نعم نحن نؤمن بان البشرية لا يمكنها ان تسير في طريقة تفكير موحدة او باسلوب عيش او بفعل سلوك واحد ، كما وان تقاربت الافكار والافعال والاساليب فان لكل مجموعة بشرية نتيجة وخلاصة مختلفة عن الاخرى ، ولكن عندما يكون هذا الاختلاف انحرافا عن المنطق و الواقع وعن كل ما يستوعبه العقل والدين فهنا يكون خاطئا وشاذا عن البقية ، فاذا لم تعرض كل تلك الافكار والافعال على العقل والدين واحيانا التجربة فاننا لن نستطيع ان نفرق بين الانسان الطبيعي والانسان المجنون او الذي يعتبر غير كامل العقل ، فلذلك يجب علينا ان نقوم بتمرير كل الافعال والافكار والسلوكيات على جهاز تمييز الصح من الخطأ والواقع من الخيال و الحقيقة من الكذب ، وان ذلك الجهاز هو عبارة على عقل ودين .
لكي نستطيع ان ندخل بموضوعنا يجب ان نقوم باعطاء تلك المقدمة البسيطة لنستطيع ان نميز ما يحتاج تمييزه لواقعنا في هذا البلد العزيز .
نتفاجئ اليوم في بعض اصوات النشاز التي يكون صوتها عال وواضح في كل فتنة يستطيعون منها ان يستفيدوا سياسيا واجتماعيا ، ولا يهم ان كانت مواضيع الفتنة قد مر عليها عشرات السنين او قام القضاء بتبرأة اصحابها المتهمين ، لكن الاهم هو كيف تستغل لصالحهم هؤلاء اصحاب الحنجرة الصدئة ، والمزعج هنا تفصيل الامور والقضايا على اهواء المصالح الشخصية والحزبية لكل منهم ، فمن يحمل السلاح من طائفتهم شجاع ويدعم من قبلهم من دون الاهتمام الى جوهر القضية الا بشرط اقتراب حرارة النار لهم فيتحول كل من يحمل السلاح الى مجرمين “وان كان هذا الاعتراف مغصوبا ” ، ومن يحمل السلاح من الطائفة الاخرى او من نفس طائفته ولكن يختلف معه بالفكر فهو فاسق سافك للدماء وان كانت قضيته تحرير ارضه وعرضه وحماية اراضي واعراض جيرانه من الدول الاسلامية والعربية ، من قتل المئات من ابناء وطني يأبن ويترحم عليه ويكرم رسميا من أبنه ، ومن يتهم بالقتل ويحاكم ويخرج ببراءة يده وبدون دليل واحد ضده لا يجوز الترحم عليه ولا تأبينه ومن يقوم بذلك يكون منبوذ اجتماعيا وسياسيا ويعاقبه المجتمع على ذلك ، فهنا الازعاج كله ، اما ان يكون اصحاب الحناجر الظالمة لايؤمنون بالقضاء واحكامه واما انهم مصرين على الفتنة وحرق الوطن بالطائفية ، وبالامرين يحتاج ان يكون القانون هو سيد الموقف فيحكم بقانون الوحدة الوطنية وقانون احترام القضاء وسيادته ، فإلى متى يعلي مجتمعنا صوت النشاز على صوت القانون ؟ ، والى متى تستخدم الطائفية سلاح يستخدم للمصلحة الشخصية ؟ ، واين المحاسبة الوطنية لهم ؟ ، كما ان المزعج والادهى من ذلك هو انجرار من لديه عقل بهذه المواقف ، حيث انجر هو كذلك مع تلك الابواق ونسي استخدام جهاز تمييز الصح من الخطأ ، هل اصبح القانون يتيما لا سند له ولا احد يتبعه ؟ .
حمى الله الكويت من شر الفتن ، ويرزقنا واياكم كل ما نتمناه من خير لهذا البلد العزيز .