من حسن حظ الكويت أنني لست مسؤولاً إيرانياً، ولا أعمل في الأجهزة المخابراتية في إيران، وإلا كنت رسمت مخططاً يذهل الشياطين والأبالسة، ويجعل الكويتيين “يلفّون السبع لفات”.
ماذا كنت سأفعل؟ كنت سأنسق مع مهاويس داعش لتحريك الطائفية في الكويت، سواء بالمتفجرات أو في مواقع التواصل الاجتماعي، ومن الناحية الثانية كنت سأبحث عن نائبٍ في البرلمان، “ذنب يدعي أنه رأس”، أو مسؤول في أي مؤسسة مهمة، متاجر بالطائفية وفخور بـ”ذنبيّته”، وأعطيه أمراً باستفزاز الناس، شيعتهم وسنتهم، عبر التذلل لأهالي القتلة والإرهابيين، وتقبيل رؤوسهم أو أياديهم، والتباهي بذلك في وسائل الإعلام.
وطبعاً لأنني ضابط مخابرات، تم اختياري لمنصبي بعناية، لا بمزاج المسؤولين وصلة قرابتي بأحدهم، لذا لن أكون غبياً إلى درجة تجعلني أتخذ خطواتي بلا تخطيط… بالطبع لن أصدر أوامري لأذنابي الموتورين إلا بعد أن أمهد الطريق لهم، وبعد أن أتأكد من أن هذا الذنب، الذي يدّعي أنه رأس، قد صرح أكثر من مئتي مرة بأنه يحرص على أمن الكويت، وأنه يدافع عن أسرة حكمها، بشرط ألا يغمز بعينه فيفضح مخططنا.
وبالطبع، لن يقع اختياري على أي نائب والسلام. لا لا. مستحيل. لن أختار إلا أحد أشد الأنذال نذالة، وأقلهم مروءة وحياء، لينقلب على بلده وأهل بلده وأمنهم واستقرارهم، ويرقص على دمائهم… وكالعادة، ستكون حجته “الدفاع عن فلسطين”.
لكن لحسن حظ الكويتيين أنني لست ضابط مخابرات إيرانياً، ولا مسؤولاً في أحد أجهزتها الأمنية. ولحسن حظهم مرة أخرى أن ضباط المخابرات هناك ليسوا بهذه الدرجة من الكفاءة ليفكروا بتفكير كهذا.