقبين مصطفى وأسامة وناصر ويعقوب، وباتت القنوات الدينية عبر التلفاز هي قنواته المحببة التي يتابع ما يُبَث عبرها بشغف ليتعلم عن الإسلام ومذاهبه وفروعه ويبحث عن الفرقة الناجية وكيفية التعاطي مع الأديان والمذاهب الأخرى.
المشهد الثالث: ضيق أحمد
بات أحمد يناقش زملاءه ممن يختلفون معه في المذهب، ويحاول أن يقنعهم بصواب مذهبه وفساد مذاهبهم، وينظر إلى الأديان الأخرى بازدراء وسخرية وغضب أحياناً، فكيف لقوم أن يعبدوا البقر أو النار وكيف لآخرين أن يرتضوا غير الإسلام ديناً؟! وأصبحت القنوات والكتب والمناهج وكل ما هو مرتبط بالدين من حوله تحثه على اتجاه واحد، وهو نشر الدعوة والجهاد في سبيل الله، وهو أعظم درجات الإسلام كما علمه أساتذته وشيوخه وقنواته.
أصبح أحمد يشعر بالضيق مما يدور حوله، فالمبتعدون عن الإسلام الصحيح بنظره كثر، سواء من جيرانه أو حتى الدول المحيطة به، وكان يعبّر عن هذا الضيق لكل من حوله، وكانوا يبادلونه الشعور بالضيق وضرورة العمل من أجل إعادة الأمور إلى نصابها السليم، مستعينين بكل القصص والروايات المحفزة لإعلاء الدين الصحيح وضرورة محاربة من يدعو إلى غير ذلك، فإما أن يعودوا إلى الدين الصحيح أو أن يستشهد دون ذلك فيحظى بالنعيم ويخلد فيه.
المشهد الرابع: قرار أحمد
وبالفعل لم يجد أحمد بداً من التحرك ضد كل ما يخالف معتقداته، فبات يحاربه بلسانه وبقلبه ولم يكتف بأضعف الإيمان، فهو يريد أن يحارب المنكر بشكل أكبر، ولابد من استخدام يده، فانضوى تحت لواء بعض رفاقه ليحارب الخارجين عن الملة بيده، إلى أن جاء اليوم الموعود ليتجه إلى مدينة مجاورة لمدينته ممن ينتهج أهلها منهجاً عقائدياً آخر، وبحث عن أكبر مكان يجتمعون فيه ليفجر نفسه بينهم ويسقط أكثر عدد منهم، وعلى وجهه ابتسامة رضا وفي قلبه فرح كبير بالشهادة.
المشهد الأخير: قناة دينية
تبث قناة أحمد الدينية المفضلة برنامجاً على الهواء مباشرة يظهر فيه كل الشيوخ والأساتذة الذين تتلمذ على أيديهم أحمد، الشيخ إبراهيم والشيخ يوسف والشيخ محمد والأستاذ مصطفى والأستاذ أسامة والأستاذ ناصر والأستاذ يعقوب، منددين بالإرهاب وفي أعلى الشاشة تظهر صورة أحمد تغطيها علامة (X).