عقدت جلسة الاستماع الثانية في واشنطن يوم أمس الأول للمعتقل الكويتي الأخير في غوانتانامو فايز الكندري. وكانت السلطة الأميركية قد رفضت الإفراج عن فايز في جلسة مماثلة الصيف الماضي، بينما كانت قد أفرجت عن المعتقل الكويتي الآخر فوزي العودة.
كنت قد شاركت في جلسة الصيف الماضي في الجزء المغلق منها، وأستطيع القول إن الفرصة هذه المرة أحسن بكثير من السنة الماضية ولكن لا شيء محسوم.
سبب عدم الحسم هو أن مجلس المراجعة الدورية الذي سيقرر الإفراج هو مجلس٦٠ في المئة منه أمني و٤٠ في المئة سياسي، فهو ليس هيئة قانونية قضائية، وليست للمسألة قواعد حاكمة بل اعتبارات أمنية وسياسية. الأمر كله مخالف ومناقض للمبادئ الدولية وحتى الأميركية لحقوق الإنسان.
الأسباب التي تجعل فرصة الإفراج عن فايز أفضل هي:
١- الإفراج عن فوزي العودة وإيداعه مركز التأهيل بالسجن المركزي والتزام الدولة الكويتية بتعهداتها سيساهم في تشجيع السلطة الأميركية باتخاذ قرار الإفراج عن فايز.
٢- التغيير الجذري في طاقم الدفاع حيث تمت الاستعانة بذات فريق الدفاع الذي دافع عن فوزي، حيث وافق فايز على التغيير أخيراً.
٣- تغير في رؤية فايز للأمور، حيث بعد أن كان لا يثق في إمكانية الإفراج، فما إن تم الإفراج عن فوزي حتى جعله ذلك أكثر فاعلية وإيجابية في جلسة الاستماع وأفضل من جلسة العام الماضي.
٤- قيام الرئيس الأميركي باراك أوباما بتعيين مفوض خاص بغوانتانامو في اتجاه إغلاقه مما يصب في صالح الانتهاء من أكبر عدد من المعتقلين، وحيث إن فايز الكندري لم توجه له تهم حتى بعد مرور ١٣ سنة على اعتقاله فإنه يقع ضمن المحتمل الإفراج عنهم.
٥- الدعم المستمر المادي والمعنوي من الحكومة وفريق المتابعة الخاص والسفارة الكويتية في واشنطن. ومن المهم التنويه بالجهد المستمر للصديق خالد العودة والد فوزي الذي كان محور الارتكاز في كل العمل المذكور.
خلال أسابيع سيصدر القرار سواء بالإفراج أو الإبقاء على فايز الكندري في معتقل غوانتانامو، وأملنا أن يودع فايز معتقل غوانتانامو ويعود إلى أهله ووطنه وتنتهي حقبة ظلم طويلة لا مبرر لها، وإحالة المتهمين إلى القضاء العادي ويتم إغلاق معتقل شكّل ومازال وصمة عار على جبين أقوى دولة في العالم.