أكتب في "تويتر" أن هناك مؤامرة تحاك ضد نظام الحكم، وأن بعض الشخصيات تخطط للانقلاب على رئيس الدولة، وأقدم جداول أعدت عبر برنامج "إكسل" أضع فيها كل اسم أريد إبعاده عن الواجهة السياسية، وأصنع أو على الأقل أنشر مقاطع مصورة رديئة أتهم فيها رؤساء السلطات الثلاث السابقين والحاليين بالكويت بالرشوة والتآمر والبحث عن زعزعة أي استقرار، وأقدم بلاغا للنيابة، وأقضي ساعات طويلة هناك لأدعي على شخصيات بالواجهة السياسية، ويصدر القضاء حكمه برداءة ما قدمته، فأصدر بيانا أشكك فيه بسير العدالة، وأني لن أقف مكتوف الأيدي بعد الحكم، وأسرب شريطا رديئا آخر أتهم فيه قاضيا يتقلد أحد المناصب العليا بالسلك القضائي بتلقي الرشوة "كاش"، وبعد كل ذلك أعتذر وكان الله غفورا رحيما!!! هل سيسامحني أحد؟ وهل ستقف أجهزة الدولة مكتوفة الأيدي تجاه ما قمت به من زعزعة للأمن والاستقرار؟ وهل سيسمح لي بالسفر والتجول بمختلف دول العالم طوال مراحل تشكيكي بالدولة؟ وهل ستسخر لي قناة الإعلام الرسمي لأوجه اعتذاري لبعض الشخصيات، وأنصرف عن المتضرر الأكبر وهو شعب الكويت؟ وهل سأخرج بعد اعتذاري وأتجه لإسطبلي أو بيتي سالما آمنا دون أي عقوبة؟ وهل سيطوى الملف دون معرفة إن كان هنالك شركاء في الجرم معي أم لا؟ لا أعتقد أن ما سيطبق عليّ سيكون مشابهاً لما يطبق على أحمد الفهد بعد مسلسله السخيف، وهنا مربط الفرس، وهذا سبب شعور الناس باعوجاج المسطرة، فالحكومة التي يشكل غالبيتها أبناء أسرة الحكم تنظر بأكثر من عين للجريمة، فإن كان الجرم أو حتى الاشتباه في الجرم صادراً عن مواطن، فهناك عين حمراء تنتظره، أما إن كان الجرم بل الفتنة نابعة من أحد أبناء الأسرة فهناك عين عطوفة حنون تقول: "ميخالف قص عليه الشيطان"!! ما قام به أحمد الفهد لا يقبل التهاون بأي شكل من الأشكال، ولا الاعتذار يعني الرأفة بما فعل، فالجرم جسيم وردّ الفعل يجب أن يكون بالقوة نفسها، فالمسألة اليوم غير مرتبطة بضياع ترتيبه بتسلسل الحكم والسلام، بل هي أعمق من ذلك بكثير، فإن مرت هذه المرة بسلام فما الضمانة من عدم تكرار هذه الفعلة مستقبلا من شيخ آخر بإتقان أكبر يثير بلبلة أكثر؟ إن الكويت جميعها مطالبة اليوم بأن تقف موقفا واحدا تجاه ما حدث تحت شعار بأن الاعتذار لا يشفع، فإن كان الاعتذار يشفع فعلينا إخلاء كل السجون من المجرمين على أن نشترط على كل مسجون الاعتذار عبر تلفزيون الكويت عن جريمته وعفا الله عما سلف. تاجر المخدرات والقاتل والسارق كلهم مجتمعين لا يعادلون خطورة ما قام به أحمد الفهد على الدولة والمجتمع، الذي لو نجح فإنه يعني إنهاء الدولة، وتجاوز ذلك يعني المشاركة في تشجيع محاولات هدم أركانها. ضمن نطاق التغطية: ورد في اعتذار أحمد الفهد أن هناك من أوصل إليه معلومات اعتقد أنها صحيحة، وهو ما يعني أن هناك أطرافاً أخرى شاركت أحمد فعلته، وإلى الآن لم تحدد تلك الأطراف أو تكشف!